عروة قنواتي
ما زلنا على بعد شهرين من العام الجديد 2021، وحصاد العام الحالي يضرب كل الجدران والأروقة في الأندية الأوروبية بنتائج وأرقام غير مألوفة للمشاهد والمتابع، حتى وإن كانت اللعبة هي كرة القدم التي لا تعرف المستحيل.
فكل هزة حدثت في العام الحالي مصحوبة بجائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، (ما قبلها وفي أثنائها وما بعدها)، تركت أثرًا مهمًا وطرحت عشرات إشارات التعجب والاستفهام حول قدرة الأندية على اللعب دون جمهور وبرواتب وتعاقدات واستثمارات مخفضة.
والسؤال دائمًا يأتي بصيغة واحدة، هل هي طفرة؟ هل ما نشاهده حاليًا هو الأساس الجديد لكرة القدم؟
نتائج قياسية هزت أكبر الأندية في مختلف البطولات، ومنها البايرن الذي استطاع ضرب قواعد برشلونة في دوري الأبطال بنتيجة 8-2، وكرر في افتتاح الدوري الألماني قبل شهر نتيجته العريضة في شباك شالكة 8-0.
ثم خسر من هوفنهايم بنتيجة 4-1، مع مبررات استحقاقات الفريق في نهائي كأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر الألماني.
في الحصيلة وقبل التوقف الدولي، يسجل البايرن 13 هدفًا في الدوري المحلي، وتتلقى شباكه سبعة أهداف في ثلاث مباريات.
ليفربول الإنجليزي الذي لم يلعب بعد عودة المباريات في دوري الأبطال، واكتفى بالمباريات المتبقية له في الدوري المحلي، والذي حسم لقبه بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه قبل أشهر، دخل الموسم الجديد بنتيجة 4-3 أمام ليدز يونايتد العائد إلى أضواء البريمير ليج بعد غياب.
وفاز على أرسنال وتشيلسي قبل أن يتلقى هزيمة عريضة غير مفهومة بنتيجة 7-2 من أستون فيلا.
الفريق حاليًا بتسع نقاط في المركز الرابع، وسجل 11 هدفًا، وفي مرماه 11 هدفًا من أربع مباريات.
مانشستر يونايتد، الذي توقعه كثير منا منافسًا منذ أول صافرة في الموسم الجديد، يخسر من كريستال بالاس بنتيجة 3-1، ومن توتنهام هوتسبر 6-1، ثم يفوز على برايتون 3-2.
الفريق حاليًا من خلال ثلاث مباريات سجل أربعة أهداف، وفي مرماه 11 هدفًا وهو في المركز الـ16، وله مباراة مؤجلة مع بيرنلي.
المان سيتي وخلال ثلاث مباريات خاضها سجل أربع نقاط، ويحتل المركز الـ16 على سلم الترتيب، له أربعة أهدف وفي مرماه سبعة، منها خمسة أهداف دفعة واحدة جاءت من ليستر سيتي، الذي ألحق بالسيد بيب غوارديولا هزيمة قاسية بنتيجة 5-2.
قد تنهض هذه الأندية مجددًا (وهذا متوقع وبدرجة كبيرة)، وقد نراها في صدارة الترتيب للمسابقات المحلية قبل نهاية مرحلة الذهاب، وهذا ليس استخفافًا بأداء الأندية المنافسة أو المتفوقة حاليًا، وإنما لكثرة الأسماء المهمة التي تمتلكها محفظة كل فريق ممن ذكرناهم هنا.
ولكن هل يمكن لهذه النتائج أن تتكرر مجددًا في شباك نفس الأندية من خلال البطولة الأوروبية أو البطولة المحلية أو مسابقات الكأس؟
لربما يكون الجواب مع اشتداد المنافسة في الأسابيع والجولات المقبلة، ومع افتتاح دور المجموعات في دوري الأبطال، ولكن المؤكد أن ثغرات ليست سهلة كُشفت في عمل هذه الفرق، وهذه الثغرات ستسمح لأندية الوسط أو الأندية صاحبة الطموح بالتمرد وخلط الأوراق والاستفادة معنويًا ورقميًا لمحاولة الصعود نحو المجد.