السلام في سوريا مشروط بموافقة الكرملين
ماذا حققت موسكو بعد خمس سنوات من تدخلها العسكري في سوريا
تحدثت مجلة “Foreign Policy” الأمريكية، في تقرير أصدرته، الخميس 8 من تشرين الأول، عن إنجازات روسيا بعد خمس سنوات من تدخلها العسكري في سوريا.
واستنكر التقرير انتقاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وتبريره التدخل الروسي في المنطقة بتوجيهه أصابع الاتهام للولايات المتحدة الأمريكية، التي سببت، بحسب قوله، تدمير المؤسسات الوطنية بدل الإصلاحات، وحلول العنف والفقر وعدم الاكتراث بحقوق الإنسان محل انتصار الديمقراطية والتقدم.
وقال التقرير إنه بعد خمس سنوات من التدخل الروسي في سوريا، هناك كثير من “الدمار الصادم”، ولا سيما في الهجوم “الوحشي” على مدينة حلب، ولا يزال الشعب السوري مبتلى بـ“العنف والفقر والكارثة الاجتماعية”.
وأما بالنسبة لحقوق الإنسان، فإن حكومة النظام السوري، التي عذبت المتظاهرين وسببت اندلاع “حرب أهلية”، ما زالت راسخة في السلطة.
وأضاف التقرير أن الاستقرار السياسي والتعافي الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط الذي وعد به بوتين “يبدو بعيدًا كما كان دائمًا”، مشيرًا إلى أن الحرب في سوريا ما زالت قائمة، والقتال حول إدلب، شمال غربي سوريا، ما زال مستمرًا.
وعلى الرغم من الوعود الروسية المستمرة بالمساعدة الاقتصادية، لا يزال المواطنون السوريون يعانون بشدة، و”تبقى إعادة الإعمار حلمًا بعيد المنال”، إذ لم تخصص روسيا سوى القليل من الأموال لإعادة بناء البلاد، “على أمل أن يدفع الغرب في النهاية الفاتورة لتجنب المزيد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا”.
وتحدث التقرير عن امتداد الحرب في سوريا إلى جميع أنحاء المنطقة أيضًا، إذ لم تؤثر فقط على الجارتين لبنان وتركيا، بل امتدت لتصل إلى ليبيا أيضًا، حيث كان لروسيا تأثير معاكس على المنطقة بعيدًا عن تحقيق الاستقرار.
واعتبر التقرير أن هذه الانتقادات لا تهم موسكو، لأن الهدف من التدخل العسكري الروسي هو تأكيد وجود الكرملين في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، ولن تنتهي الحرب في سوريا إلا بموافقة روسية.
كما جعل الكرملين نفسه لاعبًا رئيسًا في النزاعات الإقليمية الأخرى أيضًا، بما في ذلك حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي ليبيا.
ولفت التقرير إلى أن روسيا لم تفلح في إقامة السلام في سوريا، إذ لم تسفر محادثات السلام التي توسطت فيها بين الحكومة السورية ومختلف فصائل المعارضة عن أي شيء، على الرغم من سنوات من المحاولات، ولم تنجح في إنهاء القتال المستمر، لا سيما في مناطق شمال شرقي سوريا.
وكان بوتين أعلن، في 2016، أن روسيا ستنسحب من سوريا، وكرر ذلك مرة أخرى، في 2017، لكن روسيا لم تبدِ أي بوادر على الرحيل.
ووفقًا للتقرير، يرى الكرملين أن الذكرى السنوية الخامسة للتدخل الروسي في سوريا “ليست وقتًا للتفكير في حرب بلا نهاية”، ولكن كفرصة لـ”تحميص النجاح”، والأمل في أن تستمر روسيا حتى نصف عقدها الثاني.
وفي 14 من كانون الثاني 2016، أجرت موسكو والنظام السوري عمليات جوية مشتركة، للمرة الأولى منذ بدء التدخل الروسي في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، حينها، أن طائرات النظام السوري MIG-29″”، وفرت غطاء جويًا لطائرات روسية من طراز “SU-25”.
واستمرت روسيا بدعم نظام الأسد سياسيًا بالتوازي مع الدعم العسكري، عبر 16 “فيتو” في مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها التصويت ضد تمديد التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود والضغط للاقتصار على معبر واحد.
وأدى التدخل الروسي إلى سيطرة النظام على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، والغوطة الشرقية وحمص ودرعا وعدة مناطق أخرى، وقضم منطقة “خفض التصعيد” في إدلب شمال غربي سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :