ليان الحلبي
تزداد مشكلة البطالة مع امتداد عمر الثورة السورية للعام الخامس، وتبرز في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الجيش الحر منذرةً بكارثة شبابية تهدد عجلة الاقتصاد والحياة في المجتمع، بينما تسعى منظمات المجتمع المدني لتجاوز الظاهرة.
ويُعدّ قصف النظام المستمر للمباني السكنية والمنشآت الحيوية وما يرافقه من انعدام الاستقرار والأمن من الأسباب الرئيسية لتنامي الظاهرة، بحسب أبي مضر الحلبي، عضو المكتب السياسي لمجلس ثوار حلب، الذي أوضح «هذا أدى إلى هجرة رؤوس الأموال وأصحاب المعامل والورشات وحتى الحرف البسيطة، ليعتمد من بقي بشكل رئيسي على السلّات الغذائية بعد أن صرف أمواله وباع مدخراته وذهب زوجته». لكن نسبة الظاهرة في المدينة تغيب عن إحصاءات الجهات الرسمية، لصعوبة تقديرها وسط حالة الحرب وموجات النزوح المستمرة يوميًا.
وفي سبيل إيجاد حلّ يخلق فرص عمل لأكبر عدد من الشباب، أطلقت منظمة «people in need»، العاملة في مجال الإغاثة في محافظتي إدلب وحلب منذ عام 2012، مشروع «المال مقابل العمل»، وبدأت تطبيقه قبل أربعة أشهر في الريف الحلبي بدورة تجريبية مدتها 3 أشهر، أتبعتها بالدورة الثانية وتشمل مدينة حلب في قسمها الخاضع لسيطرة الجيش الحر.
شاركت منظمة «همم» في مشروع «المال مقابل العمل» كشريك تنفيذي في مدينة حلب، بحسب مدير المنظمة بكري الزين، الذي أوضح أن المشروع يشمل 150 شابًا وفتاة، يوزع الشباب منهم ضمن 9 مجموعات للعمل في تنظيف الطرقات وترحيل الأنقاض التي خلّفها قصف النظام وترميم الأماكن العامة وإعادة تأهيلها، إلى جانب الإصلاحات البسيطة لشبكات الكهرباء والمياه المتضررة من القصف والتي لا تحتاج معدات ثقيلة، كما يساعدون المكاتب الإغاثية الموجودة في أحيائهم.
أما السيدات، فأوضح بكري أن المنظمة تكفلت برواتب 4 موظفات في الطبابة الشرعية للسيدات مهمتهن تغسيل الموتى النساء والتوثيق الجنائي، إضافة إلى مدرّسات يعملن في أربع روضات غير مدعومة، ثلاث منهن في الأحياء الشرقية والرابعة في حي المشهد غرب حلب.
وحول استمرارية المشروع، قال بكري إن «تجربة الريف الحلبي كانت ناجحة وتضاعفت أعداد المستفيدين وزادت المناطق المخدّمة فيها، لذا فإن فتح مجالات جديدة للعمل وزيادة عدد الشباب العاملين في مدينة حلب يعتمد على مدى نجاح التجربة ضمن الظروف الخاصة التي تعيشها المدينة».
وتعتبر «همم» منظمة تنموية ناشئة في مدينة حلب وعمرها سنة تقريبًا، عملت في عدة مشاريع كحفر الآبار والإغاثة وترحيل الأنقاض.