عنب بلدي – خولة حفظي
مع بدء العام الدراسي في سوريا وتحديدًا في الشمال السوري وسط انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، صارت مسؤولية حماية الطلاب من الإصابة بالفيروس مزدوجة يتقاسمها ذوو الطلاب وإدارة المدرسة، من ناحية تأمين سبل الوقاية من الإصابة بالفيروس وانتشار المرض، وبالتالي إيقاف التعليم الفيزيائي والعودة للتعليم عن بُعد.
التربية تستنفر
مدير المكتب الإعلامي لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، مصطفى الحاج علي، أوضح لعنب بلدي الإجراءات التي اتخذتها المديرية لعودة الطلاب، بناء على اجتماع عقدته المديرية مع مديري المدارس والموجهين وموظفي التربية لمناقشة الخطط التي وُضعت للعام الدراسي الجديد.
وينحصر الدوام بموجب الإجراءات بخيارين، بحسب مصطفى الحاج علي، إما أن يقسم الطلاب في الصف الدراسي الواحد إلى زمرتين، بتوزيع صباحي ومسائي، وإما اللجوء إلى نظام زمرتين كل زمرة تحضر لثلاثة أيام.
وسيوزع طالب واحد في المقعد، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الاستراحات والمشاركة في الدروس ودخولهم إلى الصف، والاجتماع الصباحي.
تعقيم مدارس إدلب كإجراء وقائي
ومنذ 22 من أيلول الحالي، تواصل فرق “الدفاع المدني” في إدلب تعقيم وتنظيف المدارس، كما عقّمت المقاعد والصفوف المدرسية وكل الأسطح التي قد يلمسها الطلاب.
وتحدث عضو المكتب الإعلامي في مديرية “الدفاع المدني” بإدلب، فراس الخليفة، لعنب بلدي عن حملة التعقيم، وأنها تجري بالتنسيق مع مديرية التربية ليتكامل العمل، مشيرًا إلى أن بعض المدارس عُقّمت أكثر من مرة للحفاظ على سلامة الطلاب.
منظمات تؤمّن كمامات مجانية
أوضح مدير المكتب الإعلامي لمديرية التربية والتعليم في مدينة إدلب، مصطفى الحاج علي، أن مهمة تأمين وسائل الوقاية من الفيروس من كمامات ووسائل حماية شخصية ومعقمات هي مسؤولية المنظمات العاملة في الشمال السوري، موضحًا أنه من غير المطلوب من الأهالي شراء الكمامات لأبنائهم.
وأضاف الحاج علي أن المياه ستتوفر في المدارس لتعزيز النظافة الشخصية، وتلافي خطر الإصابة بالفيروس.
غياب العملية التعليمية عن مخيمات الريف
تغيب العملية التعليمية عن عشرات المخيمات في ريف إدلب، ما يدفع بمعلمين لجمع الطلاب وتدريسهم تطوعًا.
وبدأ عدة معلمين، منذ أواخر آب الماضي، بتدريس أطفال في المخيمات عبر جمعهم في خيمة دون تنسيق مع أي جهة.
وقال المعلم محمد مدحت العموري، لعنب بلدي، إنه مع عدد من المعلمين المتطوعين جمعوا عشرات الطلاب النازحين في مخيم “الكسيبية”، وبدؤوا منذ 1 من أيلول الحالي بإعطائهم دروسًا دون التنسيق مع أي جهة رسمية.
باسم هيثم المحيميد معلم في مخيم “تل الطوقان”، أوضح في حديث سابق لعنب بلدي أن المعلمين بدؤوا عامًا دراسيًا مع طلاب نازحين، كونهم بعيدين عن المناطق المنظمة التي تحوي مدارس، مشيرًا إلى صعوبات تواجههم على صعيد التجيهزات الصفية والقرطاسية.
انطلاق العام الدراسي في إدلب
قررت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، افتتاح المدارس، في 26 من أيلول الحالي.
وقالت المديرية في تعميم لها، إن المدارس ستفتح وسيستقبل الطلاب من جميع المراحل في مديرية التربية والتعليم بإدلب، وسيعاد التعليم الفيزيائي إليها.
وأوضح مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، في حديث لعنب بلدي، أن المجمع يحاول تأمين أكبر عدد من القاعات الصفية والمقاعد لاستيعاب الطلاب مع بداية العام الدراسي.
وتعرّف مديرية التربية والتعليم في مناطق سيطرة المعارضة عن نفسها بأنها هيئة مستقلة ولا تتبع لأي جهة، وذلك عبر بيان تصدره كل عام للتأكيد على استقلاليتها، حسب حديث مدير دائرة الإعلام في مديرية تربية إدلب، مصطفى الحاج علي، لعنب بلدي.
الأهالي يفضلون التعليم الفيزيائي
باسم محمد الرزوق، أب لطالبين يروي معاناته مع التعليم عن بُعد، وقال، “حماية ابنيّ تمنعني من إرسالهما إلى المدارس، لكن مع غياب التنسيق بين التربية والمعلمين وأولياء الأمور، يعد إرسال الطلاب إلى المدارس وتعليمهم بشكل فيزيائي أفضل من التعليم عن بُعد”.
وواجه الطلاب والأهالي كثيرًا من المشاكل في التعليم عن بُعد، تمثلت بضعف الإنترنت وغياب الأجهزة التكنولوجية الحديثة.
وبرزت حاجة المعلمين إلى تلقي التدريب اللازم لتقديم التعليم، ويضاف إليها غياب العوامل المساعدة في إدلب، كالإنترنت والكهرباء والبنى التحتية التي تسهم في إيجاد منصات ومواقع تعليمية
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير مجمّع إدلب، عبد الله العبسي، إن التحديات كثيرة لدى المعلم والمتلقي، مضيفًا أن أغلبها تقني يتعلق باستخدام الأجهزة والإنترنت وتوفرهما وتكلفتهما.
وبحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن نصف المدارس في إدلب مدمرة، أو متضررة، أو تُستخدم لإيواء النازحين داخليًا.
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن أكثر من 300 ألف طفل متأثرون في المحافظة.
وكان ملايين الأطفال في سوريا خارج المدرسة أو في خطر التسرب، مع دخول العام العاشر من الصراع.
وأدى تعليق الفصول الدراسية منتصف آذار الماضي، كإجراء وقائي، إلى مزيد من عدم اليقين لملايين الأطفال الآخرين.
وسجل الشمال السوري 771 إصابة بالفيروس و369 حالة شفاء، بينما وصل عدد الوفيات إلى ست حالات حتى تاريخ إعداد التقرير، بحسب “وحدة تنسيق الدعم” العاملة في الشمال السوري.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب يوسف غريبي