محاذير في حال نشوب الحرائق.. تعرف إليها
قضمت الحرائق، بدايات تشرين الأول الحالي، آلاف الدونمات من المساحات الخضراء والأملاك الخاصة والعامة في المناطق الساحلية غربي سوريا، وسط حركة نزوح لآلاف الأسر من المنطقة.
واندلعت في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، في 8 من تشرين الأول الحالي، حرائق هي الأكبر في تاريخ سوريا وفقًا لوزارة الزراعة، وصل عددها إلى 156 حريقًا، وأدت إلى وفاة ثلاثة مواطنين وإصابة 87 آخرين.
كما أدت الحرائق إلى خسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية وأراضٍ مزروعة بالأشجار المثمرة والفواكه، واحتراق منازل مواطنين.
وقال وزير الزراعة في حكومة النظام السوري، محمد حسان قطنا، في لقاء إذاعي مع راديو “شام إف إم” المحلي، في 13 من تشرين الأول الحالي، إن المساحات المحروقة بلغت 11 ألفًا و500 هكتار في محافظتي طرطوس واللاذقية.
كيف تحدث الحرائق؟
لتحقيق عملية الاحتراق، تحتاج النار في اشتعالها إلى ثلاثة عناصر، هي الأكسجين، ومواد قابلة للاشتعال (مواد نفطية سائلة، أخشاب…)، وبيئة جافة ذات درجة حرارة مناسبة، لتصبح لدينا نار قابلة للتطور إلى مرحلة النار الخارجة عن السيطرة، بازدياد كمية الأكسجين الذي يغذيها.
يمكن تعداد عشرات الأسباب لبدء الحريق، سواء بشكل غير مقصود، كالتماس الكهربائي أو تسرب الغاز والمواد المشابهة له أو عن طريق هزة أرضية، أو بشكل مقصود، عن طريق الإحراق المتعمد، أو الاستعمال الخاطئ لمصادر النيران، أو الانفجارات الناتجة عن القصف ومخلفات الحرب، وغيرها.
والحريق عادة يظهر على شكل لهب يشتد من وقت إلى آخر، ويمكن تمييز اندلاع حريق في غرفة أو بمنطقة أخرى غالبًا عن طريق رائحة الاحتراق والحرارة المفاجئة.
درهم وقاية
يجب ترك مسافة بين مصادر الطاقة كالأفران، والمدافئ، والموجودات القابلة للاشتعال كالستائر والأقمشة والأثاث، فضلًا عن ضرورة الحفاظ على النظام والنظافة لمنع انتشار الحريق وتسهيل السيطرة عليه.
كما يجب تجنب توصيل عدة أجهزة كهربائية لمحول كهربائي واحد، ووضع خطة مسبقة للخروج السريع في حال اندلاع حريق، وتأمين ممر خروج خالٍ من مواد قابلة للاشتعال.
وفي حال امتلاك مواد قابلة للاشتعال، يجب تخزينها في مكان منعزل وبعيد عن مصادر الحرارة، علاوة على إبعاد مصادر الطاقة عن متناول الأطفال.
كما أنه من الضروري احتواء المنزل على وسائل إطفاء الحريق كمطفأة الحرائق، وخرطوم مياه، مع أهمية الدراية بكيفية استخدام المطفأة.
ماذا تفعل إذا نشب الحريق؟
عند اشتعال النيران عن طريق التماس الكهربائي، يجب التأكد أولًا من فصل التيار الكهربائي عن المنزل بشكل كامل، ومن ثم استخدام الماء لإطفاء الحريق، بحسب ما أوصى به العامل في مجال الإنقاذ خليل الأيوب لعنب بلدي.
وفي حال حدوث حريق نتيجة تسرب للغاز، ينبغي الوصول إلى صمام الغاز وإغلاقه بإحكام، إن كان مكشوفًا، أما إذا كان غير مكشوف بسبب قوة النار، فيجب تبليل بطانية بالماء وإلقائها فوق الأسطوانة بشكل كامل وإغلاق الصمام.
وحذر المنقذ من خطورة رش الماء على الحرائق الناتجة عن اشتعال مواد سائلة كالغاز والمازوت والبنزين.
وأضاف أن أول إجراء يجب اتخاذه عند حدوث حريق هو الوصول إلى المسبب الرئيس للحريق وقطعه بشكل كامل.
وأوضح أنه على العالقين في مكان الحريق الجلوس في مكان منخفض، ريثما تصل فرق الإسعاف، من أجل تفادي استنشاق الانبعاثات الناتجة عن الحريق، لأن الدخان يصعد إلى الأعلى، موصيًا بضرورة الانسحاب من الغرفة المشتعلة في حال عدم القدرة على إخماد الحريق، تجنبًا لوقوع ضحايا في حال حدوث انفجار مفاجئ نتيجة الحريق.
إسعافات أولية
للحروق الجلدية ثلاث درجات، أشدها الثالثة، ففي الأخيرة لا يمكن تطبيق الإسعافات الأولية من الشخص العادي، إذ يجب إيصال المصاب إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن.
1. الدرجة الأولى
تسبب الدرجة الأولى الحد الأدنى من تلف الجلد، وتسمى أيضًا بالحروق السطحية، لأنها تؤثر على الطبقة الخارجية من الجلد فقط، وينصح وضع الجلد المحروق تحت الماء البارد حتى يخف الألم، واستخدم كمادات إذا كان الماء الجاري غير متاح.
كما يجب حماية الحرق من خلال تغطيته بضمادات معقمة أو قطعة قماش نظيفة، وطلب المساعدة الطبية إذا استمر الاحمرار والألم أكثر من بضع ساعات، أو إذا كان الحرق يؤثر على مساحة كبيرة من الجلد، أي أكثر من 7 سم.
2. الدرجة الثانية
هذه الحروق أكثر عمقًا من الدرجة الأولى، إذ تتعدى الطبقة الخارجية للجلد لتصل إلى الطبقة الداخلية وهنا يجب اتباع الآتي:
- غمر المكان المصاب في الماء البارد أو وضع منشفة نظيفة مبللة بالماء البارد، إذ يعمل الماء البارد على تخفيف الألم.
- نزع الإكسسوارات والمجوهرات أو الملابس الضيقة عن المكان المصاب بلطف.
- جعل المصاب يشرب كميات كبيرة من الماء ولكن دون أن يصل إلى حد الغثيان.
- عدم استخدام الثلج، لأنه يمكن أن يقلل درجة حرارة الجسم ويسبب المزيد من الألم والضرر.
- وضع المصاب مسطحًا مع رفع قدميه إلى الأعلى.
- في حال وجود بثور أو فقاعات مغلقة يجب عدم فتحها، أما المفتوح منها فيمكن تغطيته بطبقة من المرهم، ثم تغطية المكان بمنشفة أو ضمادة غير لاصقة.
- التوجه لطلب المساعدة من المختص.
3. الدرجة الثالثة
في هذه المرحلة تتغلغل الحروق في كل طبقات الجلد وصولًا إلى الدهون والعضلات، وتتجسد أعراضها باكتساب الجلد ملمسًا شمعيًا أو مفحمًا، ويغيب عن المصاب الشعور بالألم بسبب تلف النهايات العصبية.
كما يصاب الضحية بضيق التنفس نتيجة استنشاق المواد والدخان الناتج عن الاحتراق.
أخطاء إسعافية شائعة
قد يرتكب كثير من الأشخاص مجموعة من الأخطاء عند تعرضهم للحرق، أكثرها شيوعًا:
1. معجون الأسنان
من أبرز الأخطاء التي لا يجوز ارتكابها عند حصول حرق هي المسارعة لفرك المنطقة المصابة بمعجون الأسنان، أو الزبدة أو “رب الطماطم”.
هذه المواد تحبس الحرارة داخل الجلد وتمنعه من التنفس، ما يزيد من مساحة المنطقة المحروقة ويسبب المضاعفات الخطرة.
2. عدم استخدام الثلج فوق الحرق
لا شك أن المكعبات الثلجية هي من الوسائل التي تخفف من ألم الحرق، ولكن لا يجوز وضعها مباشرة على الجلد.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة المحيطة بمنطقة الحرق، كما أنها تترك ندبات وآثار على الجلد. لتصحيح ذلك الخطأ يجب أن يوضع الثلج في كيس بلاستيكي أو في منشفة صغيرة.
3. استخدام القطن لتغطية الجرح
إذا وضعت القطن بشكل مباشر على الجرح الناتج عن الحروق فإن قطع القطن سوف تلتصق بالجرح وتصعب عملية تغيير الجرح بعد ذلك، من الأفضل أن تستبدل بالقطن الشاش فهو أخف على الجرح.
4. لمس مكان الحرق بأيدٍ مكشوفة
بما أن الحرق يسبب تلف بعض أو كل طبقات الجلد فإن لمس مكانه باليد قد يسبب تلوثه أو إصابته بالعدوى، نظرًا لهشاشة وحساسية الجلد في هذه الحالة، لذلك يعد لمس أماكن الحروق خطرًا وخطأ يجب تجنبه.
5. فقء الفقاعات الناتجة عن الحرق
تنتج عن الحروق الشديدة أو الحروق من الدرجة الثانية فأكثر فقاعات مليئة بسوائل، ومن الخطأ القيام بقئها تفاديًا لأي عدوى قد يصاب بها المصاب.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :