حلب – عبد السلام مجعان
أتوا إلى المراكز الانتخابية، بعضهم بهدف التعبير عن الرأي، وآخرون بهدف مشاهدة كيف يجري ذلك، وكان من بينهم محمود الذي وصل للمشاركة في اختيار أعضاء مجلس بلدته.
للمرة “الأولى”، كما يقول القائمون على الانتخابات، تتاح الفرصة لأهالي بلدة تل عار في ريف حلب الشمالي للتعبير عن رأيهم واختيار ممثليهم في المجلس المحلي، بداية تشرين الأول الحالي، بعد أن جرت العادة على تعيينهم تحت إشراف الراعي التركي للمنطقة.
أطال الشاب محمود الحسن النظر حوله في المركز الانتخابي وهو يرقب ما اعتبره “خطوة جيدة”، تأمل منها “الخير”، حسبما قال لعنب بلدي، بعد أن وضع الورقة المطوية التي ملأها ضمن الصندوق الشفاف.
جرت الانتخابات تحت إشراف “مجلس محافظة حلب الحرة”، التابع لـ”الحكومة المؤقتة”، من خلال ثلاثة مراكز، في تل عار شرقي، وغرور، وعويلين، بمشاركة أكثر من 700 ناخب، من أصل 840.
انسحاب المرأة الوحيدة
استغرق التحضير للانتخابات ثلاثة أسابيع، وبدأ بإصدار “محافظة حلب الحرة” قرار تشكيل لجنة انتخابية، في 12 من أيلول الماضي، وأجريت العملية الانتخابية، في 3 من تشرين الأول الحالي، واستمرت ثماني ساعات، استخدمت فيها ستة صناديق.
المرأة الوحيدة بين المرشحين العشرة انسحبت من المنافسة “بسبب أعراف المجتمع”، بحسب تعبير أسماء المحمود، الشابة التي ظهرت الحماسة في عينيها وسط خمارها الأسود، وهي تتحدث عن المشاركة النسائية “الفاعلة” في الانتخابات.
واقتصر حضور النساء على المشاركة كناخبات وفي تنظيم العملية الانتخابية، كما قالت أسماء، التي تتبع لوحدة المجالس المحلية في مراقبة الانتخابات، ضمن المركز النسائي في قرية زعرور.
وتطلّب بدء الانتخابات تعيين لجنة انتخابية ولجنة طعون ولجان فرعية للرقابة، حسبما قال رئيس اللجنة الانتخابية، رمضان رمضان، لعنب بلدي، وشملت قوائم الناخبين أبناء الوحدة الإدارية المسجلين في قيودها، ممن زاد عمرهم على 18 عامًا.
وشاركت عدة منظمات ومؤسسات من المجتمع المدني بمراقبة الانتخابات في المراكز، مثل “مكتب التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة”، ومنظمة “اليوم التالي”، و”التجمع النسوي السوري”، و”وحدة المجالس المحلية”.
وتولى “الدفاع المدني” ومديرية “صحة حلب الحرة” رقابة الإجراءات الصحية خلال الانتخابات، من تعقيم المراكز قبل دخول الناخبين إلى توزيع الكمامات والمعقمات عليهم في أثناء التصويت.
وعلى الرغم من تسجيل أربع حالات إصابة جديدة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في مدن ريف حلب الشمالي يوم الانتخابات، فإن المراكز بقيت خالية منه، ولم تسجل حالات بين الناخبين أو المنظّمين.
ودرست مجالس محلية أخرى سابقًا إجراء العملية الانتخابية لتعيين أعضائها إلا أنها لم تنجح، خاصة مع الجدل الذي أُثير بشأن مشاركة النازحين والمهجرين الذين ماثلت أعدادهم أعداد السكان المسجلين في بعض القرى والبلدات بريف حلب الشمالي.