فرنسا تطالب بوقف حملات مقاطعة بضائعها في الشرق الأوسط

متظاهرون يحتجون على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (La Repubblica 25)

camera iconمتظاهرون يحتجون على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (La Repubblica 25)

tag icon ع ع ع

طالبت الخارجية الفرنسية بإيقاف حملات مقاطعة البضائع الفرنسية من حكومات الدول العربية والإسلامية التي تشن فيها الحملات وتشهد مظاهرات ضد الحكومة الفرنسية، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 22 من تشرين الأول الحالي.

وأصدرت الخارجية بيانًا جاء فيه أن “الدعوات إلى المقاطعة عبثية ويجب أن تتوقف فورًا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية”، بحسب ما نشره موقع “France 24“.

وأضافت أنه “في العديد من دول الشرق الأوسط برزت في الأيام الأخيرة دعوات إلى مقاطعة السلع الفرنسية وخصوصًا الزراعية الغذائية، إضافة إلى دعوات أكثر شمولًا للتظاهر ضد فرنسا في عبارات تنطوي أحيانًا على كراهية نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وكان ماكرون أكد خلال حفل تأبين المدرس باتي، الذي قُتل على يد مهاجر شيشاني، في 16 من تشرين الأول الحالي، على استمرارية الدفاع عن “الحرية والعلمانية” في بلاده، وعدم التخلي عن نشر الرسومات الساخرة، ومنح الشباب الفرنسي كل الفرص التي تسمح بها الجمهورية من دون أي تمييز، بحسب تعبيره.

بدوره، قال ماكرون بالتزامن مع بيان الخارجية أمس، الأحد، في تغريدة باللغة العربية، عبر حسابه الرسمي في “تويتر“، “لا شيء يجعلنا نتراجع، أبدًا، نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام، لا نقبل أبدًا خطاب الحقد، وندافع عن النقاش العقلاني، وسنقف دومًا إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية”.

وأوضحت الخارجية الفرنسية أنها استنفرت الطواقم الدبلوماسية الفرنسية “لتذكر الدول الأخرى، ولتشرح لها مواقف فرنسا على صعيد الحريات الأساسية ورفض الكراهية”، بحسب بيانها.

واعتبرت أن هذه المواقف “تستغل التصريحات لأغراض سياسية” في إشارة إلى التصريحات أدلى بها ماكرون، في 2 من تشرين الأول الحالي، خلال عرض مشروع قانون عن الإسلام المتطرف، وخلال مراسم تكريم المدرس صامويل باتي الذي قُتل على يد عبد الله أنزوروف من أصل شيشاني البالغ 18 عامًا، في اعتداء وصفه الرئيس ماكرون بأنه “هجوم إرهابي إسلامي”.

غضب إسلامي 

في المقابل، وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ماكرون بأنه بحاجة إلى “علاج عقلي”، في كلمة وجهها بخصوص ما وصفها بـ”موجة معاداة الإسلام في أوروبا”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.

ونددت كل من تركيا وإيران والأردن والكويت و”منظمة التعاون الإسلامي” بالرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد، واعتبرت “الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية، ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية”.

حملات مقاطعة في دول عربية

وبرزت عدة حملات مقاطعة في دول عربية وإسلامية، من بينها ما أعلنته شبكتا “الميرة” و”سوق البلدي” للتوزيع في قطر، عن سحب المنتجات الفرنسية من المتاجر حتى إشعار آخر.

وقالت جامعة “قطر” عبر “تويتر“، “تعاطفًا مع مستجدات الأحداث الأخيرة والمتعلقة بالإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه، فقد قررت إدارة جامعة قطر تأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي إلى أجل غير مسمى”.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت صور تظهر سحب منتجات الأجبان الفرنسية “كيري” و”بيبيبيل” من على رفوف المتاجر.

كما أعلن نائب رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الكويتية، خالد العتيبي، أن 60 جمعية تعاونية أعلنت مقاطعة المنتجات الفرنسية من أصل 68 موزعة على كامل محافظات الكويت، بحسب ما قاله لوكالة الأنباء الفرنسية.

بدوره، قال رئيس اتحاد مكاتب السفر، محمد المطيري، للوكالة، إن “العديد من وكالات السفر في الكويت لم تعد تقدم خدمات حجز الطيران إلى فرنسا ولا حجز الفنادق فيها، بسبب الرسومات المسيئة للرسول محمد”.

وفي الأردن، دعا حزب “جبهة العمل الإسلامي” المعارض المواطنين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وازدادت الضغوط والمداهمات في الأيام الأخيرة على منظمات المجتمع المدني الإسلامية بفرنسا، على خلفية حادثة مقتل المدرس الفرنسي.

وجاءت حادثة مقتل المدرس بالتزامن مع استمرار جلسات محاكمة متهمين بتنفيذ هجوم استهدف، في كانون الثاني 2015، مكاتب مجلة “شارلي إيبدو”، التي كانت قد نشرت رسومًا كاريكاتيرية للنبي محمد.

كما يأتي هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بآلة حادة نفذه شاب باكستاني (25 عامًا) أمام المقر السابق لـ”شارلي إيبدو”، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.

وعبرت “شارلي إيبدو”، عبر حسابها في “تويتر“، عن “الشعور بالرعب والاشمئزاز” إزاء الهجوم الذي أدى إلى مقتل المدرس الفرنسي، وقالت إن “الظلامية لن تنتصر”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة