شهد تشرين الأول 2019، احتجاجات شعبية واسعة في العاصمة اللبنانية بيروت، أدت إلى الإطاحة برئيس الوزراء اللبناني آنذاك، سعد الحريري، الذي قدم استقالته على أمل تهدئة الشارع اللبناني.
ومع اقتراب الذكرى الأولى لـ”ثورة 17 تشرين”، يعود اسم الحريري للتداول بقوة في لبنان، لتنصيبه رئيسًا للوزراء من جديد، وتنفيذ المبادرة الفرنسية.
الحريري.. أنا مرشح الحكومة
يعود اسم الحريري للتداول كرئيس للحكومة اللبنانية، بعد استقالة خلفه حسان دياب، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في آب الماضي، وفشل المرشح التالي مصطفى أديب في تشكيل الحكومة، ما أدى إلى اعتذاره وانسحابه من المهمة برمّتها.
وأعلن الحريري عبر شاشة “MTV” اللبنانية، في 8 من تشرين الأول الحالي، عن كونه “رئيس الحكومة المقبلة”، بالتزامن مع تحديد رئيس الجمهورية، ميشال عون، موعد الاستشارات النيابية، في 15 من تشرين الأول الحالي.
ولم يقصد الحريري أنه كُلّف رسميًا من قبل عون، إلا أن تحليلاته الشخصية أشارت إلى أنه سيكون رئيس الوزراء المقبل، في واحدة من أصعب المراحل التي يمر بها لبنان سياسيًا واقتصاديًا.
وأشارت المحطة، في 7 من تشرين الأول الحالي، إلى تصريحات سابقة لعون، قال فيها إنه لا يمانع أن يكون الحريري الرئيس المقبل.
كما قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، والمحسوب على الطائفة السنية في البلاد، وأحد المرشحين للمنصب، نجيب ميقاتي، إنه يدعم الحريري لتولي رئاسة الوزراء مجددًا.
الحريري نفسه يعوّل أيضًا على استعادة دعم السعودية، صاحبة النفوذ في لبنان، خاصة مع العلاقة القوية التي جمعته بها منذ مقتل أبيه رفيق الحريري في انفجار ضخم هز العاصمة اللبنانية في عام 2005.
هذا التعويل لا يخفيه الحريري، الذي قال لـ”MTV” إن علاقته بالرياض “لا يهزها أحد“، رغم إشارته إلى أن حلفاءه “هم اللبنانيون فقط”.
من جهتها، ترى صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من “حزب الله”، أن عقبات عدة تقف بوجه الحريري، أهمها أن الحزب وحركة أمل “لن يمنحاه التنازلات التي قدماها سابقًا لمصطفى أديب”.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، السبت 10 من تشرين الأول، أن “التيار الوطني الحر” (تيار رئيس الجمهورية الحالي، ميشال عون)، والقوات اللبنانية لن يمنحا الحريري أصواتهما.
ونفت الصحيفة استناد الحريري إلى علاقته بالرياض، إذ ترى أن هناك “فيتو” سعوديًا على عودة الحريري، حتى مع موافقة الفرنسيين على هذا الأمر.
ويتوافق تقرير الصحيفة مع البيان الذي صدر عن “الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية“، والذي أسف لما أسماه “مغالطات في الحقائق”، ورد من خلاله على بعض القضايا التي أثارها الحريري، وحمل مسؤولية فشلها على الأفرقاء اللبنانيين، وعلى رأسها ملف الكهرباء.
وأشار البيان إلى أن رفض القوات ترشيح الحريري يأتي “متوافقًا مع الرفض الشعبي” من خلال مظاهرات “17 تشرين” 2019.
–