تلوث المياه.. أسبابه وأنواعه وسبل تلافيه

  • 2020/10/18
  • 10:09 ص

مياه ملوثة

أُصيب، السبت 17 من تشرين الأول، قرابة 900 شخص في معضمية الشام بريف دمشق بالتهابات الأمعاء، في حصيلة غير نهائية، وسط حديث عن تلوث مياه الشرب بالمنطقة.

وقال مدير صحة ريف دمشق، ياسين نعنوس، في مقابلة عُرضت على القناة “الإخبارية السورية” التابعة للنظام السوري، إنهم أخذوا عينات من مياه الشرب بالمنطقة، “وهي حاليًا قيد التحليل”.

ولم تصدر نتائج التحليل إلى حين كتابة التقرير، ولكن نعنوس أوضح أنه في حالة الإصابات الكبيرة (كما في المعضمية) تتجه المؤشرات إلى تلوث بالمياه. 

وأضاف أنهم قطعوا المياه عن المنطقة كإجراء احترازي، وأفرغوا خزانات المياه، وأمّنوا مصدرًا بديلًا لمياه الشرب عبر الصهاريج.

مياه سوريا.. تلوث وشح

يقدّر برنامج “الأمم المتحدة الإنمائي، أنّ 70% من السكان السوريين لا يحصلون على مياه الشرب “المأمونة” بصورة منتظمة، بسبب دمار البنى الأساسية، وانقطاع المياه بشكل متزايد.

ويشير البرنامج إلى أن ضمان حصول الجميع على مياه الشرب “المأمونة” بأسعار مقبولة بحلول عام 2030، يتطلب زيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وتوفير مرافق الصرف الصحي، وتشجيع النظافة الصحية على جميع المستويات.

ووفقًا لبيانات “الأمم المتحدة”، فإن حوالي 15 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد بحاجة إلى المساعدة للحصول على المياه، حيث تنفق الأسر ما يصل إلى 25% من دخلها لتلبية احتياجاتها اليومية من المياه.

كيف تتلوث المياه

يحدث تلوث المياه عندما تختلط بمواد ضارة، تكون عادة مواد كيماوية أو كائنات حية دقيقة تدخل إلى مورد مياه الشرب، ما يؤدي إلى تراجع جودة المياه وجعلها سامة للإنسان أو البيئة.

وتعد المياه الأكثر عرضة للتلوث مقارنة ببقية السوائل، نظرًا لقدرة المياه على إذابة المواد الممزوجة معها، إذ يطلق على الماء مصطلح “المذيب الشامل”، بحسب تقرير نشره موقع “مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية” (مقره أمريكا). 

أسباب شائعة لتلوث المياه

من المسببات الشائعة لتلوث المياه أيضًا، امتزاجها بالمواد السامة، الصادرة عن المناطق السكنية والمزارع والمصانع.

  • الصرف الصحي

لمياه الصرف الصحي عدة مصادر هي:

  1. أحواض الاستحمام والمراحيض.
  2. مخرجات الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية. 
  3. جريان مياه الأمطار، وما تحمله من أملاح الطريق والزيوت والشحوم والمواد الكيماوية إلى مجاري المياه.

ووفق تقرير للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من مياه الصرف الصحي في العالم تتدفق مرة أخرى إلى البيئة دون معالجتها أو إعادة استخدامها، بينما في بعض البلدان الأقل نموًا، يتجاوز الرقم 95%.

  • التلوث النفطي

قد تهيمن الانسكابات الكبيرة على عناوين الأخبار، لكن المستهلكين يمثلون الأغلبية العظمى من التلوث النفطي في بحارنا، بما في ذلك النفط والبنزين الذي يتساقط من ملايين السيارات والشاحنات كل يوم. 

يضاف إلى ذلك، قرابة نصف مليون طن من النفط الذي يشق طريقه إلى البيئات البحرية كل عام، لا يأتي من انسكابات الناقلات ولكن من مصادر برية، مثل المصانع والمزارع والمدن، بحسب تقرير نشره موقع “world ocean review”.

  • المواد المشعة

هذا النوع من التلوث تصدره النفايات المشعة، إذ ينبعث عنها إشعاع يتجاوز ما تطلقه البيئة بشكل طبيعي، وعادة ما يكون نتيجة تعدين اليورانيوم ومحطات الطاقة النووية وإنتاج واختبار الأسلحة العسكرية، فضلًا عن استخدامات الجامعات والمستشفيات لهذه المواد في الأبحاث والطب. 

الخطير في التلوث الإشعاعي هو بقاؤه في البيئة لآلاف السنين، ما يجعل التخلص منه تحديًا كبيرًا. 

الأعراض والوقاية والإجراءات

لا شك أن أعراض الناتجة عن ابتلاع الماء الملوث، تتفاوت وفقًا لمسببات التلوث آنفة الذكر.

وأوضح طبيب الداخلية علي كمال الدين، في حديث لعنب بلدي أمس، السبت، أن الآثار الناجمة عن شرب مياه ملوثة حدوث التهاب معدة وأمعاء، وأعراض إسهال، وإقياء، وترفع حروري، وتعب ووهن عام، مبينًا أن هذه الأعراض تحصل نتيجة نقص السوائل والشوارد في الجسم.

على الرغم من صعوبة تحديد المستهلك العادي لدرجة نقاوة المياه وصلاحيتها للشرب، فإن كمال الدين يشير إلى أن “الوقاية تكون بعدم الشرب من مياه شبكة المياه والبحث عن مياه صحية بديلة، ريثما يتم معالجة الموضوع ومعرفة أين الخلل، وإعادة تعقيم الشبكة، والتأكد من سلامة المياه بأخذ عينات للفحص المخبري”.

وفي حال التعرض للإصابة، يجب التوقف عن استخدام المياه المشتبه بها، ومراجعة الطبيب لتقييم الحالات المشتبه بها، وعلاجها بناء على ما تتطلبه كل حالة، بحسب ما أوصى به طبيب الداخلية.

دورة تنقية المياه

ويمكن تلخيص العمليات الرئيسة في تنقية المياه كالآتي:

  1. التصفية: يتم خلالها إزالة الأشياء أو القطع الصلبة، التي يمكن أن تعوق المضخات أو التنقية اللاحقة.
  2. الترويب: يهدف لإزالة المواد التي تعكر صفو المياه، ولكنها تحتاج إلى إضافة المواد الكيماوية المجلطة، مثل كبريتات الألمونيوم إلى المياه، لأنها لا تترسب بسهولة.
  3. التنديف: تهدف إلى تجميع الندف الناعمة المشكلة بالمرحلة السابقة لتشكل ندفًا أكبر يسهل ترسيبها بالتثاقل.
  4. الترسيب: هو المرحلة الثانية في عملية ترويق الماء في المحطات التي تشمل عملية الترويب، وبالترسيب يتم إزالة المواد المتندفة بحيث يخرج الماء منها صافيًا.
  5. الترشيح: يمرر الماء خلال وسط ترشيح، ليخلصه من المواد العالقة التي لم ترشّح بعملية الترسيب، وعادة ما يستخدم الرمل في هذه المرحلة.
  6. التعقيم: في هذه المرحلة تعقم المياه بالكلور، أو الأوزون، أو الأشعة فوق البنفسجية، بهدف القضاء على البكتيريا الضارة والعوامل الممرضة.

مقالات متعلقة

  1. مياه الشرب قد تكون السبب.. 900 حالة التهاب أمعاء في معضمية الشام
  2. 70 إصابة التهاب كبد في الديماس جلهم من الأطفال
  3. 1200 حالة تسمم بتلوث مياه في دمشق.. "الصحة" تعلق
  4. التهابات وأعراض هضمية.. تلوث مياه "الفرات" يهدد صحة أطفال الرقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية