وصل 101 لاجئ كانوا يقيمون في جزر يونانية إلى ألمانيا عبر طائرة أقلتهم إلى مطار “هانوفر” في ولاية ساكسونيا السفلى، إذ سيتم استقبالهم في مخيم “فريدلاند” بشكل مؤقت، قبل توزيعهم على سبع ولايات ألمانية.
وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية، الجمعة 16 من تشرين الأول، عن وصول 61 طفلًا و40 بالغًا يشكّلون 26 عائلة على متن طائرة قادمة من اليونان، بعد اعتراف الحكومة اليونانية باستحقاقهم للحماية.
وتشكّل العائلات الواصلة الدفعة الأولى من أصل 1553 لاجئًا تعهدت ألمانيا باستقبالهم على أراضيها، في أعقاب الحريق الضخم الذي اندلع بمخيم “موريا” للاجئين بجزيرة “ليسبوس” اليونانية في أيلول الماضي.
وسيتم توزيع اللاجئين على سبع ولايات ألمانية، هي: هامبورغ، بريمن، هيسن، بادن- فورتمبرغ، زارلاند، ساكسونيا السفلى، شمال الراين- ويستفاليا.
وزير داخلية ولاية ساكسونيا السفلى، بوريس بيستوريوس، رحب باللاجئين الواصلين، وانتقد تردد دول أوروبية باستقبال لاجئين على أراضيها، واصفًا ذلك بـ”الأمر المخزي”.
وحول ما يعانيه اللاجئون في اليونان، قال بيستوريوس في تصريحات صحفية، “الظروف في الجزر اليونانية لا تزال محفوفة بالمخاطر، وبرودة الطقس تجعل الحياة هناك أكثر صعوبة”.
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ألمانيا، فرانك ريموس، اعتبر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أن وصول هؤلاء اللاجئين إلى ألمانيا هو بمثابة “فرصة لمنظور جديد في الحياة”.
وأضاف، “بعد أن فروا من الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في وطنهم، وتركوا وراءهم ظروفًا معيشية غير معقولة في اليونان، يمكنهم الآن الاسترخاء والتغلب على الصدمة”.
حريق “موريا”
وفي 9 من أيلول الماضي، شبّ حريق مجهول الأسباب بمخيم “موريا” للاجئين على جزيرة “ليسبوس” اليونانية، وسط محاولات للسيطرة على الوضع، ما أسفر عن تشرد اللاجئين وافتراشهم الطرقات.
وقالت منظمات غير حكومية عاملة مع اللاجئين في جزيرة “ليسبوس”، إن الحريق كان نتيجة حتمية لتخلي الاتحاد الأوروبي عن سياسة اللجوء العائدة إلى ذروة “أزمة اللجوء” عام 2015.
ووصلت الدول الأوروبية إلى طريق مسدود حول كيفية توزيع اللاجئين الواصلين إلى الحدود الجنوبية في القارة الأوروبية، كما تتباعد مواقفها مع مرور الوقت بدلًا من توحيدها، بحسب ما نقلته شبكة “Politico” الإعلامية (مقرها الولايات المتحدة وتنتشر مكاتبها في عدد من الدول الأوروبية)، عن هذه المنظمات.
وتؤوي منشأة “موريا” أكثر من 12 ألف لاجئ، أي أكثر بأربع مرات من سعتها المعلنة، وهو ما قوبل بانتقادات عدة منظمات إغاثية.
ومخيمات اللاجئين الموجودة في جزر “ليسبوس” و”كوس” و”ليريسوس” و”تشيوس” و”ساموس”، أُقيمت بموجب اتفاق أوروبي مع تركيا، في آذار 2016، يقضي باستضافة اللاجئين فيها لحين دراسة أوضاعهم.
ويقضي الاتفاق بإعادة اللاجئين الموجودين في اليونان إلى تركيا، إذا لم يحصلوا على حق اللجوء في أوروبا، بشرط أن يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئين سوريين من تركيا بطريقة “شرعية”، ويتعهد بتقديم مساعدات مالية للسوريين الذين لا يزالون في تركيا.
وتتهم تركيا الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته المالية، في حين ينفي الأخير ذلك.
–