استوفت معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية شروط دخولها حيز التنفيذ بعد تصديق 50 دولة، آخرها هندوراس.
وأثنى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، السبت 24 من تشرين الأول، على الدول التي صدّقت على المعاهدة، وأشاد بعمل المجتمع المدني، بحسب ما نشرته “مفوضية الأمم المتحدة“.
وقال، “دخول معاهدة حظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ هو تتويج لحركة عالمية للفت الانتباه إلى العواقب الإنسانية الكارثية لاستخدام الأسلحة النووية، إنه يمثل التزامًا جديًا تجاه الإزالة الكاملة للأسلحة النووية، التي تظل أعلى أولويات نزع السلاح للأمم المتحدة”.
وأشادت منظمات عدة بالاتفاقية، من ضمنها “الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية“، التي فازت بجائزة “نوبل” للسلام عام 2017 لدورها على هذا الصعيد.
واعتبرت هذه المعاهدة “انتصارًا للحملات الشعبية ولحركتنا المناهضة للأسلحة النووية”.
وهنّأ رئيس “اللجنة الدولية للصليب الأحمر“، بيتر مورير، في بيان له الدول ومنظمات المجتمع المدني بمناسبة الاتفاقية، قائلًا إن “البشرية سجلت اليوم انتصارًا ووعدًا بمستقبل أكثر أمانًا”.
وكانت الذكرى الـ75 على ضرب ناجازاكي وهيروشيما اليابانيتين بالقنابل الذرية، في آب الماضي، وشهدت الفترة اللاحقة لهذه الذكرى تسارع عدد من الدول للتوقيع على المعاهدة.
ومن بين الدول التي انضمت حديثًا إلى المعاهدة، نيجيريا، وماليزيا، وأيرلندا، ومالطا، وتوفالو.
رفض أمريكي- بريطاني
حثت الولايات المتحدة الدول الأعضاء على سحب وثائق تصديقها أو انضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية، مستشهدة بآراء مشتركة مع دول أخرى تمتلك أسلحة نووية، وعلى الاعتراف أيضًا بأن المشاركة في المعاهدة هي حقوق سيادية للدول المشاركة.
وشجبت الولايات المتحدة معاهدة حظر الأسلحة النووية باعتبارها أداة “تعيد عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بالتحقق ونزع السلاح”.
كما رفضت حكومة المملكة المتحدة المشاركة في محادثات المعاهدة، وقالت إنها لن توقع عليها أبدًا، وغابت دول نووية عن قائمة الدول الموقعة على المعاهدة.
ماذا يعني دخول معاهدة حظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ؟
تنطبق شروط اتفاقية حظر الأسلحة النووية فقط على البلدان التي وقعت وصدّقت على الاتفاقية، وعلى الرغم من إعلان تسع دول مسلحة نوويًا حاليًا أنها لن تدعمها، فإن المعاهدة تعد مؤشرًا مهمًا نحو تغيير المواقف الدولية تجاه الأسلحة النووية.
وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد مؤتمر في عام 2017، بموجب القرار 71/258، للتفاوض بشأن قانون يلزم قانونيًا بحظر الأسلحة النووية، وشجعت الجمعية جميع الدول الأعضاء على الإسهام في المؤتمر، بمشاركة وإسهام المنظمات الدولية وممثلي المجتمع المدني.
ويتضمن القرار مجموعة شاملة من التعهدات التي تحظر المشاركة في أي أنشطة للأسلحة النووية، وتتضمن هذه التعهدات عدم تطوير الأسلحة النووية أو اختبارها أو إنتاجها أو حيازتها أو امتلاكها أو تخزينها أو استخدامها أو التهديد باستخدامها.
كما تحظر المعاهدة تقديم المساعدة إلى أي دولة في القيام بأنشطة محظورة، وتلتزم الدول الأطراف بمنع وقمع أي نشاط محظور بموجب معاهدة حظر الأسلحة النووية يقوم به أشخاص أو في إقليم يخضع لولايتها أو سيطرتها.
ووافقت آنذاك 122 دولة على المعاهدة، ووقعت 84 دولة عليها، لكن هناك دولًا لم تصدّق على نص المعاهدة، ولم تحظَ المعاهدة بتصديق الدول النووية، ومنها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا.
ومع ذلك، يأمل المروجون للمعاهدة أن يكون لدخولها حيز التنفيذ نفس الأثر الذي أحدثته معاهدات دولية سابقة فيما يتعلق بالألغام الأرضية والذخائر العنقودية.
وتعتبر أول معاهدة تحظر تمامًا تطوير الأسلحة النووية وامتلاكها واستخدامها، ما يجعلها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وستدخل المعاهدة حيز التنفيذ في غضون 90 يومًا.
الأسلحة النووية.. أعدادها والدول التي تمتلكها
هي متفجرات بالغة القوة، تتألف من ذرات ونظائر تشارك في عملية إطلاق الانفجار النووي، فتكتسب القنابل طاقتها إما من انشطار الذرات أو لاندماج جزيئاتها معًا، ومن هنا جاءت تسمية القنبلة النووية بالقنبلة الذرية.
وترسل الأسلحة النووية كميات هائلة من الإشعاع، تؤدي إلى الإصابة باعتلال التعرض للإشعاع، فيستمر تأثيرها الفعلي لفترة أطول من الانفجار بحد ذاته.
واستخدمت الأسلحة النووية مرتين حتى الآن، الأولى كانت ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، عام 1945، وسببت دمارًا هائلًا وخسائر كبيرة في الأرواح.
ودام إشعاع القنبلة التي سقطت على مدينة هيروشيما عدة أشهر، وخلف نحو 80 ألف قتيل، بينما أودت القنبلة التي سقطت على مدينة ناجازاكي بحياة أكثر من 70 ألف شخص.
والدول التي تمتلك الأسلحة النووية هي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية، بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي.
وانضمت 191 دولة، منذ عام 1970، من بينها الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وسميت هذه الدول الخمس بالقوى النووية، ويقبل حيازتها على الأسلحة النووية لأنها صنّعت واختبرت القنابل النووية قبل دخولها المعاهدة في 1 من كانون الثاني عام 1967.
وعلى الرغم من أن هذه الدول تمتلك أسلحة نووية، فإنها مضطرة، بموجب الاتفاقية، لتخفيض أعداد ما تمتلكه من أسلحة نووية.
–