تعمل تركيا على تطوير مجموعة متنوعة من الطائرات دون طيار (درون) لأغراض عسكرية، بدءًا من الطائرات الكبيرة العالية التحليق والمحملة بالقنابل، إلى الطائرات المسيّرة الصغيرة جدًا، والقادرة على إلحاق الضرر على ارتفاع منخفض، التي يمكنها تشكيل “أسراب مميتة”.
وتوجه الطائرات المسيّرة عن بُعد أو تبرمَج مسبقًا لطريق تسلكه، وهي في الغالب تحمل الكاميرات أو القذائف، ويأخذ الاستخدام العسكري الحصة الأكبر منها، وذلك لأغراض عسكرية كالمراقبة والهجوم.
كما راج استخدام الطائرات المذكورة في الأعمال المدنية، مثل مكافحة الحرائق ومراقبة خطوط الأنابيب، أي إنها تُستخدم أكثر في المهام الصعبة، عند احتمالية فقدان أرواح الطيارين في الطائرات التقليدية.
طائرة “أكسونغور”
في تقرير لمجلة “فوربس” الأمريكية، في أيلول الماضي، ذكرت أن طائرة “أكسونغور” (Aksungur) التركية دون طيار، التي صنعتها شركة صناعات الفضاء التركية (TAI)، أكملت رحلة تجريبية استغرقت 28 ساعة، وأوضح التقرير أن “أكسونغور” تحمل تحت أجنحتها 12 صاروخًا من طراز “سمارت ميكرو ميونيشن” (Smart Micro Munition)، “وهي حمولة أكبر بكثير مما يمكن حمله بواسطة Bayraktar TB2 أو Anka-S”، وفق التقرير.
صاروخ “MAM-L” الذي يزن 22 كيلوغرامًا يمكنه إصابة أهداف تصل إلى 14 كيلومترًا، كما يمكن تزويده بأنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، التي قد تحوي مواد شديدة الانفجار، أو الرؤوس الحربية المتخصصة باختراق دروع الدبابات.
وبحسب ما أوردته المجلة، أصبحت “أكسونغور أول” طائرة من دون طيار تسقط قنبلة “مارك 82” (87 كيلوغرامًا) للأغراض العامة، لافتة إلى أنه يتم توجيهها عبر مجموعة التوجيه (Teber) تركية الصنع، التي تحول القنابل التقليدية “الغبية” إلى قنابل “ذكية” دقيقة التوجيه.
طائرة “بيرقدار”
تعدّ طائرة “بيرقدار” من طراز “Bayraktar Akinci” كبيرة الحجم، إذ يصل طول جناحيها إلى 17 مترًا، ويمكنها أيضًا حمل ذخائر “MAM-L”، وقنابل “مارك 82” التقليدية التي تعد أكبر من النوع الذي تحمله المقاتلات التركية، مثل “Mark 82″، وحتى طويلة المدى كصواريخ “كروز” تركية الصنع من طراز “Roketsan SOM”.
من المتوقع أن تصبح “Akinci”، “المركبة الجوية الرئيسة لتركيا للاستحواذ على أهداف المراقبة، والاستخبارات، ومهام التحكم في القيادة والاتصالات في العقد المقبل”.
ويضاف إلى “بيرقدار” طائرات مسيّرة عن بُعد رباعية المروحية، تصغرها حجمًا بكثير، ويمكن أن تكون قاتلة في الاستهداف القريب المدى.
كما تصنع شركة “Roketsan” للأسلحة التركية صاروخ “أرض- أرض” جديد بقياس 230mm.
وبرز اسم طائرتي “بيرقدار” و”أنكا- إس” في شباط وآذار الماضيين، عندما استخدمهما الجيش التركي ضد دبابات وآليات قوات النظام السوري في محافظة إدلب، حيث كبدته خسائر مادية وبشرية كبيرة، واستخدمت حينها رؤوسًا حربية متخصصة في اختراق الدروع من طراز “MAM-L”.
كما قلبت الطائرات المسيّرة التركية الصنع موازين القوى في ليبيا، في هجومها على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
الطائرة الانتحارية المتعددة الرؤوس
تصنف “كارجو-2” (Kargu-2) من عائلة الذخائر، إذ تمتاز بقدرتها على العمل ضمن سرب طائرات مكوّن من 20 طائرة مماثلة، ويبلغ وزنها 33 كيلوغرامًا، كما تحمل الطائرة أربع مراوح، وتعتمد أسلوب الانقضاض على الهدف والانفجار به.
هذه الطائرة المدمرة سيحصل الجيش التركي على 500 منها في المستقبل القريب، بحسب المجلة.
وتضيف “فوربس” أنه يمكن للعملاء استدعاء هذه الطائرات الصغيرة لاستخدامها في وقت آخر، في حال لم يتم تحديد هدف.
الميزة الأهم في “كارجو-2″، هي إمكانية تجهيزها بثلاثة أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، أحدها رأس حربي أساسي شديد الانفجار، ورأس حربي مشحون، ورأس حربي حراري، للهجمات ضد أهداف العدو في الأماكن المغلقة.
وقال المحلل العسكري جوزيف تريفيثيك، لموقع “The War Zone”، إنه “مع مزيج من خيارات الرؤوس الحربية المختلفة المتاحة حاليًا لـ(كارجو-2)، قد تكون مجموعة من الطائرات من دون طيار قادرة على تنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا أيضًا”.
ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات الانتحارية يمكنها العمل بشكل مستقل باستخدام خوارزميات الكمبيوتر، والبقاء في الجو لمدة 30 دقيقة، والوصول إلى سرعات تصل إلى 90 ميلًا في الساعة، مشيرًا إلى أنها ستمتلك أيضًا تقنية التعرف إلى الوجه، ما يجعلها فعالة في تحديد مواقع الأفراد المختارين وتحديدهم ثم اغتيالهم بشكل مستقل.
وكانت تركيا استهدفت، في عام 2018، أعضاء بارزين في حزب “العمال الكردستاني” باستخدام “كارجو-2″، حيث استهدفتهم في معاقلهم الجبلية بكردستان العراق.
“آلباجو”.. الطائرة الخفيفة
يمكن ضمها لعائلة الذخائر إلى جانب “كارجو-2″، وتتميز “آلباجو” (Alpagu) بهيكلها خفيف الوزن (أقل من كيلوغرامين)، وسرعة الانقضاض على الهدف وإلحاق أضرار كبيرة به، كما تتسم بانخفاض المقطع العرضي للرادار، وفق تقرير لوكالة “الأناضول”.
وتوقعت “فوربس” دخول “آلباجو” الخدمة في الجيش التركي مع نهاية العام الحالي، وتتوقع الشركة المصنعة لها بالفعل تطوير خلفاء أسرع بنطاقات أطول.
وتولي تركيا اهتمامًا كبيرًا في مجال صناعة الطائرات المسيّرة عن بُعد، إذ إنها “تزداد تعقيدًا وتشكل تهديدًا أكبر من أي وقت مضى لخصومها المختلفين”، وفق “فوربس”.
–