واشنطن تعاقب إيران لتدخلها في العراق والانتخابات الأمريكية.. والأخيرة ترد
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على السفير الإيراني والضابط الكبير في “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، إيراج مسجدي، لمحاولته “زعزعة استقرار العراق”، وعلى خمسة كيانات إيرانية، لمحاولتها التأثير على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
واعتبر بيان وزارة الخزانة الأمريكية، الصادر الخميس 22 من تشرين الأول، مسجدي أداة إيران الرئيسة لزعزعة الاستقرار الإقليمي، وتحدث عن استغلاله للعراق لسنوات طويلة، وإعلاء مصالحه الخاصة على حساب الشعب العراقي.
وقال وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشين، إن “النظام الإيراني يهدد أمن العراق وسيادته من خلال تعيين مسؤولي (الحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس) كسفراء في المنطقة لتنفيذ أجندتهم الخارجية المزعزعة للاستقرار”.
وأضاف الوزير أن الولايات المتحدة ستواصل استهداف النظام الإيراني ومسؤولي “الحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس”، الذين يحاولون التدخل في شؤون الدول ذات السيادة، بما في ذلك أي محاولات للتأثير على الانتخابات الأمريكية.
وجاء في بيان آخر للخزانة الأمريكية اليوم، أن خمسة كيانات إيرانية تحاول تقويض ثقة المواطنين الأمريكيين في نزاهة التصويت، ونشر معلومات مضللة في محاولة للتأثير على نتائجه.
وأدرجت وزارة الخزانة ضمن العقوبات كلًا من “الحرس الثوري الإيراني” و”فيلق القدس” التابع له، ومعهد “بيان رسانة غوستار”، بموجب القرار التنفيذي “EO 13848” لمشاركتهم بشكل مباشر أو غير مباشر في التواطؤ بالتدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.
كما أُدرج “اتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي الإيراني” (IRTVU)، و”الاتحاد الدولي للوسائط الافتراضية” (IUVM)، لكونهما خاضعين لسيطرة “الحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس”.
وذكر البيان أن النظام الإيراني يسعى للتلاعب بالانتخابات الأمريكية بمحاولات “وقحة” لزرع الفتنة بين جمهور الناخبين من خلال نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت، وتخريب العملية الديمقراطية الأمريكية.
وقال وزير الخزانة الأمريكية في البيان، إن “النظام الإيراني يستخدم روايات كاذبة ومحتويات مضللة لمحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية”.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جون راتكليف، في مؤتمر صحفي، في 21 من تشرين الأول الحالي، إن روسيا وإيران تحاولان التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، بحسب “رويترز“.
واتهم راتكيلف إيران بأنها أرسلت رسائل إلكترونية تستهدف ترويع الناخبين الأمريكيين، والتحريض على الاضطرابات، والإضرار بالرئيس الأمريكي، مشيرًا بذلك إلى رسائل البريد الإلكتروني التي أُرسلت الأربعاء الماضي، وجاءت بشكل يوحي بأن جماعة “براود بويز” الموالية لترامب هي من أرسلها.
وأكد أيضًا أن إيران وروسيا حصلتا بشكل منفصل على بعض معلومات تسجيل الناخبين.
وجاءت تصريحات راتكليف بعد تسلّم ناخبين موالين للحزب “الديمقراطي” في أكثر من ولاية، من بينها فلوريدا وأريزونا، رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني مطالبة بالتصويت لمصلحة الرئيس ترامب وإلا سيتعرضون للملاحقة.
بينما قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، الذي حصل على إفادة سرية، في 21 من تشرين الأول الحالي، بشأن أمن الانتخابات، إنه لا يتفق مع راتكليف في أن إيران تحاول الإضرار بترامب تحديدًا.
وأضاف في مقابلة له مع قناة “MSNBC”، “من الواضح لي أن نية إيران في هذه الحالة وروسيا في كثير من الحالات هي تقويض الثقة أساسًا في انتخاباتنا، ولا أعتقد أن هذا الإجراء يهدف إلى تشويه سمعة الرئيس ترامب”.
الرد الإيراني
ردًا على العقوبات، نفت إيران الاتهامات الموجهة إليها، وأدرجت اسم السفیر الأمريكي في العراق، ماثيو تيولر، مع مسؤولين آخرين فيها على قائمة “العقوبات الإيرانية”، على خلفية مشاركتهم في عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني، بحسب ما نشرته وكالة “فارس” الإيرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عبر حسابه الشخصي في “تويتر”، إن السفير الأمريكي في العراق، ماثيو تيولر، “متورط بمهام إرهابية في العراق والمنطقة”، وإن له دورًا رئيسًا في عملية قاسم سليماني، “وبناء عليه أدرجته إيران مع مسؤولين أمريكيين اثنين آخرين لهما دور في هذه الممارسات على قائمة العقوبات”.
وندد السفير الإيراني في العراق، إيراج مسجدي، بقائمة الحظر الأمريكية في تصريح صحفي اليوم، الجمعة 23 من تشرين الأول، قائلًا إنه شعر بالابتهاج لهذا الخبر و”الشعب الإيراني برمته مدرج على قائمة الحظر الإجرامي للنظام الأمريكي الإرهابي”.
وأضاف أن أمريكا “تضع العقبات أمام شراء الدواء والغذاء للأطفال والمرضى في إيران، وتفرض ضغوطًا لا إنسانية على الشعب”.
واعتبر مسجدي “الحرس الثوري” و”فيلق القدس” بمثابة “مفخرة لجميع الأحرار والمجاهدين في سبيل الله”.
ونفت الخارجية الإيرانية من جانبها الاتهامات الموجهة لطهران، بمحاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية، ووصفت الاتهامات بأنها لا أساس لها وعارية عن الصحة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن الخارجية استدعت السفير السويسري في طهران، وذلك خلال تصريح صحفي، الخميس 22 من تشرين الأول، لأن بلاده ترعى المصالح الأمريكية في إيران، وسلمته رسالة تحتج فيها على اتهامات واشنطن.
إيراج مسجدي
عُيّن إيراج مسجدي سفيرًا لإيران في العراق منذ عام 2017، وهو ضابط في “الحرس الثوري الإيراني-فيلق القدس”، ومسؤول عن العمليات الخاصة وتدريب الميليشيات في العراق وسوريا وغيرهما.
وقام مسجدي بتسهيل التحويلات المالية لمصلحة “الحرس الثوري”، بالتنسيق مع الميسر المالي لـ”الحرس الثوري”، هوشنق اللهداد، الذي يتصرف بتوجيه من القائد السابق له، قاسم سليماني، وخليفته إسماعيل غني.
وساعد مسجدي “الحرس الثوري” في الحصول على العملات الأجنبية في العراق، مقابل مبالغ قام “الحرس الثوري” في إيران بتحويلها إلى كيانات ذات صلة به، وقدم مسجدي مساعدة مباشرة في الحصول على عشرات المليارات من الدنانير نيابة عن “الحرس الثوري” في العراق.
وقبل أن يصبح سفيرًا، كان مسجدي شخصية بارزة تشرف على أنشطة “الحرس الثوري الإيراني” في العراق، التي شملت هجمات استهدفت أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف، فضلًا عن عمليات خطف واغتيال مسؤولين محليين عراقيين سعوا إلى كبح النفوذ الإيراني في العراق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :