ما أسباب تعثر المحادثات السودانية- الإسرائيلية
تعثرت المفاوضات السودانية- الإسرائيلية جزئيًا، نتيجة خشية المفاوضين السودانيين من الاعتراف السريع بإسرائيل، دون حزمة إغاثة اقتصادية كبيرة بما يكفي لتيسير الصفقة، حسبما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم، الخميس 1 من تشرين الأول.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سودانيين، طلبوا عدم الكشف عن اسمهم حرصًا على استمرار المحادثات بين البلدين برعاية الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، أن الإمارات وأمريكا وإسرائيل عرضوا أقل من مليار دولار على السودان.
كما أن معظم المبلغ المعروض على شكل ائتمان واستثمارات، وليس نقدًا بالعملة الصعبة الذي يحتاج إليه السودان، في ظل تراجع قيمة الجنيه السوداني وارتفاع نسبة التضخم في البلاد.
وكان المفاوضون السودانيون يريدون ضعف المبلغ المعروض في التفاوض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ورفضت وزارة الخارجية السودانية التعليق على المحادثات، كما رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على المحادثات للصحيفة.
ويتمتع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بصلاحية إزالة السودان من لائحة “الإرهاب”، وذلك قد يؤدي إلى الإفراج عن مليارات الدولارات من التمويل الدولي للسودان، دون موافقة الكونغرس الأمريكي، حسب الصحيفة.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح برهان، ألمح لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بقوله إن أمام السودان “فرصة لا تعوض” لحذف اسمه من قوائم الإرهاب الأمريكية.
وجاء حديث برهان خلال افتتاح مؤتمر اقتصادي بالعاصمة السودانية الخرطوم، في 26 من أيلول الماضي، واعتبر خلاله أنه “يجب اغتنام هذه الفرصة”، دون أن يذكر شروط الموافقة على حذف اسم السودان من القائمة.
وسبق أن زار برهان، في 20 من أيلول الماضي، دولة الإمارات العربية المتحدة، التي اتخذت خطوة مفاجئة بالتطبيع مع إسرائيل بشكل منفرد، في 13 من آب الماضي، قبل أن تلحقها البحرين.
بومبيو في أول رحلة مباشرة بين إسرائيل والسودان
وزار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، السودان، في 25 من آب الماضي، قادمًا من تل أبيب، في أول رحلة مباشرة من إسرائيل إلى السودان دون توقف، والتقى حينها رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) حينها، أن حمدوك أجرى مباحثات “مباشرة وشفافة” مع بومبيو، بشأن حذف اسم السودان من “قائمة الدول الراعية للإرهاب”، بينما أفادت وكالة “رويترز” أن زيارة بومبيو تشمل “مزيدًا من الدعم الأمريكي للحكومة المدنية، وتوطيد العلاقة بين السودان وإسرائيل”.
كما نقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي مرافق لبومبيو في زيارته، لم تذكر اسمه، “أنه من المحتمل كتابة المزيد في صفحات التاريخ”، وذلك ردًا على الانفراجة السياسية بين الخرطوم وواشنطن، ومدى ارتباطها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
إلا أن حمدوك، وفقًا لـ”رويترز”، طالب بالفصل بين حذف اسم بلاده من قائمة “الدول الراعية للإرهاب” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على اعتبار أن حكومته الانتقالية لا تملك تفويضًا لاتخاذ قرار بشأن التطبيع.
ورغم دبلوماسية حمدوك، يوجد خلاف واضح بشأن خطوة التطبيع مع إسرائيل بين القوى المدنية والقوى العسكرية في الحكومة الانتقالية.
إذ أكدت قوى “الحرية والتغيير“، إحدى أبرز القوى السياسية السودانية، رفضها التطبيع مع إسرائيل.
وقالت “القناة السابعة” الإسرائيلية، في 25 من أيلول الماضي، إن برهان سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أوغندا، وهو أمر لم يعلّق عليه برهان ولا الحكومة السودانية.
وسبق لبرهان أن التقى نتنياهو، في 3 من شباط الماضي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :