نشطاء سوريون: تلقينا ضربًا مبرحًا وصعقًا بالكهرباء
تركيا تشدد على عابري حدودها بشكل غير شرعي
هنا الحلبي
يستمر إغلاق المعابر الحدودية التركية أمام السوريين منذ 8 آذار الماضي، وسط تجاوزات بحق الهاربين من جحيم الحرب من قبل شرطة الحدود (الجندرمة)، دون إجراءات تحاسبهم أو تطالب بذلك على الأقل.
وفي حين يستثني القرار عبور فرق الإسعاف والشاحنات التجارية وسيار ات منظمات المجتمع المدني التي تحمل المساعدات الإنسانية للداخل السوري، إلا أن الجندرمة التركية بدأت التشديد على العابرين تهريبًا، وخصوصًا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، مستخدمة في بعض الحالات الرصاص الحي لإيقاف النازحين.
وسجلت عدة وفيات على الحدود منها الشاب علاء محمد جولو الذي قتل ثاني أيام عيد الفطر برصاص متفجر أدى إلى تفجير رأسه، وآخرها الشابة الفلسطينية، رغد عبود، ذات الثمانية عشر عامًا، وقتلت في 8 آب الجاري.
أما من يقع بيد الشرطة التركية فينال نصيبه من الضرب، وروى الصحفي سيف عزام لعنب بلدي عن تجربته في التهريب من سوريا إلى تركيا «أنا إعلامي وطبيعة عملي تتطلب مني التردد بين البلدين، ولأنني مقيم في سوريا وعائلتي في تركيا اضطررت للذهاب إليها بعد أن علمت أن حالة ابني الصحية متدهورة».
بعد أن توجه عزام مع زميله الصحفي أكثم علواني والناشط وضاح عبد الرحيم إلى خربة الجوز في ريف جسر الشغور، سمع أن الجيش التركي ضرب النار في اليوم الفائت على الناس وقضت شابة إثر ذلك، وتابع «رغم ذلك طمأننا المهربون أن الأمور بخير، فهم تجار بشر لا يعنيهم سوى المال».
واعتقلت الشرطة التركية سيف عزام وزملاءه فور دخولهم الأراضي التركية إثر كمين نصبوه، وضربوهم ضربًا مبرحًا مع الصعق بعصي الكهرباء ثم اقتادوهم إلى المخفر، وأردف سيف «بعد أن علموا بأننا صحفيون عزلونا عن باقي المعتقلين وتباحثوا كثيرًا بأمرنا لكن ذلك لم يغير من الأمر شيء، فاقتادونا أخيرًا إلى السجن، لنوضع في غرفة واحدة صغيرة مع 60 شخصًا دون طعام ليوم كامل، فقط كانوا يقدمون لنا الماء مع أوقات محددة لاستعمال الحمام، تمامًا كمعتقلات النظام السوري».
بعد إطلاق سراح سيف عزام وأصدقائه وعودتهم إلى سوريا، حاولوا مجددًا دخول تركيا عبر طريق التهريب، ونجح مع zصديقه أخيرًا في العبور من منطقة قريبة على مدينة اعزاز شمال حلب بعد أن رمتهم الشرطة بالحجارة، لكن صديقهم أكثم أُصيب وأُعيد إلى مشفى اعزاز.
ولم يصدر عن الحكومة التركية أي تعليق على تصرفات «الجندرمة» على الحدود مع سوريا، سوى تصريح سابق لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في آذار من العام الجاري، أوضح فيه أن بلاده غير مسؤولة عن أي شخص يُقتل بالقرب من الشريط الحدودي بنيران الجيش التركي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :