على الرغم من إعلان النظام السوري عودة الحياة إلى طبيعتها بعد تهجير سكان من مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة، ورحيل من كان يصفهم بـ”المسلحين” في محيط دمشق، لا تزال العاصمة تشهد مسلسل الاغتيالات بالعبوات الناسفة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مساء الخميس 22 من تشرين الأول، بمقتل مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في مدينة قدسيا بريف دمشق.
وتولى الشيخ محمد عدنان الأفيوني، دمشقي المولد عام 1954، منصب مفتي دمشق وريفها عام 2013، وعُرف بتأييده للنظام السوري، وترأس مركز “الشام الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف” بدمشق.
ومن أبرز محطاته، مشاركته في العمل بـ”التسويات” التي نزح إثرها سكان من ريف دمشق إلى مناطق متفرقة شمالي سوريا.
ويعرض هذا التقرير التسلسل الزمني لسير عمليات الاغتيال بحق رجال دين في سوريا، على اختلاف مذهبهم وانتماءاتهم:
2019.. اغتيالان
في 11 من تشرين الثاني، قتل كاهن وراعي كنيسة “مار يوسف” للأرمن الكاثوليك بمدينة القامشلي، الأب إبراهيم حنا بيدو المعروف باسم هوسيب أبراهام بيدويان، مع والده حنا إبراهيم بيدو، إثر إطلاق مجهولين الرصاص عليهما في أثناء سفرهما من محافظة الحسكة إلى دير الزور على الطريق العام الواقع تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
2015.. اغتيالان
أدى انفجار عبوة ناسفة زُرعت في الجامع “الكبير” بمدينة التل بريف دمشق، في 3 من تموز، إلى مقتل إمام الجامع الشيخ سليمان الأفندي، من دون تحديد الفاعلين.
وقالت “سانا” حينها إن إرهابيين زرعوا العبوة الناسفة في منبر الجامع وفجروها في أثناء خطبة الجمعة، ما أدى إلى مقتل الشيخ الأفندي وإصابة خمسة من المصلين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالمسجد.
الشيخ وحيد البلعوس
الاغتيالات طالت أيضًا شيوخ الطائفة الدرزية، ففي 4 من أيلول، قُتل الشيخ وحيد البلعوس أحد أهم شيوخ الطائفة الدرزية، وزعيم تجمع “مشايخ الكرامة”، من جراء استهداف موكب لـ”شيوخ الكرامة”، بعبوة ناسفة زُرعت بإحدى السيارات على طريق ظهر الجبل في محافظة السويداء.
وكان البلعوس عارض تجنيد أبناء الطائفة الدرزية ومشاركتهم بالحرب في سوريا، وأكد أنه مستهدف من النظام السوري بعد مواقفه الحيادية.
واتهمت حينها صفحات السويداء عبر “فيس بوك” أحد عناصر الأمن العسكري ويدعى “أبو خضر” بضلوعه بالتفجير.
2014.. ثلاثة اغتيالات
وعُثر على جثة إمام مسجد “النور” الشيخ عبد العظيم شيخو، مطلع 2014، في منطقة تل البيعة بالرقة، ومعه جثث لعشرة أشخاص آخرين، وسط اتهامات لتنظيم “الدولة” بالوقوف خلف العملية.
وكان شيخو إمام وخطيب صلاة عيد الأضحى عام 2011، بحضور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حين قال للأخير “سر إلى الأمام والشعب كله معك”.
الشيخ أحمد محمود حنورة
كما عُثر على جثة الشيخ أحمد محمود حنورة أمام معهد الكهرباء بمدينة حريتان في ريف حلب الشمالي، في 14 من شباط، عقب انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة، إذ أفاد “مركز توثيق الانتهاكات في سوريا” حينها، أن التنظيم أعدمه بعد فترة من اختطافه.
وشغل حنورة (45 عامًا) منصب رئيس المحكمة الشرعية في مدينة حريتان.
الأب فرانس فاندرلخت
في 7 من نيسان، قتل مسلحون مجهولون رئيس دير الآباء اليسوعيين، الأب فرانس فاندرلخت، في حي بستان الديوان بمدينة حمص، التي كانت تسيطر عليها المعارضة.
وينتمي فاندرلخت إلى الرهبنة اليسوعية، وولد في أمستردام بهولندا عام 1938.
2013.. خمسة اغتيالات
لعل أبرز من جرى اغتيالهم في ذلك العام، هو إمام مسجد “الإيمان” في دمشق الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.
ففي 21 من آذار، اغتيل البوطي بتفجير استهدف مسجد “الإيمان” في حي المزرعة وسط دمشق، وأظهر مقطع فيديو حينها لحظات تصفية البوطي بعد وقوع الانفجار، من قبل أشخاص لم تلتقط الكاميرا وجوههم.
وأسفر الانفجار حينها عن مقتل 50 شخصًا وجرح العشرات من مرتادي المسجد، وسط تبادل المعارضة والنظام السوري الاتهامات بتنفيذ العملية.
كما قُتل في 2013 أربعة رجال دين آخرين على يد مجهولين وهم: إمام مرقد السيدة رقية في دمشق عباس اللحام، وإمام جامع “ميمون بن مهران” الشيخ حسن، وإمام مسجد “المحمدي” في منطقة المزة بدمشق عدنان صعب، وإمام جامع “قرية القرير” بريف بانياس في طرطوس الشيخ أسامة توفيق الأعسر، والمفتي العلوي بدر غزال.
يضاف إلى ذلك، اختطاف الكاهن الإيطالي باولو دالوليو، المعروف بـ”الأب باولو”، وذلك حين دخل مدينة الرقة من الحدود التركية أواخر تموز 2013، وشارك في مظاهرة مناهضة للنظام السوري.
وبعدها طلب لقاء مع قياديين في تنظيم “الدولة” من أجل التوسط للإفراج عن صحفيين أجانب، ليدخل مقر التنظيم حينها دون أن يخرج منه، وسط روايات عن إعدامه.
ويعتبر الأب باولو أحد أبرز المؤيدين الأجانب للثورة الشعبية ضد النظام السوري مطلع عام 2011.
2012.. ثمانية اغتيالات
سُجلت في ذلك العام الحصيلة الكبرى من الاغتيالات بحق رجال الدين، بحسب ما رصدته عنب بلدي، إذ قُتل ثمانية رجال دين وهم:
- الأب باسيليوس نصار، كاهن كنيسة “مار إلياس الغيور” بمدينة كفربهم، قُتل برصاصة قناص، في 25 من كانون الثاني.
- عبد اللطيف الشامي، إمام مسجد “آمنة بنت وهب” في حلب، اغتيل في أثناء صلاة التراويح في 15 من شباط، وسط تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام.
- إمام مسجد “أنس بن مالك”، محمد أحمد عوف صادق، قُتل برصاص مجهول، في 15 من شباط، بدمشق.
- خطيب وإمام “حسينية الحوزة العلوية” في سوريا ناصر العلوي، قتله شخص مجهول بطلق ناري عند مقام “السيدة زينب”، في 15 من نيسان.
- الأب فادي حداد، كاهن كنيسة “مار إلياس” للروم الأرثوذكس في قطنا، قُتل في 25 من تشرين الأول.
- الشيخ حسن برتاوي، خطيب جامع “الإمام النووي” في ركن الدين بدمشق، اغتاله مسلحون مجهولون، في 27 من آب، وتكرر ظهوره على إعلام النظام.
- مدير أوقاف الرقة، عبد الله صالح، قُتل على يد مسلحين مجهولين في حي الدرعية بمدينة الرقة في 30 من كانون الأول.
–