“من الشخص القادر على التفوق على المحقق الشهير شارلوك هولمز؟”، من السهل اكتشاف إجابة عن هذا السؤال ضمن أحداث فيلم “إينولا هولمز”، الذي عرضته شبكة “Netflix” خلال تشرين الأول الحالي.
تدور أحداث الفيلم حول عائلة هولمز نفسها، عندما تقرر السيدة هولمز ترك ابنتها الصغيرة إينولا والرحيل من منزل العائلة، ثم وصول ولديها شارلوك ومايكروفت.
يقرر مايكروفت إرسال إينولا إلى مدرسة داخلية لإعدادها لتكون أمًا وسيدة مجتمع بما يوافق العادات والتقاليد في تلك الحقبة الزمنية، وهو ما ترفضه الفتاة الصغيرة التي تعلمت من أمها كل شيء، وتقرر الهرب من المنزل والبحث عن والدتها.
ضمن الرحلة وجّه فريق العمل رسائل عدة للمشاهدين عن النساء وقدراتهن، من باب جديد هذه المرة، إذ إن خطوة إينولا ترتبط بقدرتها على تفسير الألغاز التي تركتها أمها لها، وبالتالي ترتبط أيضًا بكشف السبب الذي دعا والدتها لترك المنزل، والذي بدوره له علاقة بقوانين تتعلق بأحقية تصويت النساء في الانتخابات.
وتنجح إينولا رغم كل الصعوبات والعقبات في مدينة ضخمة تخطو فيها خطوتها الأولى من حل اللغز.
في أحداث الفيلم ومع حل اللغز، يسأل شرطي في جهاز “سكوتلانديارد” (جهاز الشرطة البريطاني)، شارلوك هولمز، كيف سبقتك شقيقتك بحل اللغز؟ في هذه الجملة تكمن رسالة صنّاع الفيلم حول قدرة النساء بشكل موجه وواضح، النساء قادرات على مقارعة شخص بالغ الذكاء كشارلوك هولمز والانتصار عليه.
عبر أحداث الفيلم، استعملت إينولا كل ما يمكن استعماله من خبرات قتالية وذكاء وخدع وتحليل، بما يفوق أو يوازي قدرات أخيها، خاصة في أثناء دفاعها عن الماركيز الهارب وهنا رسالة أخرى، هذه الأمور ليست حكرًا على الرجال.
الفيلم يصنف من الأفلام العائلية الممتعة، ونجح مخرج الفيلم هاري برادبير في سرد الحكاية ببساطة ودون تكلّف ومبالغة، وهو ما أسهم في جودة السرد نفسه.
الفيلم من بطولة ميليا بوبي براون وهنري كافيل وسام كلافلين وهيلينا بونهام كارتر، ومن سيناريو جاك ثرون.
الفيلم الذي حصد تقييمًا بلغ 6.7 على موقع “IMDb”، المتخصص بالأفلام السينمائية، مقتبس من رواية “قضية الماركيز المفقود”، إحدى روايات سلسلة الروايات البوليسية للروائية نانسي سبرينغر.