أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن تفاصيل ونتائج العملية العسكرية الروسية في سوريا والتحضيرات التي سبقتها، وذلك بمناسبة مرور خمس سنوات على التدخل العسكري الروسي في سوريا، الذي بدأ في 30 من أيلول 2015.
وقال شويغو، في مقال نشرته صحيفة “كراسنايا زفيزدا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية اليوم، الأربعاء 30 من أيلول، إن “العملية العسكرية الروسية في سوريا كانت ضرورية، وأسهمت في الحفاظ على الدولة السورية، وهزمت تنظيم (الدولة الإسلامية)”، وفقًا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأضاف أن 70% من الأراضي السورية كانت خارج سيطرة النظام قبل التدخل الروسي، وكانت قوات النظام تنسحب من مواقعها بينما تواصل فصائل المعارضة تقدمها في جميع الاتجاهات.
ورجّح التدخل الروسي كفة قوات النظام، وفقًا لشويغو، الذي أشار إلى أن النظام تمكن من استعادة السيطرة على 1024 قرية بفضل الإسناد الجوي الروسي، ونتيجة لذلك صارت 88% من مساحة سوريا تحت سيطرة النظام، على حد قوله.
وأشار إلى أن أكثر من 133 ألف “إرهابي” قُتلوا في سوريا منذ أن شنت روسيا عمليتها في البلاد، نتيجة للغارات الجوية وضربات صواريخ “كروز”، وكان من بين القتلى 4500 شخص من الاتحاد الروسي ودول رابطة الدول المستقلة، إضافة إلى 865 من قادة التنظيمات “الإرهابية”، بحسب وصفه.
وأكد أن طائرات القوات الجوية الروسية نفذت أكثر من 44 ألف طلعة جوية قتالية منذ بدء العملية، ودمرت 133 ألف منشأة “إرهابية”، بما في ذلك 400 مصفاة نفط “غير مشروعة” و4100 محطة للتزود بالوقود.
هذه الحملات كانت تُترجم بانتهاكات على الأرض، إذ وثق “الدفاع المدني السوري” مقتل 3966 مدنيًا في سوريا منهم نساء وأطفال، بين 30 من أيلول 2015 (بداية التدخل الروسي إلى جانب النظام) و20 من أيلول الحالي، على يد القوات الروسية، في تقرير أصدره، في 28 من أيلول الحالي، ذكر فيه نتائج التدخل الروسي إلى جانب النظام في سوريا.
وكشف شويغو عن تفاصيل التحضير للعملية العسكرية الروسية في سوريا، إذ شكلت القوات الروسية قوة عسكرية في قاعدة “حميميم” قبل بدء العملية “بشكل سري”، وضمت 50 طائرة حديثة ومحدّثة، منها 34 طائرة و16 مروحية.
كما نشرت القوات الروسية وحدات للتموين والإسناد المادي والتقني والحراسة وقوات العمليات الخاصة، وأرسلت مستشارين عسكريين روسيين إلى جميع أجهزة القيادة في صفوف قوات النظام السوري، بحسب شويغو.
وتحدث عن نقل عشرات القطع من المعدات ومئات العسكريين ومخزونات ملموسة من مختلف المواد لمسافة 2.5 ألف كيلومتر بشكل سريع، وذلك وسط إجراءات “غير مسبوقة” للتمويه، معتبرًا أن “هذه التشكيلة العسكرية التي تكونت بعيدًا عن الأراضي الروسية كانت مفاجئة لكثيرين”.
وفي 14 من كانون الثاني 2016، أجرت موسكو والنظام السوري عمليات جوية مشتركة، للمرة الأولى منذ بدء التدخل الروسي في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، حينها، أن طائرات النظام السوري “MIG-29″، وفرت غطاء جويًا لطائرات روسية من طراز “SU-25”.
واستمرت روسيا بدعم نظام الأسد سياسيًا بالتوازي مع الدعم العسكري، عبر 16 “فيتو” في مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها التصويت ضد تمديد التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود والضغط للاقتصار على معبر واحد.
وأدى التدخل الروسي إلى سيطرة النظام على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، والغوطة الشرقية وحمص ودرعا وعدة مناطق أخرى، وقضم منطقة “خفض التصعيد” في إدلب شمال غربي سوريا.
–