عودة معبر “نصيب”.. أمل للفلاحين وهاجس للمواطنين

  • 2020/09/30
  • 10:39 م

شاحنات تنقل بضائع تبدأ بالتحرك عبر معبر "نصيب جابر" 27 من أيلول 2020 (الإخبارية السورية)

ما إن أُعلن عن عودة افتتاح معبر “نصيب” أمام حركة الشحن حتى ارتفعت أسعار الخضار والفواكه في درعا بشكل ملحوظ، وأضاف هذا الارتفاع عبئًا ماليًا جديدًا يزيد من إرهاق ميزانية المواطنين.

وفي المقابل، استبشر المزارعون بمواسم جيدة بعد زيادة الطلب وتصريف منتجاتهم لدول الجوار.

وعادت حركة النقل بين معبري “نصيب” و”جابر” الحدوديين بين سوريا والأردن إلى العمل، في 27 من أيلول الحالي، بعد توقفه بسبب جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

فتح المعبر يرفع أسعار الخضار والفواكه في السوق المحلية

رصدت عنب بلدي ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضار في درعا، إذ ارتفع سعر الباذنجان من 200 إلى 350 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.

في حين ارتفع سعر كيلو البندورة من 300 إلى 450 ليرة سورية، وسعر الخيار من 400 إلى 500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وارتفع سعر كيلو البطاطا من 300 إلى 450 ليرة سورية.

ولم تكن السوق المحلية في سوريا قبل فتح المعابر تستوعب جميع كميات الإنتاج الزراعي، وأدى ذلك إلى كساد المنتجات الزراعية وبيعها بأسعار لا تتوافق مع رأس مال الإنتاج.

ويزيد التصدير من طلب التجار للسلع الزراعية، ولكن يدفع ضريبة هذا النشاط التجاري المواطن في درعا عبر شرائه سلعًا ومنتجات زراعية بضعف ما كانت عليه قبل عودة المعبر إلى العمل.

إيمان العمار ربة منزل تسكن في درعا، قالت لعنب بلدي إن أسعار الخضار والفواكه ارتفعت بعد إعلان عودة معبر “نصيب- جابر” إلى العمل، إذ ارتفعت أسعار الباذنجان والبندورة والبطاطا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفواكه.

وقال مواطن من درعا، تحفظ على ذكر اسمه، لعنب بلدي، إن المعبر يستفيد منه التجار والمزارعون، وينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد، لكن المواطن سيتأثر بقوت يومه ويُحرَم بشكل كامل من شراء الفواكه، بحسب تعبيره.

وطالب المواطن السلطات بـ”ضبط كميات التصدير بما يتناسب مع حاجة السوق المحلية، والحفاظ على أسعارها بشكل يناسب دخل المواطنين”.

ويعاني سكان محافظة درعا من صعوبة في تأمين دخلهم اليومي، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.

ووصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى 2240 اليوم، الأربعاء 30 من أيلول، حسب موقع “الليرة اليوم“.

وفي إحاطة الأمين العام لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مارك لوكوك، لمجلس الأمن، في 16 من أيلول الحالي، قال إن أسعار الغذاء في سوريا ما زالت بأعلى المعدلات المسجلة منذ عام 2011، رغم استقرار قيمة العملة المحلية خلال آب الماضي.

وأشار إلى أثر جائحة فيروس “كورونا”، فرغم أن أعداد حالات الإصابة المسجلة لم تتجاوز أربعة آلاف، وفق البيانات الحكومية، وهي لا تعكس الانتشار الحقيقي للمرض، زاد تفشي الجائحة من الضغوط الاقتصادية، مع تسببه بإغلاق مؤقت لـ45% من الأعمال، و15% بشكل كامل.

يسهم في تصريف المنتجات الزراعية

يساعد افتتاح معبر “نصيب” في تنشيط الطلب على المنتجات الزراعية وخاصة من محافظة درعا، كونها تشتهر بالمحاصيل الزراعية النوعية وقريبة من معبر “نصيب” الحدودي.

واستبشر مزارعو درعا بعودة معبر “نصيب” إلى العمل، وتوقعوا زيادة في أسعار المحاصيل من الفواكه والخضار.

وتوقع عدد من المزارعين زيادة الطلب على المنتجات الزراعية من فواكه وخضراوات، وارتفاع أسعارها بعد فتح المجال أمام تصديرها.

صفوان عبد الكريم يعمل في زراعة الرمان بريف درعا، توقع ارتفاع الأسعار للعام الحالي بعد عودة المعبر إلى العمل، وقال لعنب بلدي، “حاليًا سيبدأ التجار بالبحث عن المحاصيل ذات النوعية الجيدة لتصديرها”.

وقالت مديرة اتحاد شركات الشحن الدولي في سوريا، نجوى الشعار، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في 28 من أيلول الحالي، إن السعودية سمحت بعبور الشاحنات السورية عبر أراضي المملكة إلى دول الخليج.

ويمنَح السائق فيزا في معبر “الحديثة” على الحدود الأردنية- السعودية.

ولم يكن يسمح للشاحنات السورية بالدخول إلى السعودية، وإنما يجري إفراغ الحمولة في معبر “الحديثة”.

وفي تصريح لجريدة “تشرين” الحكومية، في 27 من أيلول الحالي، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا، قاسم مسالمة، إن إعادة افتتاح معبر “نصيب- جابر” الحدودي أمام حركة الشحن يسهم في “تنشيط الحركة التجارية بين سوريا ودول الجوار، ويساعد على تصريف فائض الإنتاج، وخاصة في القطاع الزراعي والصناعات الناتجة عنه”.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية