فيلم “كولونيا” يعري الأنظمة الاستبدادية من عباءتها الدينية

camera iconفيلم "كولونيا"، 2015، (fluxmagazine)

tag icon ع ع ع

“مخالفتي تعني مخالفة مشيئة الرب”. تلخص هذه الجملة كيف تلبس بعض الأنظمة السياسية المستبدة عباءة الدين، لإخضاع شعوبها تحت سلطة مطلقة لا تحتمل المعارضة، إذ تزعم أن الخروج عن الجماعة يتبعه غضب من السماء.

حالة الاستبداد هذه، يجسدها فيلم “كولونيا” (Colonia)، المأخوذ عن قصة حقيقية لمنظمة تسمى “Colonia Dignidad” أي “كولونيا الكرامة”، في دولة تشيلي.

تعود أحداث الفيلم إلى عام 1973، وتحكي قصة الشاب دانيال وصديقته لينا اللذين يقعان ضحية في انقلاب عسكري بتشيلي، تعتقل إثره قوات الانقلاب بقيادة أوغوستو بينوشيه، أنصار الرئيس المخلوع، سلفادور أليندي.

يُقتاد دانيال إلى منظمة “Colonia Dignidad”، ويتعرض لأقصى درجات التعذيب، في حين تدعي المنظمة أنها وُجدت لأغراض خيرية بحتة، ويغلب عليها الطابع الديني الصارم.

لينا التي تربطها علاقة حب بدانيال تفعل المستحيل لإنقاذه، لذا تضطر إلى الانخراط في أعمال “كولونيا الكرامة” لتحقيق ذلك.

الفيلم يسلط الضوء على رجل ذي نفوذ سياسي يدعى “بول شيفر”، ويزعم أنه واعظ ديني و”نائب الإله على الأرض” ليفعل ما يحلو له من انتهاكات إنسانية بحق المسجونين داخل المنظمة، التي تحوي نظامًا شديد الحراسة ويقتل من يحاول الهروب منها. 

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان “تورنتو السينمائي” عام 2015، من بطولة إيما واتسن ودانيل برول ومايكل نيكفيست، ومن إخراج فلوريان جالنبرغر، وكتابة تورستن وينزل وفلوريان جالنبرغر وتوم كينينمونت، كما تم تصويره في ألمانيا، ولوكسمبورغ، والأرجنتين.

تدور في النصف الأخير من الفيلم أحداث شائقة وتحبس الأنفاس، فضلًا عن مفاجآت غير متوقعة، تضع كلًا من إيما واتسون، ودانيل برول، في موقف لا يحسدان عليه.

اللافت في “كولونيا” أنه يستعرض في نهايته صورًا حقيقية مسربة من داخل منظمة “كولونيا الكرامة”، مع سرد حقائق مخيفة جرت في هذا المكان، من اغتصاب لعشرات الأطفال والنساء، فضلًا عن جرائم أخرى ضلع فيها “بول شيفر”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة