وصلت ناقلتا نفط إلى سوريا بعد البدء بعمليات إصلاح وصيانة مصفاة “بانياس” في محافظة طرطوس على سواحل المتوسط غربي سوريا.
وذكرت صحيفة “البعث” المحلية اليوم، الاثنين 19 من تشرين الأول، أن ناقلة نفط بدأت بتفريغ حمولتها فجر اليوم في مصب مصفاة “بانياس” النفطي.
وبلغت حمولة الناقلة 47 ألف متر مكعب من مادة البنزين، أي ما يعادل نحو 295 ألفًا و600 برميل، وتكفي حاجة مناطق سيطرة النظام أكثر من 20 يومًا، حسبما نقلته “البعث” عما سمتها “مصادر موثوقة”.
بينما تحدث موقع “الاقتصادي” المحلي عن وصول ناقلة تحمل مليون برميل من النفط الخام قبل يومين، وتكفي لتشغيل المصفاة عشرة أيام، بحسب ما نقله عن مصادر في المصفاة.
وتعتبر الناقلة الثانية المحملة بالنفط التي تصل إلى السواحل السورية خلال تشرين الأول الحالي، بعد البدء بأعمال الصيانة في مصفاة “بانياس”، وسط تعويل من النظام على حل أزمة البنزين في مناطق سيطرته بانتهاء أعمال الصيانة، التي انتهت أمس.
وبداية تشرين الأول الحالي، فرّغت سفينة نحو مليون برميل نفط في مصب مصفاة “بانياس”، بحسب ما ذكره “الاقتصادي”.
وشهدت مناطق سيطرة النظام السوري، منذ أيلول الماضي، أزمة بنزين، خاصة عقب تخفيض وزارة النفط والثروة المعدنية مخصصات البنزين للسيارات الخاصة مع كل تعبئة.
وبرر وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا، بسام طعمة، في 16 من أيلول الماضي، أزمة المحروقات بأعمال الصيانة (العمرة) في مصفاة “بانياس”، والعقوبات الأمريكية على النظام السوري، وسيطرة واشنطن على حقول النفط السورية في شمال شرقي سوري.
وعوّلت حكومة النظام السوري على عودة مصفاة “بانياس” إلى العمل، كوسيلة للخروج من الأزمة، إذ تزوّد المصفاة مناطق سيطرة النظام بثلثي حاجتها من البنزين (بين 65% و70%)، حسب تصريح مدير المصفاة، بسلام سلامة، لإذاعة “شام إف إم” المحلية.
لكن المحلل الاقتصادي يونس كريم، استبعد في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن يحل انتهاء أعمال “العمرة” أزمة البنزين في سوريا، موضحًا أن المشكلة ليست بإصلاح المصفاة، وإنما بتأمين النفط الخام، والحكومة تحاول كسب وقت لتأمين شحنات نفط تخفف الضغط عن المحطات.
وتوجد في سوريا مصفاتا نفط، هما “بانياس” و”حمص”، لكن مصفاة “بانياس” أكثر إنتاجًا، بطاقة إنتاجية 130 ألف برميل يوميًا، مقابل 110 آلاف برميل في مصفاة “حمص”.
بلغ إنتاج النفط في سوريا 406 آلاف برميل يوميًا في 2008، وانخفض الإنتاج في 2018 إلى 24 ألف برميل يوميًا، حسب بيانات موقع “بريتش بتروليوم”.
وهو ما أكده مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة النفط السورية، محمد جيرودي، في حديثه لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في تشرين الأول 2019، قائلًا إنه “جزء قليل جدًا من الكمية الكبيرة التي ما زالت خارج السيطرة”.
وأعدت عنب بلدي ملفًا ناقشت فيه طرق حصول النظام على النفط، وآلية إدارته للقطاع النفطي، وتأثير العجز في هذا القطاع على اقتصاد النظام وتبعاته، وما يقدمه النظام مقابل الحصول على النفط من قبل الدول الداعمة، وبالتالي مستقبل القطاع.
https://www.enabbaladi.net/archives/423732
–