جائزة “نوبل” للفيزياء لم تفلت من الثقب الأسود في العام الحالي

  • 2020/10/06
  • 4:39 م

الفيزيائي البريطاني روجر بنروز وعالما الفلك الألماني راينهارت غينزل والأمريكية أندريا جيز الفائزين بجائزة "نوبل" للفيزياء 2020- (موقع الجائزة)

أعلنت “الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم”، المسؤولة عن جائزة “نوبل”، اليوم الثلاثاء 6 من تشرين الأول، منح الجائزة في مجال الفيزياء مناصفة بين الفيزيائي البريطاني روجر بنروز عن “اكتشافه لحقيقة أن تكوين الثقب الأسود يجسد بقوة التوقعات المحكمة لنظرية النسبية العامة”، والنصف الآخر بالشراكة لعالم الفلك الألماني راينهارت غينزل والأمريكية أندريا جيز عن اكتشافهما لجرم ضخم شديد الكثافة في مركز مجرة “درب التبانة”، ويعتبر الثقب الأسود سببًا له.

روجر بنروز

واستخدم عالم الفيزياء بنروز أساليب رياضية في إثبات أن الثقوب السوداء هي نتيجة مباشرة لنظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين.

ولم يكن أينشتاين نفسه يعتقد أن الثقوب السوداء موجودة بالفعل، وهي منطقة في الفضاء ذات وزن ثقيل تتميز بجاذبية قوية إذ لا يمكن لأي شيء الإفلات منها، ولا حتى الضوء الذي يعتبر أسرع إشعاع مرئي موجود في العالم.

وكانت النظرية النسبية العامة قد تنبأت بأنه يمكن لكتلة مضغوطة بقدر معيّن أن تشوه الزمكان لتشكيل الثقب الأسود.

وبعد عشر سنوات من وفاة أينشتاين، في كانون الثاني 1965، أثبت روجر بنروز أن الثقوب السوداء يمكن حقًا تكوينها ووصفها بالتفصيل، إذ تخفي في قلبها حالة تفرد تتوقف فيها كل قوانين الطبيعة المعروفة.

راينهارت غينزل وأندريا جيز

ويكمن استحقاق روجر بنروز الجائزة بعد هذه المدة بسبب ما توصل إليه راينهارد غينزل وأندريا جيز، اللذان عثرا على جسم ثقيل للغاية وغير مرئي يسحب خليطًا من النجوم في مركز “درب التبانة”، ما يجعل هذا الخليط يندفع بسرعة نحو الجسم، ويتم تجميع حوالي أربعة ملايين كتلة شمسية معًا في منطقة لا تزيد مساحتها على النظام الشمسي.

وباستخدام أكبر “تلسكوب” في العالم، طوّر غينزل وجيز طرقًا للرؤية عبر السحب الضخمة للغاز بين النجوم والغبار لتصل إلى مركز مجرة ​​”درب التبانة”، وفقًا للجنة الجائزة في مجال الفيزياء.

وبتوسيع حدود التكنولوجيا، صقل عالما الفلك تقنيات جديدة للتعويض عن التشوهات التي يسببها الغلاف الجوي للأرض، وبناء أدوات جديدة من خلال الأبحاث، ونتج عن عملهما “الدليل الأكثر إقناعًا حتى الآن على وجود ثقب أسود في مركز مجرة ​​درب التبانة”، بحسب اللجنة.

وقال رئيس اللجنة المختصة بمنح الجائزة في مجال الفيزياء، ديفيد هافيلاند، إن “اكتشافات الحائزين على جائزة في العام الحالي قد فتحت آفاقًا جديدة في دراسة الأجسام المدمجة والفائقة الكتلة، لكن هذه الأشياء الغريبة لا تزال تطرح العديد من الأسئلة التي تتطلب إجابات وتحفز البحث في المستقبل”.

وبدأت الإعلانات عن منح الجوائز للفائزين في العام الحالي، الاثنين 5 من تشرين الأول، بمنح جائزة في علم وظائف الأعضاء أو الطب للبريطاني مايكل هيوتون والأمريكيين هارفي ألتر وتشارلز رايس لجهودهم من أجل اكتشاف فيروس التهاب الكبد “سي” (C).

وسوف تستمر حتى 12 من تشرين الأول الحالي، عندما يتم الإعلان عن جائزة “Sveriges Riksbank” في العلوم الاقتصادية بذكرى وفاة ألفريد نوبل.

ويبدأ موسم جائزة “نوبل” في تشرين الأول من كل عام، حيث تقوم لجان في السويد والنرويج بتسمية الفائزين بمجموعة متنوعة من الجوائز في العلوم والأدب والاقتصاد، بالإضافة إلى أعمال السلام.

مقالات متعلقة

أخبار منوعة

المزيد من أخبار منوعة