عنب بلدي- محلي
أوضحت وسائل إعلام غربية أن الغارات الإسرائيلية التي ضربت سوريا يومي 20 – 21 آب الحالي هي الأعنف منذ توقيع الهدنة بين البلدين عام 1974، وجاءت بحسب بيان للجيش الإسرائيلي ردًا على سقوط قذائف من الجانب السوري متهمة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ومن ورائها إيران بالوقوف وراء العملية.
رد عنيف على القذائف
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن قذيفتان استهدفتا منطقة الجليل الأعلى بينما سقطت اثنتان أيضًا في هضبة الجولان المحتل مساء الخميس 20 آب، مؤكدةً أن مصدرها الأراضي السورية وأحدثت أضرارًا طفيفة دون وقوع إصابات.
واتهم أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بتنفيذ الهجوم، معتبرًا أنه «بتوجيه وتمويل إيراني»، وأكد أن «جيش الدفاع يعتبر النظام السوري مسؤولًا عما ينطلق من أراضيه ولن يتسامح مع أي محاولة لخرق السيادة الإسرائيلية أو الاعتداء عليها وعلى أمن سكانها».
وجاء الرد الإسرائيلي عنيفًا، إذ نفذ الطيران الحربي 14 غارة جوية استهدفت مواقع تابعة لقوات الأسد في ريفي دمشق والقنيطرة، أسفرت بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل جندي واحد وإصابة آخرين، في تصعيد هو الأكبر من نوعه منذ عام 1974 بحسب محللين عسكريين.
الغارات الإسرائيلية، وبحسب مصادر مطلعة، استهدفت في ساعات متأخرة من ليلة الخميس كلًا من تل الشعار، تل الشحم، جبا، تل بزاق (سرية محيرس)، فوج الإطفاء وتلة الـ UN في ريف القنيطرة، إضافة إلى فرع سعسع العسكري 220، اللواء 68 والفوج 137 في ريف دمشق الغربي.
واستأنفت إسرائيل غاراتها على سوريا، الجمعة 21 آب، مستهدفة سيارة تقل أشخاصًا في ريف القنيطرة، ما أدى إلى مقتل 5 منهم، بحسب سانا، موضحة أن الضحايا مدنيون وكانوا على الطريق الواصل بين قرية الكوم وخان أرنبة في ريف القنيطرة.
لكن مسؤولًا في الجيش الإسرائيلي صرح يوم الهجوم أن القتلى جميعهم فلسطينيون ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، التي تتهمها تل أبيب بالوقوف وراء القذائف التي سقطت على الأراضي الخاضعة لها.
اتهامات إسرائيلية لإيران
ووجه ضباط وقادة إسرائيليون الاتهامات مباشرة إلى إيران بوقوفها خلف تصعيد التوتر على الحدود مع سوريا، مؤكدين أن سعد أزدي، مسؤول الملف الفلسطيني في الحرس الثوري الإيراني، هو المخطط لقصف إسرائيل من الأراضي السورية.
بدوره أوضح بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن سياسة بلاده لاتزال ثابتة، معربًا عن عدم وجود إرادة لتصعيد الأوضاع.
وأوضح نتنياهو في مؤتمر صحفي، السبت 22 آب، أن «الجيش الإسرائيلي ضرب خلية نفذت إطلاق الصواريخ، وضرب القوات السورية التي سمحت لها بذلك»، موجهًا حديثه لدول 5+1 التي وقعت الاتفاق النووي مع إيران تموز الفائت، «إن على الدول التي تهرع لمعانقة إيران، أن تعلم أن قائدًا إيرانيًا هو الذي أعطى الرعاية والتوجيه للخلية التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل».
الأسد يلتزم الصمت وبان كي مون قلق
ولم يصدر رئيس النظام بشار الأسد أي بيانات إدانة وتحذير بعد الغارات الإسرائيلية، كما لم يصدر أي تعليق من قبل وزارة الخارجية أو رئاسة الأركان، في وقت اعترفت فيه «القوات المسلحة» بالغارات معتبرة إياها «عدوانًا سافرًا».
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة 21 آب، عن «القلق البالغ إزاء الانتهاكات الخطيرة لاتفاق فض الاشتباك الموقع بين سوريا وإسرائيل عام 1974».
وأدان الأمين العام جميع انتهاكات اتفاق فض الاشتباك، داعيًا في بيان رسمي «جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي عمل يعرض الاتفاق للخطر، أو يقوض الاستقرار في المنطقة، وإلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإلى منع أي تصعيد آخر في بيئة إقليمية متوترة بالفعل».
وأكد البيان الذي تلاه المتحدث الرسمي باسم كي مون، أن «قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان السورية (أوندوف) أجرت اتصالات مباشرة مع قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة السورية لتهدئة الأمور، وهي هادئة حاليًّا».
ووقع الجانبان السوري والإسرائيلي على اتفاقية فض النزاع في أيار 1974، وتنص على أن يراعي الطرفان وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، وأن يمتنعان عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع هذه الوثيقة تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الصادر في 22 تشرين الأول 1973.
يشار إلى أن الطيران الإسرائيلي نفذ عددًا من الغارت الجوية ضد مواقع تابعة للنظام خلال الأعوام القليلة الماضية، وأدت إحداها إلى مقتل ضباط إيرانيين وعناصر من حزب الله اللبناني في ريف القنيطرة في 19 كانون الثاني الماضي.