حسن صوفان يحاول الوصول إلى قيادة “أحرار الشام” مجددًا
عاد اسم القائد العام السابق لحركة “أحرار الشام”، حسن صوفان الملقب بـ”أبو البراء”، إلى الساحة مؤخرًا، بعد خلافات داخل صفوف الحركة.
ويعود اسم حسن صوفان إلى التداول بعد أن فصلت حركة “أحرار الشام” المنضوية ضمن “الجبهة الوطنية” عناد الدرويش الملقب بـ”أبو المنذر”، وقيدته بالعمل في المجلس العسكري، واستبدلت به “أبو فيصل الأنصاري”، في 20 من تشرين الأول الحالي، وذلك بعد مطالبته، في بيان، بتعيين القائد السابق للحركة الشيخ حسن صوفان قائدًا عامًا لـ”أحرار الشام” مجددًا، ما يعتبر بمثابة انقلاب على قائد الحركة جابر علي باشا.
ونشبت الخلافات مؤخرًا بين قيادة “أحرار الشام” وعناد الدرويش، نتيجة رفض الأخير قرار قيادة الحركة، في 12 من تشرين الأول الحالي، بعزل قائد قطاع الساحل الملقب بـ”أبو فارس درعا” لأسباب تنظيمية، إذ أقدم بعدها على انقلاب ضد قيادته المتمثلة بجابر علي باشا بدعم من “هيئة تحرير الشام”.
وقال مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، لعنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية، إنه نتيجة التوتر العسكري، واستدعاء بعض الأرتال العسكرية إلى منطقة الساحل، وتحديدًا في بلدة عين البيضا، باشرت “تحرير الشام” بنصب عدة حواجز، خاصة بعد الاستهدافات الأخيرة لبعض المواقع العسكرية.
من هو حسن صوفان؟
قضى حسن صوفان (أبو البراء) حوالي 12 عامًا في سجن “صيدنايا” السوري، وأُفرج عنه بصفقة تبادل أجرتها “الحركة” مع النظام السوري، في كانون الأول من عام 2016، وكان المسؤول عن الصفقة الفاروق “أبو بكر”، وهو قيادي في حركة “أحرار الشام” مثّل المعارضة في اتفاق حلب، وأدى ذلك كله إلى خروج مقاتليها من المدينة في نفس الشهر.
ولد حسن صوفان في مدينة اللاذقية، في عام 1979، ودرس العلوم الشرعية في جامعة “الملك عبد العزيز” بالمملكة العربية السعودية، وحصل قبلها على شهادة الاقتصاد من جامعة “تشرين” في مسقط رأسه.
ثم اعتُقل في سوريا، وبدأت تظهر هويته المعارضة، حتى اعتُقل عام 2004، ضمن حملة شنها النظام السوري ضد المعارضين السياسيين حينها.
ووفق شهادات معتلقين في “صيدنايا” لعنب بلدي، فإن صوفان كان من أعضاء التفاوض في أثناء الاستعصاء الشهير عام 2008، وقالوا إنه “رجل معتدل ومنفتح على الجميع، عُرف عنه وقوفه في وجه التصعيديين الذين انضموا إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
وحكمت المحكمة على “أبو البراء” بالسجن المؤبد حينها، بينما أعدمت ستة آخرين.
واحتفظ النظام به في السجن، رغم إفراجه عن عشرات المحسوبين على التيار الإسلامي عام 2011، الذين باتوا من قادة الصف الأول للفصائل والتشكيلات الإسلامية، ومنهم زهران علوش، مؤسس “جيش الإسلام”، حوسان عبود، مؤسس “أحرار الشام”، وأحمد الشيخ (أبو عيسى) مؤسس “صقور الشام”.
وفي آب من عام 2017، عيّنت حركة “أحرار الشام” حسن صوفان، الذي كان رئيس مجلس شورى الحركة، قائدًا عامًا جديدًا لها، وفق بيان من المجلس.
وكان هذا التعيين ضمن الإصلاحات التي قامت بها الحركة بعد الاقتتال مع “هيئة تحرير الشام” حينها، الذي انتهى باتفاق بين الطرفين أدى إلى انسحاب الحركة.
وأفاد بيان الحركة حينها بقبول استقالة علي العمر (أبو عمار) من منصبه قائدًا عامًا لحركة “أحرار الشام”.
وفي كلمة مصورة لحسن صوفان في شهر تعيينه، ذكر الضعف الذي مرت به “أحرار الشام”، في 9 من أيلول عام 2014، بعد تعرض قادات الصف الأول للقتل، وقال إنه لن يسمح بتكرار ما حصل، وسيسعى لإصلاح شامل داخل الحركة.
وأضاف أن الحركة منفتحة لمشروع “وطني جامع”، يجمع المكونات السياسية والعسكرية والمدنية، وأنها منفتحة على جميع الجهات لبحث كل الخيارات، للحيلولة دون تعرض إدلب للتدمير، ووعد بما وصفها نهضة جديدة للحركة حينها.
ثم في 21 من أيار عام 2019، استقال صوفان من منصبه كقائد لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية”، دون ذكر أسبابه التي استدعت ذلك.
وقال صوفان حينها في تغريدة عبر “تويتر”، “إنه ولأسباب خاصة، أعلن استقالتي من مجلس قيادة الجبهة الوطنية وحركة أحرار الشام الإسلامية مع بقائي جنديًا مع جميع جنود الثورة المباركة في معركتها الشرسة ضد النظام الكيماوي والاحتلالين الروسي والإيراني”.
وأضاف أنه سيبقى “دون انتماء لأي فصيل أو جماعة”.
لأسباب خاصة أعلن استقالتي من مجلس قيادة الجبهة الوطنية وحركة أحرار الشام الإسلامية مع بقائي جندياً مع جميع جنود الثورة المباركة في معركتها الشرسة ضد النظام الكيماوي والاحتلالين الروسي والإيراني دون انتماء لأي فصيل أو جماعة
وثورتنا محمية ونصر الله قريب والعاقبة للمتقين.— حسن صوفان (@hasan0soufan) May 30, 2019
وكان صوفان أُقيل من قيادة “أحرار الشام”، في آب 2018، وعُيّن خلفًا له القيادي جابر علي باشا.
وتنضوي حركة “أحرار الشام” ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير”، التابعة لـ”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا.
كما تنضوي “الجبهة الوطنية” و”هيئة تحرير الشام” و”جيش العزة” ضمن غرف عمليات “الفتح المبين”.
وتعتبر “حركة أحرار الشام” من أبرز الفصائل الإسلامية في سوريا، ونشأت من اندماج أربع كتائب، هي “كتائب أحرار الشام” و”حركة الفجر الإسلامية” و”جماعة الطليعة الإسلامية” و”كتائب الإيمان”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :