لا مؤن شتوية والخيم مهترئة.. مناشدات من مخيم “كبتة” دون مجيب
يُواجه سكان المخيمات في الشمال السوري تحديات مع دخول فصل الشتاء، أهمها تأمين سبل عيشهم مع طول أمد وجودهم في هذه المخيمات، وغياب فرص العمل، وقلة الدعم الذي اقتصر على تقديم السلل الغذائية والصحية، مع وجود بعض المبادرات الشحيحة والمحدودة لسد النقص في الاحتياجات.
المقيمون في مخيم “كبتة” بمنطقة أرمناز في محافظة إدلب، يشتكون من اهتراء الخيم وتردي حالتها، وعدم تحملها العوامل الجوية المختلفة.
السيدة درعا مصطفى، من سكان المخيم، قالت لعنب بلدي، في 17 من تشرين الأول الحالي، إن المخيم يشكو من قلة على جميع الأصعدة، موضحة أن الشتاء اقترب، ولا يوجد لدى ساكنيه ما يتدفؤون به أو ينامون عليه.
عدم توفر الاحتياجات الأساسية في هذه الفترة من السنة، سيجعل منطقة المخيم منكوبة في فصل الشتاء، وربما يهدد ذلك بانتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة تشكل برك المياه الصغيرة من الأمطار الجالبة للحشرات.
رئيس المجلس المحلي لمنطقة كبتة، مؤيد بكداش، قال لعنب بلدي إن المجلس ليس مسؤولًا مباشرًا عن المخيم، وعلى الرغم من ذلك يقدم المجلس بعض الخدمات كجمع القمامة.
وأشار بكداش إلى أن المجلس المحلي ناشد مرارًا المنظمات لتقديم الدعم اللازم، إلا أن موجات النزوح الأخيرة كانت كبيرة ولم تُستوعب بالشكل الكافي، وحالت دون تقديم الدعم اللازم لها.
من جانبه، قال مدير المخيم، عمار فرحات، لعنب بلدي، إن الخيم التي وُضعت من قبل منظمة “مرام” في حزيران الماضي، وتسمى “خيم السفينة”، وهي من أردأ أنواع الخيم، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.
المخيم تقطنه 155 عائلة سورية من مناطق مختلفة، وهم بأمس الحاجة لسلات غذائية وللخبز والمؤن الأساسية، بحسب فرحات.
ولفت مدير المخيم إلى أن حليب الأطفال لم يوزع إلا مرة واحدة خلال سنة وأربعة أشهر، رغم المطالبات الدائمة والحثيثة بالتزود به، لكن دون جدوى.
وحول الوضع التعليمي، قال إن المخيم يفتقر لمدرسة، وإن الأطفال مضطرون للذهاب بشكل يومي إلى أقرب مدرسة تبعد حوالي 1200 متر.
وأُسس مخيم “كبتة” في تموز 2019 ، وهو واحد من بين أكثر من 1153 مخيمًا، إضافة إلى 242 آخر عشوائيًا، يقطنها حوالي مليون نازح بحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وقال مدير فريق “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، لعنب بلدي، إن نسبة الخيم المهترئة في إدلب تقدر بـ65%، وهي غير صالحة للسكن بسبب اهترائها الناتج عن عوامل جوية متنوعة، سواء الحرارة أم البرودة.
وأوضح أن أغلب المنظمات توزع خيمًا من نوع “السفينة”، وتتسم هذه النوعية بأنها لا تدوم طويلًا وتحبس الهواء داخلها، مبينًا أن أكثر الخيم تعرضت للحريق والاشتعال سواء في فصل الصيف أم في الشتاء، وهي “غير مقاومة” للهجمات الجوية الشتوية كالبرودة وانخفاض درجات الحرارة والأمطار الغزيرة والرياح والعواصف.
وأشار حلاج إلى أن أكثر من 95% من الخيم بحاجة إلى عوازل، و”في كل عام نطالب بهذا الموضوع، ولكن تكون الاستجابة ضعيفة جدًا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :