عروة قنواتي
وصلت منافسات دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم إلى إياب الدور النصف النهائي، الذي يجمع المدرستين المصرية والمغربية بأربعة فرق من العيار الثقيل، هي الأهلي والزمالك من مصر، والوداد والرجاء من المغرب، لتهيمن الكرة العربية في إفريقيا على مربع الكبار في البطولات القارية كما في الأعوام الأخيرة، وهذا ليس غريبًا على الكرة المصرية والمغربية والتونسية.
وجاءت حصيلة مباراتي الذهاب في المغرب لمصلحة الأهلي والزمالك، وما زالت الجماهير تنتظر نتائج مباريات الإياب في مصر، التي قد تسفر عن لقاء الأهلي والزمالك في النهائي، بتاريخ 6 من تشرين الثاني المقبل، ما سيجعل النهائي أكثر إثارة وقوة ومنافسة بين أبناء الكرة المصرية.
وربما تنجح الأندية المغربية بقلب الطاولة، والتأهل لنهائي عنوانه الرجاء والوداد في قمة مغربية إفريقية عالية المستوى والفن الكروي.
لست هنا لنقاش نتائج الفرق الأربعة، ومبارك سلفًا لكل من سيتأهل للنهائي و”هارد لك” للفرق الخاسرة في هذا السباق.
لكن أود الإشارة فقط إلى حجم التخبطات التي تظهر لمتابع الكرة الإفريقية في كل عام، وفي كل نسخة من نسخ مسابقات دوري أبطال إفريقيا أو البطولة الكونفدرالية.
فمن مشكلة النهائي الماضي وتوقف المباراة لعدم وجود تقنية “الفار”، وقرارات الاتحاد الإفريقي التي تاهت وأُصيبت بالإحراج بين الكرة التونسية والكرة المغربية، وصولًا إلى التأجيل الحاصل في هذه النسخة لمباراة إياب نصف النهائي بين الزمالك والرجاء.
كثيرًا ما نشعر أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، لا يمسك بكل أوراق المعادلة على المستوى التنظيمي والإداري، لا في البطولات القارية على مستوى المنتخبات ولا على مستوى الأندية، ما يسمح لكل من يرى في نفسه “مظلومًا” أو “صاحب حق” بالتطاول والتشكي لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، على مَن؟ على الاتحاد الرسمي للقارة.
الأخبار الواردة من مصر تقول إن “مجلس إدارة نادي الزمالك المصري يدرس التوجه نحو الفيفا ومقاضاة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بسبب عدم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق المتنافسة”.
الدعوى التي تحدث بها للإعلام السيد مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة الزمالك، أشار فيها إلى ترحيب الزمالك بتأجيل لقاء إياب النصف النهائي نظرًا إلى وضع نادي الرجاء الطارئ، ولكن بشرط تأجيل النهائي أيضًا.
والجدير ذكره أن الاتحاد الإفريقي أعلن الخميس الماضي تأجيل مباراة الزمالك والرجاء بسبب إصابة ثمانية لاعبين من نادي الرجاء بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، لتصبح المباراة في 1 من تشرين الثاني المقبل، والنهائي بتاريخ 6 من الشهر نفسه.
لكن الاتحاد رفض طلبات التأجيل لناديين في بطولة الكونفدرالية الإفريقية التي تقام بنفس التوقيت مع دوري أبطال إفريقيا ولنفس الأسباب وفي نفس الدور (دور الأربعة)، والإشارة هنا إلى نادي حوريا من غانا ونادي حسينية أغادير المغربي.
اتهامات بالجملة نسمعها عبر وسائل الإعلام ومنصات الأندية في كل عام عن محاباة “كاف” لأندية معينة في المسابقة الكبرى، واليوم تتوجه الأصابع بالإشارة إلى أن “كاف” يدار بالنفوذ المغربي، كما صرح نجم الزمالك السابق أحمد عيد عبد الملك، محملًا السيد فوزي لقجع، نائب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مسؤولية ما يحصل في كثير من البطولات على مستوى العام الحالي وعام 2019.
نفس هذه الاتهامات وبنفس الحدة أُطلقت في الموسم السابق لمصلحة الأندية التونسية في مواجهة الأندية المغربية والمصرية.
يمكن القول إنها حرب إعلامية أو محاولات ومؤثرات نفسية (مشروعة أو غير مشروعة) تخدم سياق كل فريق في المنافسة أو المطالبة بالحقوق، لكن دور القرارات في معظم الأوقات يكون بطابع سلبي ومؤجج لنيران الدعاوى والاتهامات.
وهو ما يجعل المباريات الإقصائية أو النهائية في البطولات الإفريقية أشبه بساحة معركة بين اللاعبين والإداريين والجماهير وعلى منصات “السوشال ميديا”، بدلًا من أن تكون منافسة كروية على مستوى القارة الإفريقية، ويتحمل هنا الاتحاد الإفريقي (المتهم بفقدان الشفافية) المسؤولية الكبرى في هذا الوضع وهذه الحال المتكررة وغير المطلوبة في كل نسخة.
إذًا، وعلى أعتاب نهائي القارة الإفريقية، ومع البشرى بمباراة من العيار الثقيل أيًا كان عنوان النهائي، نحن أيضًا على موعد مع توترات جديدة وقرارات وإشكاليات بالجملة لا تغيب، ويبدو أنها لن تغيب في القريب العاجل عن الكرة السمراء.