قرعة الفرص والمواجهات الكبرى
عروة قنواتي
سُحبت قبل أيام قرعة الدور الأول (المجموعات) لبطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2020- 2021، وسط غيابات استثنائية من نجوم ووفود الأندية الأوروبية الكبرى في العام الحالي بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وانطلاقة المواسم المحلية الأوروبية، ما جعل أمر الحضور غير وارد إلا للمرشحين والمنافسين على الجوائز الفردية.
قرعة شهدت في ميدانها إعلان روبرت ليفاندوفسكي نجم البايرن (رجل أوروبا) للموسم الحالي بعد تفوقه على زميله الحارس العملاق مانويل نوير والساحر كيفن دي بروين.
وعلى أنقاض موسم متقلّب بين ما قبل وما بعد “كورونا”، استحق ليفا فعلًا أن يكون أفضل لاعب في أوروبا، حاصدًا أغلى جوائز البافاري الفردية للموسم الحالي بعد اللقب الجماعي الأهم في منصة أبطال أوروبا.
كما كان للذكريات دور بارز في حفل القرعة السريع، فنال الإيفواري المخضرم ديديه دروجبا جائزة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على جهوده وتألقه في سنوات طوال على مستوى دوري أبطال أوروبا.
ما يهم الجميع تلك الليلة كانت قرعة دور المجموعات، مستوياتها التي أدخلت الخطورة والفرح والقلق في نفوس عشاق الأندية، التوقع لمجموعات نارية أو لخدمات تحصل عليها الأندية العملاقة (بعضها وليس الكل) في تموضعها على حركة المستويات (الأول، الثاني، الثالث).
وكما لم يكن متوقعًا جاءت القرعة في أغلبها وفي أكثر مجموعاتها متوازنة تتأرجح بين الحلاوة والقبول، ومواجهات شهيرة كما في السابق.
تكاد تكون مجموعة ريال مدريد وإنتر ميلان وغلادباخ من المجموعات القوية كما حال مجموعة سان جيرمان والمان يونايتد ولايبزغ.
وكما هو متوقع من ناحية المتعة أيضًا لمجموعة ليفربول وأياكس وأتلانتا، بينما جاء سيد النسخة السابقة البافاري مع أتلتيكو مدريد على شاطئ يتسع لمرور سلس نحو الدور المقبل، ومثلهما كانت مجموعة يوفنتوس وبرشلونة حيث المواجهة العائدة بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والأقرب لتأهل الفريقين دون عناء، بينما جاءت فرص تشيلسي مع إشبيلية كبيرة ومميزة في مجموعة أقل من الوسط، وكذا الحال مع المان سيتي الذي يقابل مارسيليا وبورتو في تجمع أولي واحد.
البارسا واليوفي في عدة وعتاد على مستوى الإدارة الفنية، وفي تقلبات المشهد على مستوى الأزمات بين خفيف ومتوسط وقوي، حكاية ثأر ومواجهة غابت بين الناديين بين بعض النجوم وبعض التعاقدات.
فالأغلبية يقرؤونها ميسي رونالدو، وبعضهم يحاكيها بيرلو وكومان من معترك الخطة الفنية، أيضًا هناك من يستمتع بتبادل اللاعبين ورؤية الأصدقاء في موقف الخصوم (بيانيتش إلى البارسا، ميلو إلى اليوفي) دي ليخت ودي يونغ أبناء المدرسة الهولندية.
نفس الحال تقريبًا في سيناريو ثأري بين باريس سان جيرمان والمان يونايتد، بين أحوال الفريقين المتبدلة فنيًا ومعنويًا وتكتيكيًا بعد آخر مواجهة بينهما قبل موسمين حين فاز الفرنسي ذهابًا ولامس بطاقة التأهل، ليقطع عليه الإنجليزي الطريق في الإياب، ويخطف البطاقة وسط حيرة المتابعين.
يقال في التكهنات إن البافاري سيكون على موعد مع اللقب مجددًا، وإن الريال والبارسا واليوفي في مراحل انتقالية، وإن شجاعة أتلانتا ولايبزغ وسان جيرمان غير كافية للظفر بالكأس، وإن فلسفة وتفاصيل ما يحدث مع سيتي غوارديولا وأتلتيكو سيميوني ستبقيهما على بعد خطوات من المنصة في الموسم الحالي أيضًا.
روايات وصور ومشاهد يتخيلها كل عاشق لكرة القدم الأوروبية، ويصوغ منها كل إعلامي وناقد ومتابع رؤية الموسم الجديد وحرب مجموعاته الأولية، ووسط موسم نصف استثنائي بـ30% من الجماهير، وخسائر فادحة في الخزينة الكروية الأوروبية، وحذر شديد ودعوات إلى السماء بألا تغلق الملاعب والمدرجات مجددًا، نقول جميعًا |أهلًا بالشامبيونز ليغ، أهلًا بصراع عمالقة أوروبا|.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :