من داخل “الريجة”.. اتهامات بضلوع مدير مؤسسة “التبغ” بإحراقها

camera iconالحريق المندلع بمبنى المؤسسة العامة للتبغ في القرداحة، 10 تشرين الأول 2020 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

بعد مضي أيام قليلة على الحريق الذي اندلع بداية تشرين الأول الحالي في “المؤسسة العامة للتبغ” التابعة للنظام السوري، بمدينة القرداحة، بدأ المدير العام للمؤسسة، محسن عبيدو، بإقالة عدد من الإداريين بداخلها، وسط اتهامات لعبيدو بضلوعه في الحريق.

وأعفت الإدارة العامة لمؤسسة “التبغ” في سوريا بقرار رسمي، في 12 من تشرين الأول الحالي، عددًا من مديريها ومسؤوليها بالمنطقة الساحلية.

ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري، عن مدير عام المؤسسة أنه تم إعفاء مدير المنطقة الساحلية للمؤسسة، ومدير قسم تبغ الورق، ورئيس دائرة تخزين القرداحة وشعبة الحرس، والمسؤول الأمني والدفاع المدني في ريجة القرداحة.

وقال في تصريحاته، إنه عند الانتهاء من التحقيق من قبل الجهات المعنية، سيتم كشف الملابسات وإعلام الجميع بالنتائج، وتبيان فيما إذا كان هناك متورطون حتى ينالوا جزاءهم ويتم حفظ حقوق المؤسسة.

إحراق بـ”قرار إداري”

بالعودة إلى ما نقلته “الوطن” عن مدير مؤسسة “التبغ”، في 12 من تشرين الأول الحالي، فإن عبيدو قال إن النيران شبت “في محيط” مستودعات المؤسسة (الريجة) في منطقة القرداحة بريف اللاذقية، “وامتدت إلى داخل أحد المستودعات، وأتت على مستودع للتبغ الخام مؤلف من أربعة طوابق مساحته 1600 متر مربع”، وفق حديثه.

الريجة

ولكن ما أظهرته الصور التي نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن الحريق كان من داخل المؤسسة، ولم تظهر في الصور أي نيران في محيط أو بجوار المبنى.

حريق الريجة

حرائق الريجة

حرائق الريجة

وحصلت عنب بلدي، في 14 من تشرين الأول الحالي، على إفادة من عاملين اثنين بداخل مؤسسة “التبغ”، تحفظا على ذكر اسميهما لضرورات تتعلق بالسلامة، وتم نقل الإفادات عبر المهندسة الزراعية هنادي زحلوط، إذ أوضحا أنه “من المستحيل” أن يحترق المبنى بهذا الشكل وبهذه السهولة، من دون السيطرة عليه، “نظرًا إلى النظام المتقدم في الحماية من الحرائق الذي تم تجهيز المؤسسة به”.

وخلصت الإفادات إلى أنه “من المستحيل احتراق المبنى وانهياره بالكامل إلا بقرار (إداري)”، مع الإشارة إلى أنه تم إحراق غرفة التوثيق قبل المستودعات “باستخدام البنزين”، وفق الإفادات، وقدرت خسائر التبغ إثر الحريق بـ2000 طن.

أسبوع ملتهب في الساحل السوري

حريق مؤسسة “التبغ” تزامن مع حرائق اندلعت في الأيام الماضية بعدة مناطق في محافظتي اللاذقية وطرطوس، إلا أنه ليس امتدادًا لها، بحسب ما أوضحته المهندسة هنادي زحلوط لعنب بلدي.

وأعلن وزير الزراعة في حكومة النظام السوري، محمد حسان قطنا، عن الأضرار النهائية للحرائق التي اندلعت في عدة محافظات سورية خلال الأسبوع الماضي.

وقال قطنا في لقاء إذاعي مع راديو “شام إف إم” المحلي، في 13 من تشرين الأول الحالي، إن المساحات المحروقة بلغت 11 ألفًا و500 هكتار في محافظتي طرطوس واللاذقية.

وأضاف قطنا أن 60% من المساحات هي أراضٍ حرجية، والمساحة المتبقية هي أراضٍ زراعية، موضحًا أن إجمالي المساحات المزروعة في الأراضي الزراعية هي 4% فقط.

وأشار الوزير إلى أن محاصيل الزيتون هي الأكثر تضررًا، وأن بعض الأراضي تضرر بشكل كامل.

واندلعت في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، في 8 من تشرين الأول الحالي، حرائق هي الأكبر في تاريخ سوريا وفقًا لوزارة الزراعة، وصل عددها إلى 156 حريقًا، وأدت إلى وفاة ثلاثة مواطنين وإصابة 87 آخرين.

كما أدت الحرائق إلى خسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية وأراضٍ مزروعة بالأشجار المثمرة والفواكه، واحتراق منازل مواطنين.

شريان الساحل

تسهم زراعة التبغ في رفع مستوى الحياة الاجتماعية، من خلال تشغيل اليد العاملة والحد من البطالة، بحسب حديث سابق لرئيس تحرير مجلة “أخبار البيئة”، زاهر هاشم، لعنب بلدي.

كما يعد التبغ من “الزراعات البيتية التي يشارك بها جميع أفراد العائلة”، موضحًا أن التبغ يكسب أهمية كبرى، لكونه يزرع في مناطق جغرافية فقيرة نسبيًا بمواردها الطبيعية مثل المرتفعات الجبلية الساحلية.

وكانت إذاعة “المدينة” المحلية نقلت عن مدير التخطيط في المؤسسة العامة للتبغ، سلمان العباس، في أيار الماضي، أن عدد المدخنين في سوريا يبلغ أربعة ملايين ونصف مليون، موضحًا أن 60% من المدخنين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، وهم فقط من مستهلكي منتجات التبغ المحلية أو المستوردة بطريقة نظامية.

وبحسب إحصائية البنك الدولي، بلغ عدد سكان سوريا في 2018 نحو 17 مليون نسمة، ما يعني أن أكثر من ربع السكان من المدخنين.

كما يعد التبغ المحصول الزراعي الثالث في سوريا، ويعمل في زراعته حوالي 60 ألف مزارع، ويعيش على زراعته وصناعته وتجارته حوالي 90 ألف مواطن، بحسب “المؤسسة العامة للتبغ”.

وتبلغ المساحات المخصصة لزراعة التبغ في سوريا حوالي 5500 هكتار، وبلغت كمية الإنتاج في موسم 2019 أكثر من 11200 طن، بمبلغ قدّر حينها بـ18 مليار ليرة سورية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة