ذكرت وكالة “ANAA” الروسية أن تنظيم “حراس الدين” (فرع القاعدة في سوريا) قدم معلومات عن معسكر “فيلق الشام” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” الذي استهدفته غارات جوية روسية.
وقالت الوكالة الروسية اليوم، الاثنين 26 من تشرين الأول، إن عناصر من “حراس الدين” قدموا معلومات للمخابرات العسكرية السورية عن المعسكر المستهدف.
وأضافت الوكالة أن المعسكر يتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، وقدم “حراس الدين” غير المتوافق معها معلومات حول المعسكر، إذ يعيش الطرفان نوعًا من الحرب الباردة، بحسب تعبير الوكالة.
ولم تتأكد عنب بلدي من صحة معلومات الوكالة من مصدر آخر، لكن الأكاديمي والخبير السياسي محمود الحمزة المقيم في موسكو، لم يستبعد، في حديثه إلى عنب بلدي، أن تكون الوكالة الروسية ترغب بإذكاء خلافات الطرفين (هيئة تحرير الشام وحراس الدين) لمصلحة النظام السوري.
و”هيئة تحرير الشام” و”حراس الدين” ليسا على توافق، إذ شهدت محافظة إدلب اشتباكات بين غرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضم “حراس الدين” وفصائل “جهادية” أخرى مع “هيئة تحرير الشام”، في حزيران الماضي.
وانتهت المواجهات بتوقيع اتفاق بين الطرفين، تضمن إغلاق جميع المقرات العسكرية التابعة لـ”حراس الدين”، ومنعه من نشر أي حواجز عسكرية في منطقة غربي إدلب، كما منعت “الهيئة” لاحقًا أي عمل عسكري خارج إطار غرفة عمليات “الفتح المبين”.
وتضم غرفة عمليات “الفتح المبين”، “الجبهة الوطنية للتحرير”، و”هيئة تحرير الشام”، و”جيش العزة”.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية اعتقالات نفذتها “هيئة تحرير الشام” ضد قياديين من “حراس الدين”، أبرزهم “أبو يحيى الجزائري”، و”أبو عبد الرحمن مكي”، و”أبو عمر منهج”.
ونشرت الوكالة الروسية صورًا لاستهداف معسكر فصيل “فيلق الشام” غربي إدلب.
وقالت الوكالة، إن طائرتين روسيتين أسقطتا نصف طن من المتفجرات، على مقاتلين من “هيئة تحرير الشام” كانوا يستعدون للتخرج من دورة تدريبية.
لكن المقاتلين المستهدفين يتبعون لـ”فيلق الشام” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من تركيا.
وفي أول تعليق رسمي من فصائل المعارضة السورية، قال الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب ناجي مصطفى، عبر “تلجرام”، إن الغارة التي نفذها طيران روسي، تعد خرقًا واضحًا ومستمرًا لقوات الاحتلال الروسي لاتفاق التهدئة الموقّع برعاية تركيا.
وأضاف أن “الجبهة الوطنية للتحرير” بدأت بالرد عبر استهداف مواقع عدة للنظام السوري وروسيا بالراجمات والصواريخ.
ويناقض ذلك ما قالته الوكالة الروسية بأن المعسكر المستهدف يتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، رغم أن معظم وسائل الإعلام الروسية تصنف فصائل إدلب ضمن تبعية “الهيئة”.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو” الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الماضي، ونص على إنشاء “ممر آمن” على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).
وتضمّن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على الطريق، بين قريتي ترنبة غربي سراقب (شرقي إدلب) وعين حور بريف إدلب الغربي، على أن تكون المناطق الجنوبية لطريق “M4” من الممر الآمن تحت إشراف الروس، وشماله تحت إشراف الأتراك.
–