“سوشال ديليما”.. كيف تتحكم مواقع التواصل الاجتماعي بحركة المجتمعات
“إن لم تدفعوا حق المنتج، فأنتم المنتج”، كلمات تختصر نظرة شركات الإنترنت الضخمة مثل “جوجل” و”فيس بوك” إلينا كمستخدمين، وهو ما تناوله فيلم “سوشال ديليما” (The Social Dilemma)، أي معضلة مواقع التواصل الاجتماعي، الذي أنتجته شركة “نتفليكس” (Netflix).
ما يميز هذا الفيلم الوثائقي، الذي صدر في العام الحالي، أنه استضاف مؤسسين سابقين شاركوا في صناعة أهم المواقع والمتصفحات والتطبيقات الإلكترونية التي غزت بإيجابياتها وسلبياتها حياتنا، وأدلوا بحقائق يمكن وصفها بـ”المرعبة” عن كيفية تدخل هذه المواقع بأدق تفاصيل حياتنا، والتحكم بها بطريقة ممنهجة ومدروسة بكل خطواتها، بما يسهم بتوجيه دفة اختياراتنا وسلوكنا كيفما أرادت.
ويسقط الفيلم المعلومات المحكية من المؤسسين المستضافين على حياة ممثلين آخرين يؤدون دور المستخدم العادي، بطريقة مبسطة توضح حجم الأثر الذي تتركه هذه المواقع على كل مستخدم للهواتف الذكية والحواسيب.
الفيلم الذي أخرجه جيف أورلوفسكي، وأسهم بكتابته كل من ديفيس كومب، وفيكي كورتيس، وجيف أورلوفسكي، يضم 23 مؤسسًا وإداريًا ومصممًا وخبيرًا سابقًا لمواقع “جوجل” و”جيميل” و”تويتر” و”فيس بوك” و”إنستجرام” و”بينريست”، كما نال تقييم 7.8 على موقع “IMDB”.
اللافت في شهادات المؤسسين، أن تفاؤلهم بداية الفيلم مما تقدمه مشاريعهم تحول إلى مخاوف في منتصفه، كنتيجة لما لعبته هذه المواقع من دور سلبي في قيادة المجتمعات والتحكم بمليارات البشر، فما عملوا لأجله على مدار السنين هو مواءمة تحديثات هذه البرامج مع رغباتنا بطريقة تملأ فجواتنا الاجتماعية، فتشعرنا برضا “مزيف”.
وعلى الرغم من أن المؤسسين كان لهم فضل صنع كل ما سبق، فحين سألهم المُحاور عما إذا كانوا يسمحون لأبنائهم بقضاء وقتهم على الأجهزة الذكية، كانت الإجابة “لا”.
يمكن القول إن “ذا سوشال ديليما” يضع المشاهد في حقيقة أثر الإنترنت، وبالتحديد مواقع التواصل الاجتماعي، دون مواربة أو زخرفة، ويقدم له الإرشادات للتخلص من أصفادها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :