مناقصات عقود عمل في شمال شرقي سوريا.. دعم اقتصادي أم تمكين لـ”قسد”
زارت مجموعة من ممثلي التحالف الدولي مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وذلك بهدف الاطلاع على الخدمات والمشاريع في المنطقة.
وتضمنت جولة ممثلي التحالف، الاثنين 26 من تشرين الأول، زيارة مستشفى “هجين” للإشراف على أعمال الترميم القائمة فيه، وكان التحالف بدأ بمشروع إعادة تأهيل المستشفى بالتعاون مع “الإدارة الذاتية” العاملة في شمال شرقي سوريا، في 12 من تشرين الأول الحالي.
وفي الفترة ما بين 20 إلى 22 من تشرين الأول الحالي، التقت 14 شركة إقليمية مع مستشاري “قسد”، بالإضافة إلى قوة المهام المشتركة في عملية “العزم الصلب” العسكرية، وذلك خلال التواصل من قبل “قسد” والتحالف الدولي مع بائعين من أجل التسجيل على مناقصات عقود عمل لمشاريع خدمية واقتصادية محتملة تابعة للتحالف بالقرب من منطقة الشدادي بين محافظتي الحسكة ودير الزور شرقي سوريا.
جاء ذلك ضمن بيان نشرته قوة المهام المشتركة في عملية “العزم الصلب” عبر حسابها في “تويتر” أمس، الاثنين.
ووفقًا للبيان، فإن “عدد البائعين القادرين على تقديم الخدمات الضرورية، مثل دعم البنية التحتية لقواعد التحالف، قد تضاعف وبشكل أساسي عن آخر لقاء عُقد في آذار الماضي”.
The @coalition and the SDF recently led a vendor outreach event with 14 Syrian businesses near Ash Shaddadi. CJTF-OIR continues to make contract opportunities available to Syrian businesses as a way to build economic stability. #SupportToStabilization pic.twitter.com/ApNkYbPLZu
— Operation Inherent Resolve (@CJTFOIR) October 26, 2020
ومثل هذه المشاريع والفعاليات تزيد، وفق ما اعتبره البيان، من احتمالية “نجاح الأعمال التجارية السورية الناشئة، ما يسهم في توفير الاستقرار المالي وتحقيق الأمن في المنطقة (…) ويزيد من حرمان داعش من أي فرصة للظهور من جديد”، وذلك من خلال مساعدة “قسد” لتلك الأعمال التجارية السورية، باستخدام الأدوات الإدارية الخاصة بها.
ولم يكشف البيان عن أسماء تلك الشركات الإقليمية، وبحسب ما أكده الباحث السوري في مركز “جسور للدراسات” أنس شواخ، لعنب بلدي، فإن هذه الشركات “مقربة من قسد وقياداتها، وهي أشبه بواجهات أو أذرع اقتصادية للقادة العسكريين في قسد”.
وكمثال على هذه الشركات، هناك شركة “الشمال للإنشاء والتعمير” الموجودة في محافظة الرقة والتي “تستحوذ على أغلب مناقصات أعمال إعادة الإعمار في المحافظة ومنطقة الطبقة منذ عام 2019″، وفق ما قاله الباحث شواخ.
ولهذه الشركة فرع تسويقي لتنظيم المؤتمرات مقره في مدينة القامشلي، وفق شواخ.
ولا تزال الشركة نشطة في المنطقة، حيث تنفذ مشروع “سنتر مول الطبقة”، الذي بدأ العمل فيه عام 2018، ويتألف من ثلاثة طوابق تجارية.
وباشرت الشركة أعمال الصيانة في شوارع الأحياء الغربية من محافظة الرقة، لتتوقف لفترة معينة بسبب وجود شكاوى من قبل الأهالي حول نوعية الزفت المستخدم في تعبيد الطرق، وفق شواخ.
ومواقع مجبل الزفت تقع في منطقة شنينة، وهي ضمن الشركات والمنشآت التابعة لشركة “الشمال للإنشاء والتعمير”، كما لها شركة تطوير زراعي تتبع لها أيضًا.
وإثر هذه الشكاوى والضجة الإعلامية حول الشركة، استبعدتها وزارة الخارجية الأمريكية الشركة من مناقصات تعبيد الطرق فقط، لكنها استمرت في نشاطها بمجال إعادة الإعمار بالتعاون مع بلديات المنطقة، ولم يكن الاستبعاد مفعلًا في بعض المناطق، إذ استمرت الشركة في أعمال تعبيد الطرق بمحافظتي دير الزور والحسكة.
ويوجد “سنتر مول الطبقة” ضمن أراضي أملاك دولة في حي المقاسم بمنطقة الطبقة، قبل أن ينتقل إلى سوق شعبية لبيع الملابس المستعملة والأدوات المنزلية، بحسب شواخ.
كما أن هذه الشركات والتجار يحتاجون إلى دراسة أمنية دقيقة من قبل “قسد” بطلب من التحالف الدولي، وفق شواخ، لإثبات عدم دعمهم للإرهاب، وبالتالي تكون هذه الدراسات الأمنية هي “بوابة قسد للضغط وابتزاز هذه الشركات أو السيطرة عليها ومنعها من منافسة الشركات المدعومة من قبلها”.
والمشاريع الخدمية التي يُشرف عليها التحالف الدولي في شمال شرقي سوريا لم تمنع إلى الآن استمرار عمليات الاغتيال، ولم تستطع حتى سد الثغرات الأمنية في المنطقة، كما يأمل التحالف الدولي من تلك المشاريع، إذ إن المنطقة تعيش توترًا بين “قسد” والأهالي، وكان أبرز مظاهره، اغتيال شيخ عشيرة “البكارة”، علي الويس، وشيخ عشيرة “العكيدات”، مطشر الهفل، برصاص مجهولين.
وفي 4 من آب الماضي، خرجت مظاهرات تندد باغتيال شيوخ العشائر، والفلتان الأمني في المحافظة، إلى أن وصل هذا التنديد إلى فضاء التواصل الاجتماعي، ليستمر انتقاد “هشاشة” الوضع الأمني في المنطقة، مع استمرار اغتيال شيوخ عشائرها.
وتحسين الوضع الأمني ووقف عمليات الاغتيالات لبعض شيوخ عشائر المنطقة عن طريق تلك المشاريع مرهون بـ”تطبيق الرقابة الحقيقية على هذه المشاريع ومتابعة تنفيذها من قبل التحالف، لكن الاحتمال الأكبر هو أن هذه العمليات ستستمر ما لم تكن هناك شراكة حقيقية لأبناء المناطق العربية في قيادة مناطقهم واقتسام ثرواتها بشكل عادل”، وفق ما يراه شواخ.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :