انطلقت اليوم، الأربعاء 14 من تشرين الأول، الجلسة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية بين الطرفين.
وانعقدت الجلسة في مقر قوات الأمم المتحدة “يونيفيل” في رأس الناقورة جنوبي لبنان، وبحضور ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى.
وجاءت هذه المفاوضات بوساطة أمريكية بعد محادثات أجراها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، واستغرقت ثلاث سنوات.
وتتناول المفاوضات المنطقة المتنازع عليها بين الجانبين، وتمتد على مساحة 860 كيلومترًا مربعًا، وتُعرف بـ”البلوك رقم 9” وتحتوي على ثروات غنية من الغاز والنفط، وأطلق لبنان في كانون الثاني 2016 أول جولة تراخيص للتنقيب فيها.
وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في مؤتمر صحفي عقده، في 1 من تشرين الأول الحالي، ونقلته وسائل إعلام لبنانية، التوصل لاتفاق إطار يرسم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، انطلاقًا من تفاهم نيسان 1996 والقرار 1701.
وأكّد بري أن الجيش اللبناني هو الذي سيمثل لبنان في المفاوضات التي تناوب على ملفها أربعة أمريكيين، منذ طرح بري لهذا الملف قبل عشر سنوات، مشددًا على تمسك لبنان بتلازم المسارين البري والبحري في المفاوضات.
من جانبه، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالتوصل إلى اتفاق بدء المفاوضات التي ستستضيفها قوات “يونيفيل” في رأس الناقورة.
والتقى الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمس الثلاثاء، أعضاء الفريق التفاوضي خلال ترؤسه اجتماعًا ضم وزيرة الدفاع، زينة عكر، وقائد الجيش، جوزيف عون، مؤكدًا أن “المفاوضات مع إسرائيل تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية “، في حين قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، إن المحادثات ستكون مباشرة.
وقبيل ساعات من انعقاد أولى جلسات المفاوضات، أصدرت قيادتا “حزب الله” وحركة “أمل” بيانًا أعربتا من خلاله عن رفضهما للوفد المفاوض من جانب لبنان، مطالبين بإعادة تشكيله، لأن وجود مدنيين في الوفد يخالف اتفاق نيسان 1996، الذي نصّ حينها على اجتماعات دورية لعسكريين من الطرفين، في حين تكوّن الوفد اللبناني المفاوض من أربع شخصيات (عسكريان ومدنيان).
وضمّ الوفد الإسرائيلي المفاوض ست شخصيات، منها المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، رؤوفين عازر، ورئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش.
واختتم الجانبان في وقت سابق اليوم الجولة الأولى من المفاوضات على أن يتم استئنافها في 28 من تشرين الأول الحالي، بينما وصفت الخارجية الأمريكية على لسان بومبيو المحادثات بـ”البناءة والمثمرة”.
يأتي ذلك في حين يشهد لبنان أزمة اقتصادية خانقة تفاقمت حدتها في أعقاب انفجار بيروت الذي وقع في 4 من آب الماضي.
وفي 2018، وقّع لبنان أول عقد له للتنقيب عن الغاز والنفط في البحر المتوسط مع اتحاد شركات يشمل كلًا من “توتال” و”إيني” و”نوفاتيك”.
وفي أيار من عام 2019، أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على بدء محادثات مع لبنان بوساطة أمريكية لحل النزاع الحدودي.
وانسحبت إسرائيل من لبنان في 25 من أيار عام 2000 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 425، منهية بذلك وجودها على الأراضي اللبنانية الذي دام 18 عامًا.
–