“قصة موت معلن”.. أن يكون الموت والخلاص واضحين لكنك لا تنجو

  • 2020/10/18
  • 4:59 م

يبدأ الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز روايته “قصة موت معلن” من النهاية تمامًا، حيث يقدم للقارئ الذروة ثم يتبع أسلوب الخطف خلفًا لتفسيرها وفق حبكة تتصاعد فيها الأحداث باتجاه الذروة.

يضع ماركيز روايته على طرفي نقيض، بين فرح واضح يتجلى بمشهد العرس الذي تتكشف عنه الرواية في صفحاتها الأولى، ومشهد القتل ومحضر الجريمة الذي يسدل الستار على حياة البطل.

والقضية أن شابين توأمين، هما بيدرو وبابلو فيكاريو، سيقتلان سانتياغو نصار، الشاب الذي أتم 21 عامًا من حياته، لقضية ترتبط بالشرف، فبعد زفاف أختهما أنخيلا بساعات قليلة أعادها زوجها لينهي زواجًا لم يكد يبدأ.

أمام ضغط الأخوين رمت أنخيلا باسم سانتياغو قربانًا لغرامياتها الخائبة، دفعها لذلك يقين غير ثابت بأن أخويها لن يمسا الشاب بسوء لأنه ينتمي للطبقة الغنية، إضافة إلى كونهما ذوي طبيعة مسالمة.

يذيع الأخوان نواياهما أمام أكثر من 12 شخصًا أملًا بمن يوقفهما عن فعلتهما، فيشيع الخبر بين الناس حتى يصل إلى البيت المجاور لبيت سانتياغو ويتوقف هناك، والآن الجميع يعرف أن الشاب يقترب من نهايته باستثنائه هو نفسه.

تقف المصادفات الكثيرة عائقًا دون أدنى احتمال لنجاة الشاب، هذه المصادفات استهجنها القاضي الذي تولى ملف الجريمة بقوله: “كيف يمكن للحياة أن تستفيد من مصادفات كثيرة محظورة على الأدب لتتم دون أي عرقلة عملية موت معلنة إلى هذا الحد”.

تتلخص نهاية سانتياغو نصار في محضر جنائي مكون من 500 صفحة، لم يقتنع المحقق بأي منها أن سانتياغو هو الفاعل، فبعد كل التحريات لا يوجد أدنى احتمال لارتكابه علاقة طائشة بالعروس المعادة.

كان يمكن لكلمة تقال بوقتها، أو لحظات قبل إغلاق باب البيت، أن تحمي الشاب من نهاية كتبها التوأمان بسكاكين ذبح الماشية، فيدخل بيته وينتهي الأمر عند هذا الحد، لكن ماركيز لا يأخذ القارئ للمألوف.

صدرت الرواية عام 1989، ويقدم خلالها ماركيز الحائز على جائزة “نوبل” للآداب، التشويق الذي يوحي به العنوان، عبر 122 صفحة تتكون منها الرواية.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب