ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مسؤولًا كبيرًا في البيت الأبيض زار دمشق، في وقت سابق من العام الحالي، لبحث قضية الأجانب المعتقلين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، الأحد 18 من تشرين الأول، إن المسؤول أجرى محادثات سرية مع النظام السوري، بحسب ما ترجمته عنب بلدي.
وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول أمريكي رفيع المستوى في سوريا مع مسؤولين من النظام، منذ أكثر من عقد، وفقًا لمسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وآخرين مطلعين على المفاوضات.
وقال المسؤولون إن نائب مساعد الرئيس ترامب والمسؤول البارز في مكافحة الإرهاب بالبيت الأبيض، كاش باتيل، ذهب إلى دمشق في وقت سابق من العام الحالي، في محاولة لتأمين إطلاق سراح أمريكيين اثنين على الأقل يعتقد أنهم معتقلون لدى النظام.
ولم يكشف المسؤولون المطلعون على الرحلة عمن التقى باتيل خلال زيارته.
ويأتي الكشف عن زيارة المسؤول لدمشق، بالتزامن مع وصول مدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، إلى واشنطن، ليبحث مع مسؤولين أمريكيين قضية الصحفي الأمريكي المعتقل في سوريا أوستن تايس، بحسب وكالة “بلومبيرغ”.
وكانت آخر محادثات معروفة بين البيت الأبيض ومسؤولين من النظام السوري في دمشق كانت في عام 2010، بعدها قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عام 2012 احتجاجًا على حملة القمع الوحشي للنظام السوري ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء نظامه، بحسب “وول ستريت جورنال”.
يأمل المسؤولون الأمريكيون أن تؤدي الصفقة مع الأسد إلى إطلاق سراح أوستن تايس، وهو صحفي مستقل وضابط سابق في مشاة البحرية، اختفى في أثناء تغطيته في سوريا عام 2012، ومجد كم الماز، المعالج السوري- الأمريكي الذي اختفى بعدما أوقفه حاجز لقوات النظام عام 2017.
وبحسب الصحيفة، يُعتقد أن النظام السوري يحتجز أربعة أمريكيين آخرين على الأقل، لكن لا يُعرف كثير عن هذه الحالات.
ورحب إبراهيم كم الماز، أحد أبناء مجد كم الماز، برحلة مسؤولي البيت الأبيض، كخطوة إيجابية في محاولة إعادة والده إلى المنزل.
وقال أمس، الأحد، “هذه الإدارة ملتزمة بقضية والدنا، ونواصل التحدث مع المسؤولين على أعلى المستويات في الحكومة الأمريكية لإعادة أبي إلى الوطن”.
ورفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية التعليق، ولم يستجب مسؤولو البيت الأبيض لطلبات التعليق من “وول ستريت”، ولم ترد بعثة النظام السوري لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق على الزيارة أيضًا.
وفي 14 من آب الماضي، كشف وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، أن ترامب وجه رسالة إلى النظام السوري في آذار الماضي، لفتح حوار حول أوستن.
عباس إبراهيم عرابًا
ذكر قناة “MTV” اللبنانية، في 14 من تشرين الأول الحالي، أن طائرة أمريكية حطت في مطار “رفيق الحريري الدولي”، لنقل مدير الأمن العام اللواء، عباس إبراهيم، الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة رسمية من مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين.
ومنذ 2018 عينت الإدارة الأمريكية أوبراين، للإشراف على قضايا مواطنيها والعمل على إطلاق سراحهم، مع إعلان الرئيس الأمريكي في مطلع العام ذاته، عن نيته التركيز على قضيتهم بعد أن نجح بتأمين حرية أمريكيين آخرين كانوا محتجزين في تركيا ومصر وكوريا الشمالية.
وعمل عباس إبراهيم كوسيط بين الولايات المتحدة والنظام السوري، وساعد في تأمين الإفراج عن سام جودوين، الرحالة الأمريكي المحتجز لأكثر من شهرين في أثناء زيارته لسوريا كجزء من محاولة لزيارة كل دولة في العالم.
ويرى مؤسس جمعية “السوريون المسيحيون من أجل الديمقراطية”، أيمن عبد النور، وفق ما ذكره في تغريدة عبر “تويتر”، أن من أبرز مطالب النظام السوري مقابل الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين، تجميد قانون “قيصر”، والسماح للدول الخليجية بفتح سفارتها في دمشق، وطلب واشنطن من الدول الخليجية مساعدة النظام السوري بخمسة مليارات دولار، وإرسال سفير لواشنطن إلى دمشق.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن المحادثات مع النظام السوري لم تصل إلى حد بعيد.
تفاقمت المخاوف بشأن مصير الرجلين بعد وفاة ليلى شويكاني، وهي مواطنة أمريكية، تبلغ من العمر 26 عامًا، قالت جماعات حقوق الإنسان إنها تعرضت للاحتجاز والتعذيب والإعدام من قبل النظام في عام 2016 بعد العمل كناشطة وعاملة في مجال الإغاثة في سوريا.
وأبدى ترامب اهتمامًا شخصيًا بمحاولة تأمين الإفراج عن الصحفي أوستن تايس، وذكر قضيته في مؤتمر صحفي في آذار الماضي، وأصدر بيانًا في الذكرى الثامنة لاختفائه.
–