عروة قنواتي
رحلة جديدة لمدير فني كروي عتيق على ضفاف الكرة الإنجليزية، وضمن مسابقاتها الشاقة وطرقاتها شديدة الوعورة. رحلة وليست نزهة!
والرحلة تعني أن الأسماء ترتفع وتندثر بين نتائج ومنصات الموسم في إنجلترا، وهذا ما يعلمه المخضرم كارلو أنشيلوتي جيدًا، الرحلة في إيفرتون لمواجهة الأندية، فهل يتحداهم أنشيلوتي هذه المرة؟
موسم جديد وجيد النتائج في جولاته الثلاث الأولى للسيد أنشيلوتي برفقة نادي إيفرتون، بعدد من اللاعبين المميزين ضمن التشكيل الرسمي يبدو أنه يراهن ويتحدى، وهذه الميزة تتوفر في كارلو حتى لو فشل في الرحلة كما حدث معه منذ سنوات في إيطاليا نابولي وألمانيا البافاري، إلا أن تاريخًا حافلًا في مسيرته يزين كرة القدم بالإنجازات وبزيارات متكررة إلى منصات أوروبا الكبرى وأعلى المنصات المحلية في إيطاليا (في أثناء تدريبه الميلان)، وفي إسبانيا (تألق ريال مدريد).
أنشيلوتي وصل إلى إيفرتون في منتصف رحلة الموسم الماضي، وتحديدًا قبل نهاية عام 2019، بغية نقل الفريق إلى مسابقة أوروبية طالت حكاية الوصول إليها، فأنهى ما تبقى من الموسم الماضي في المركز الـ12 ضمن البريميرليغ، وسط جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) التي أوقفت الحياة في العالم لعدة أشهر.
إيفرتون اعتاد أن ينهي مواسمه الأخيرة على سلم الترتيب بين المركزين السابع والثامن، وبين منافس كيفما اتفق وخالط للأوراق… ما علينا.
كارلو أنشيلوتي كان هدف الإدارة الرياضية في النادي الإنجليزي بعد خروجه من نادي نابولي بعدة أيام، وبثقة تاريخه وإنجازاته تلقى الترحيب والاحترام والإشادة، بادلهم أنشيلوتي نفس التحية والاحترام والجاهزية، وتبقى أن يتبادل المنافسة والندية مع الأندية الإنجليزية التي تسيطر على معركة الصدارة والوصافة والبطاقات المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية.
درب أنشيلوتي نادي ميلان لثماني سنوات حتى عام 2009، وفاز معه بلقب الدوري الإيطالي موسم 2003- 2004 ودوري أبطال أوروبا مرتين، قبل أن ينتقل إلى تشيلسي عام 2009 وحاز معه على لقب الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي، وفي عام 2011 غادر أنشيلوتي نادي تشيلسي ودرب نادي باريس سان جيرمان، واستطاع معه حمل لقب الدوري الفرنسي بعد 19 عامًا.
وفي موسم 2014، انتقل أنشيلوتي إلى ريال مدريد، وحقق معه اللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، ومن ثم توقف عن زيارة منصات التتويج ليخوض تجارب تراوحت في تفاصيلها بين الإقالة والحظ العاثر، حتى وصل إلى غويدسون بارك معقل إيفرتون الشهير.
يعلم أنشيلوتي تمامًا بأن مواجهة كلوب وغوارديولا ولامبارد وسولشاير لن تكون سهلة، كما أن انتصارًا افتتاحيًا على توتنهام مورينيو في بداية الموسم لا يحمل أكثر من النتيجة الرقمية الخاصة بالمباراة مع نقاطها على سلم الترتيب، وحالة معنوية طيبة، ولا يحمل الانتصار مؤشرًا عظيمًا مسبقًا عن نية الوجود بين الفرق المهمة على سلم الترتيب.
حاول ويحاول المدرب تدعيم الفريق بعدد من اللاعبين المهمين لخدمة رؤيته ومسيرته الصعبة، كما أنه يدرك أن عملًا شاقًا ومتعبًا ينتظره لمحاولة الظفر ببطاقة أوروبية على مستوى كأس الاتحاد، فما بالكم ببطاقة دوري الأبطال، وصولًا إلى منصة الشرف في البريميرليغ، المنصة التي زارها إيفرتون آخر مرة في العام 1987، وأقفل يومها على اللقب التاسع في رصيده، وغاب عن التتويج، بينما كانت آخر مرة تلامس بها أيادي أبناء إيفرتون كأس الاتحاد الإنجليزي في العام 1994.
أنشيلوتي يبدو بأنه يستمتع بالتجربة الجديدة وتحضر لها بما يلزم، فهل يتحداهم في البطولات المحلية كيفما كان نوعها؟ وهل يستطيع كتابة مجد جديد برفقة إيفرتون؟ هل يعود إلى دوري الأبطال في العام المقبل اسمًا ورقمًا صعبًا كما عرفته كرة القدم في أغلب أيام العز؟