فرضت جامعة “اسطنبول” التركية الحكومية رسومًا دراسية على الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعة، بعد أن كانوا مشمولين بقرار إعفائهم من دفع الرسوم للطلاب الأجانب، واقتصار الرسوم على مبالغ رمزية، ما شكل حالة استياء لدى عدد من الطلاب في الجامعة.
ووصلت رسالة نصية إلى الطلاب المسجلين في الجامعة تفيد بفرض الرسوم على الطلاب السوريين، دون توضيح المزيد من التفاصيل، في حين لم تنشر إدارة الجامعة أي قرارات رسمية على موقعها الرسمي،
وجاء في الرسالة النصية، بحسب ما ترجمته عنب بلدي، “وفقًا لقرار مؤسسة التعليم العالي التركية (YÖK) بشأن ما إذا كان يجب على الطلاب السوريين دفع الرسوم الدراسية أو لا، قررت جامعة اسطنبول بوجوب دفع الطلاب السوريين الرسوم الدراسية من الآن فصاعدًا”.
ولم تتضح تفاصيل القرار، وما إذا كان سيشمل الطلاب المسجلين في السنوات السابقة، أم سيُطبق ابتداء من العام الدراسي الحالي على الطلاب المستجدين، لكن الرسوم عمومًا تختلف حسب التخصصات، وتصل إلى أكثر من عشرة آلاف ليرة تركية في بعضها.
وقالت طالبة الدراسات العليا في جامعة “اسطنبول” نور عبد الله لعنب بلدي، إن رسائل نصية وصلت إلى طلاب الجامعة السوريين صباح اليوم، الثلاثاء 20 من تشرين الأول، تفيد بفرض رسوم دراسية عليهم.
وأضافت نور أن الجامعة لم توضح أي تفاصيل على نظام الجامعة الإلكتروني الخاص بالطلاب، لكن الرسوم تختلف بحسب التخصصات الدراسية في الكليات.
وسيُشكل قرار فرض الرسوم عبئًا ماليًا على الطلاب وذويهم، بحسب الطالبة نور، في حال توفرت لديهم القدرة المالية على الدفع، وسيترك القرار أثرًا سلبيًا.
وتحدثت نور عن تجربتها الشخصية في محاولة إيجادها عملًا بدوام جزئي قبل عدة أشهر، مشيرة إلى أنه من الصعب دفع راتب عدة أشهر عمل كأقساط للجامعة، خاصة أنها اختارت نمط الطالبة الجامعية المستقلة ماديًا عن عائلتها.
وسيضطر الطلاب الذين لا قدرة لهم على دفع الرسوم إلى الاستعانة بعائلاتهم، لكن الأمر “صعب” بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها اللاجئون السوريون بشكل عام في تركيا، خاصة بعد تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وينظم “فريق طلاب جامعة اسطنبول”، الذي يُعد بمثابة تجمع طلابي في الجامعة، مبادرة لتقديم عريضة جماعية (Dilekçe) لرئاسة الجامعة لإعادة النظر في القرار، بحسب ما نشره الفريق اليوم عبر صفحته في “فيس بوك”.
كما أثار القرار تساؤلات لدى الطلاب السوريين في الجامعات التركية الأخرى عما إذا كانت جامعاتهم ستطبق نفس القرار على الطلاب السوريين لديها أم لا، خاصة أن جامعة “اسطنبول” ذكرت في نص رسالتها أن “مؤسسة التعليم العالي التركية” تركت للجامعة أمر فرض الرسوم الدراسية على الطلاب.
من جانبه، تحدث مدير مكتب “زاد الطلبة” للخدمات الطلابية، عبد الله مصري، لعنب بلدي عن القرار، وذكر أن نصه وصل إلى الطلاب السوريين في جامعة “اسطنبول”، ولم يصل إلى طلاب الجامعات الأخرى، ولا توجد أي تفاصيل واضحة حوله، إذ يعتقد طلاب أن القرار سيطبق فقط على الطلاب المستجدين ولا يشمل القدامى.
وقال عبد الله إن جامعة “اسطنبول” تفرض شروطًا صعبة على الطلاب الأجانب للحصول على مقعد فيها، والمنافسة بين الطلاب مرتفعة في الأصل، لذلك يحتاجون إلى تقديم امتحانات “يوس” أو “سات” وصرف مبالغ مرتفعة في أثناء تحضيرهم للدراسة فيها، إلى جانب غلاء المعيشة في مدينة اسطنبول.
وأضاف أن الطلاب السوريين في تركيا لهم وضع استثنائي، ولا تجب معاملتهم كبقية الطلاب الأجانب، خاصة الطلاب من حملة بطاقة “الحماية المؤقتة” (كيملك).
وأشار عبد الله إلى إخلاء الحكومة التركية مسؤوليتها من الجامعات، وتحويل الجامعات التركية بشكل تدريجي الطلاب السوريين إلى دفع الأقساط، ومعاملتهم كبقية الطلاب الأجانب.
ويدرس في الجامعات التركية 154 ألفًا و505 طلاب أجانب، منهم 27 ألفًا و34 طالبة وطالبًا سوريًا، بحسب احصائيات مؤسسة التعليم العالي التركية، لعام 2019.
–