رجل في الأخبار..
أحمد أديب أحمد.. صوت علوي ناقد لحلفاء النظام السوري
يعتبر العديد من السوريين أن الأقلية العلوية في سوريا عبارة عن فئة متجانسة، ومتوافقة على رأي واحد لا سيما تجاه النظام السوري، ومع ذلك برزت في الأشهر الأخيرة علامات تشير إلى وجود صراع داخلي حيال العلاقة بحلفاء النظام السوري، وإلى ظهور استياء متزايد في صفوف العلويين.
بمناسبة ومن غير مناسبة، لا يتوقف أحمد أديب أحمد، عضو “المجمع العلوي”، عن انتقاد حلفاء النظام، وعلى رأسهم إيران وروسيا، لا سيما عبر صفحته الموثقة في “فيس بوك“، التي تحوي أكثر من 40 ألف متابع.
سيسجل التاريخ أن جبال العلويين احترقت، ووقف الروسي والإيراني متفرجًا.. فيا للعار.. يا للعار.. يا للعار |
بمثل هذه العبارات، يعبر أحمد أديب عن امتعاضه الشديد من الموقف الإيراني والروسي “المتفرج” على ما يحدث في جبال الساحل السوري، رغم أن قاعدة “حميميم” في اللاذقية قالت إنها أسهمت بإطفاء 28 حريقًا.
ولد أحمد أديب أحمد سنة 1979 في مدينة اللاذقية، حيث درس في جامعة “تشرين” بتخصص الاقتصاد، وحصل على شهادة الدكتوراه بالتخصص نفسه، وهو أستاذ الاقتصاد القياسي في جامعة “تشرين”.
يدرّس أحمد أديب اليوم في جامعة “تشرين”، ويعد من الأشخاص المتدينين الذين يثيرون الجدل في أوساط الطائفة وعلى مواقع التواصل.
كيف يرى الوجود الإيراني في سوريا؟
يتعدى انتقاد أحمد أديب موقف المعارض للوجود الروسي والإيراني في سوريا، ويذهب للتحذير من موجات “التشيّع”، ومن ورائها إيران، وسط الطائفة العلوية.
ويخوض أديب أحمد، الذي يُعرّف عن نفسه بـ”الباحث الديني العلوي”، مواجهات شتّى مع شيوخ من الطائفة، في إطار رفض عمليات “التشيّع”.
وفي حوار له مع أحد رجال الدين الشيعة بموقع “المجمع العلوي“، تحت عنوان “تليين الحجر أسهل من إقناع الجاهلين“، أكد أحمد أديب رفضه للمذهب الشيعي ولموجة “التشيّع” في أوساط الطائفة.
وأُسست صفحة وموقع “المجمع العلوي” على أنه خاص بـ”العلويين النصيريين”، ومهمته التعريف الحقيقي بهم ورد الافتراءات والشبهات التي تدور حولهم، بحسب توصيف الصفحة.
ضد إرسال روسيا مرتزقة سوريين إلى ليبيا
في 12 من أيلول الماضي، قالت “القيادة الأمريكية في إفريقيا“، إن شركة “فاغنر” الروسية تعاقدت مع ألفي سوري للقتال في ليبيا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما جندت تركيا، وفقًا للقيادة، خمسة آلاف مقاتل.
وذكرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة“، في تقرير نشرته في 28 من تموز الماضي، أن شركات أمنية روسية متواطئة مع النظام السوري، جنّدت ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من المقاتلين والمدنيين السوريين “كمرتزقة”.
أحمد أديب علّق على الخبر قائلًا:
الكثير من الشبان سألوني عن الذهاب للقتال في ليبيا، لا تذهبوا مهما كانت المغريات، لا تكونوا مرتزقة، لو بررتم لأنفسكم ارتزاقكم للقتال في ليبيا من أجل المصالح الروسية لكان من المبرر للمرتزقة الذين جاؤوا لسوريا قتالهم لنا من أجل المصالح الأمريكية |
يتعرض أحمد أديب لانتقادات واسعة من المؤيديين للنظام السوري والمنتمين للطائفة لانتقاداته الدائمة لروسيا لكنه يبرر ذلك بالقول:
الحلفاء يضيقون الخناق على الدولة ليحرضوا الشعب عليها من أجل أن يقدم الرئيس لهم تنازلات حفاظًا على رضا الشعب، فتصبح سوريا تابعة لهم سياسيًا واقتصاديًا، فما حققته فرنسا والسعودية في لبنان الفرانكفوني، تريد روسيا وإيران أن تحققه في سوريا لتصبح (روسيشعونية)!! |
هل يمثل أحمد أديب أحمد مرجعية دينية علوية؟
موقع “العلويون المسلمون” بدوره يشكك بمصداقية أحمد أديب أحمد، عبر لسان مؤسسه “أبو إسكندر سليمان”، وينتقد كيفية تنصيب نفسه متحدثًا عن المذهب العلوي وباحثًا ودكتورًا في الاقتصاد، لا سيما بعد المشاركة وإبداء رأيه الموافق للوثيقة العلوية التي أعدها الصحفي اللبناني هيثم مزاحم تحت عنوان “العلويون بين التقية والعرفان الفلسفي” في موقع “المونيتور”.
وتحدثت الوثيقة التي أعدها “المونيتور” عن تاريخ العلويين ونشأتهم من العراق على يد حمدان الخصيبي (874- 961م) ، وكيف أصبحوا فئة مضطهدة على أيدي الدول الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية، التي نفذت مجازر ضدهم بعد احتلالها بلاد الشام في عام 1516م، ما جعلهم يفرون إلى جبال اللاذقية بعد مجزرة حلب الكبرى حيث قُتل الآلاف منهم، بحسب الوثيقة.
وتقول الوثيقة إنه بسبب هذا الاضطهاد لجأ العلويون إلى ما يسمى بـ”التقية” في الممارسة الدينية أو ممارسة الطقوس الدينية بشكل سري، وإلى الأفكار القومية واليسارية والعلمانية في العمل السياسي والحزبي.
أحمد أديب بدوره يدعم مبدأ “التقية”، في لقائه مع “المونتيور”، مستشهدًا بقول ينسبه لعلي بن أبي طالب: “صن دينك وعلمك الذي أودعناك، ولا تبدِ علومنا لمن يقابلها بالعناد، واستعمل التقية في دينك، وإياك أن تترك التقية التي أمرتك”.
وأوضح أن السرية “لا تعني إخفاء تعاليمنا عن الآخرين، بل تخص علومًا لاهوتية وأسرارًا معرفية يبلغها خصوصًا الذين نذروا أنفسهم لله، ففتح عليهم وأمدهم بمعارف باطنية فحفظوها من الوقوع في أيدي المارقين فيحرفوها”.
علويون يتنصلون من دعم الأسد.. لكن أحمد أديب يخالفهم
في عام 2016، أصدر زعماء من الطائفة العلوية في سوريا وثيقة يتنصلون فيها من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وينفون انتماءهم للشيعة.
وحملت الوثيقة اسم “إعلان وثيقة إصلاح هوياتي”، وتدعي أن مؤيديها يمثلون 25% من العلويين في داخل سوريا.
وقالت الوثيقة إنه “أخذًا في الاعتبار لاختلاف العلوية عن الشيعية، في المعتقدات كما في الأعراف والطقوس والمفاهيم، فإننا نلغي كل إلحاق لنا بها (بالطائفة الشيعية) أيًا كانت وسائله أو أشكاله”.
وأضافت الوثيقة أن “جميع الفتاوى الخالصة إلى استتباع العلويين بالشيعة كفرع من فروعها، لاغية بالنسبة لنا وواقعة موقع العدم منا”.
وعلى الرغم من موافقة هذه الوثيقة لأفكار أحمد أديب أحمد، فيما يتعلق باختلاف الطائفة ورفضها للمذهب الشيعي، ردّ في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية على الوثيقة بالقول، “هذه خيانة بحق الشهداء والمضحين المدافعين عن الوطن، فالمتطرفون السوريون قتلوا من قتلوا وذبحوا من ذبحوا دون النظر إلى انتمائه وطائفته، وسواء كان علويًا أو غير علوي، فهم قتلوا الأبرياء لمجرد انتمائهم للوطن وتأييدهم للقائد المحق بشار حافظ الأسد وللجيش العربي السوري”.
وتساءل أحمد أديب أحمد، “هل ناسخو هذه الوثيقة بأفكارهم الحائدة مدعومون من السعودية أم من رجالات السلطنة الأردوغانية المتطرفة، أم من سادتهم في الموساد الإسرائيلي الذي يدس السموم بين الفينة والأخرى عبر مناشير ووثائق منحولة من هذا النوع لخدمة أهداف إسرائيل؟”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :