قال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، إنه خصص جزءًا من أرباح مؤسسة “راماك” في شركة “سيريتل” يبلغ سبعة مليارات ليرة سورية (نحو ثلاثة ملايين دولار) لدعم متضرري الحرائق الأخيرة في سوريا.
ويأتي إعلان مخلوف بالتوازي مع إعلان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الثلاثاء 13 من تشرين الأول، عن دعم مادي توفره حكومته بالتعاون مع مساهمين.
وأضاف مخلوف، في منشور عبر صفحته في “فيس بوك” اليوم، أنه أرسل كتابًا للحارس القضائي طلب الدعوة لـ”اجتماع هيئة فورية لتوزيع الأرباح أو انتخاب مجلس إدارة يتسنى له فعل ذلك”.
وربط مخلوف توزيع المساعدات بعد الحصول عليها بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة لحكومة النظام السوري.
ولم يفوّت مخلوف الفرصة للإشارة إلى استمرار خلافه الدائر منذ أشهر مع الأسد، إذ حمّل الحارس القضائي المعيّن من قبل حكومة النظام مسؤولية التأخر أو عدم توزيع المساعدات.
وقال مخلوف، “في حال التأخر بعقد الاجتماع وعدم توزيع المبالغ، نحمّل الحارس القضائي (المؤسسة السورية للاتصالات) كامل المسؤولية عن حرمان المتضررين من المساعدات”.
وكانت وزارة المالية في حكومة النظام السوري أصدرت قرارًا، في أيار الماضي، جاء فيه “يلقى الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة للمدعو رامي مخلوف ابن محمد والدته غادة مهنا، وأموال زوجته وأولاده”.
وأرجع البيان سبب الحجز لضمان تسديد المبالغ المترتبة عليه لمصلحة “الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد”، بعد اتهامات لمخلوف بعدم دفع المبالغ المستحقة لخزينة الدولة.
لكن مخلوف كذّب “الهيئة” في تسجيلات مصورة على حسابه في “فيس بوك”، وأبرز وثيقة تؤكد توجه “سيريتل” إلى “هيئة الاتصالات” بكتاب بتاريخ 10 من أيار الماضي، توضح فيه الشركة استعدادها لتسديد المبالغ المفروضة عليها عبر دفعات.
بدوره قال المحامي عارف الشعال، عبر صفحته في “فيس بوك”، إنه “إذا وُضعت أموال الشخص تحت الحراسة القضائية، لا يمكنه أن يتصرف أو يتحكم بها حتى رفعها. كما لا يمكنه أن يطلب من الحارس القضائي أي طلب يتعلق بهذه الأموال سوى كشف بالحسابات ومصروفه الشخصي هو وعائلته أيضًا”.
وأضاف أنه “أي تصريحات خلاف ذلك لا تعدو كونها بروباغندا دعائية”.
بالتزامن مع زيارة الأسد
وزار رئيس النظام السوري عدة مناطق اندلعت فيها الحرائق خلال الأيام الماضية، والتهمت آلاف الدونمات الزراعية.
وقال الأسد في لقاء مع قناة “الإخبارية السورية” الحكومية، إن حكومته “ستتحمل العبء المادي الأكبر” في مساعدة المتضررين، واصفًا الحرائق بـ”الكارثة الوطنية، إنسانيًا واقتصاديًا وبيئيًا”.
وأضاف أنه سيجد الحلول بالتعاون مع المساهمين، وأن هناك دعمًا ماديًا منذ الأيام الأولى للحرائق من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني.
واعتبر أن إقامة زراعات بديلة في مناطق الحرائق هو أمر مهم، رابطًا الأمر بالزراعات التي تحتاج إلى وقت طويل لتعود كما كانت.
وحذر من انتشار المخالفات في مناطق الحرائق، وعمليات بيع الأراضي لاستغلال حاجة المتضررين، متوعدًا البلديات المساهمة في هذا الأمر بالعقاب.
ونشرت صحفات موالية للنظام السوري في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات قالت إنها لمواطنين يهتفون للأسد.
واندلعت، منذ 8 من تشرين الأول الحالي، حرائق في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية، وصل عددها إلى 156 حريقًا وهو الأكبر في تاريخ سوريا، بحسب وزير الزراعة في حكومة النظام السوري.
وأدت الحرائق إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 87 آخرين وفقًا لوزارة الصحة.
وتسببت الحرائق بخسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية وأراضٍ واسعة مزروعة بالأشجار المثمرة والفواكه، واحتراق منازل مواطنين.
–