“صباح الخير يا أحبة”.. سيرة ناقصة برسائل حب إلى الماضي
“أردتُ أن أقول لأحبائي صباح الخير”، تلخص هذه العبارة للكاتب والمخرج السوري دلير يوسف، كتابه الجديد الصادر عن دار “موزاييك للدراسات والنشر” في أيلول الحالي.
عنوَن دلير كتابه بعنوان فرعي “سيرة ناقصة”، وهي سيرته الشخصية المكتوبة بلغة بسيطة ومباشرة، لا تحمل تعقيدات لغوية، وقادرة على الوصول إلى مختلف الشرائح الثقافية في المجتمع، وفيها روى دلير مشاعره تجاه عدد من الشخصيات التي تركت أثرًا في حياته، على رأسها أخوه الراحل “نوار”، وجده وجدته والكاتب سليم بركات، وهي علاقات وشخصيات تشبه المجتمع السوري وتركيبته الاجتماعية، والمصاعب التي عانى منها لعقود.
وعن انطلاق الكتاب من القصص الشخصية للكاتب، قال دلير يوسف لعنب بلدي، إنه شرح من خلال كتابه كيف يرى العالم بداخله.
وأضاف، “لا أستطيع (حتى الآن) أن أكتب عن أشياء لم أختبرها ولم أعرفها ولم أشاهدها. من هنا أنطلق في الكتابة، أكتب في أمور مختلفة لكن الأساس الذي أبني عليه هو الواقع الذي أعرفه، وهذا ما يسمونه التجارب الشخصيّة، أليس كذلك؟”.
ويحمل الكتاب توصيفًا للمجتمع السوري، فجدّة دلير تشبه إلى حد بعيد كل الجدات السوريات على اختلاف أعراقهن وديانتهن، وهذا لا ينفي حملها لخصوصية شخصيتها التي تشكلت من خلال عشرات الحوادث التي عاشتها، والأمر نفسه ينطبق على الجد والحبيبة.
ومن كل الرسائل والحكايات التي نشرها دلير في كتابه الجديد، تميزت حكايتان بخصوصية عاطفية عالية، وكأن الكاتب أراد تفريغ ما بجعبته لأصدقائه في جلسة ما، وبالتالي يحمل الكتاب أيضًا خصوصية عاطفية للقارئ السوري.
الحكاية الأولى هي قصة شقيقه نوار، الذي توفي نتيجة حادث سير، أما الثانية فهي رسالتان إلى صديقه المعتقل في سجون النظام السوري، والذي لا يعرف دلير مصيره حتى الآن.
وعن اختياره لعنوان الكتاب، قال دلير لعنب بلدي إن “سيرة ناقصة كان عنوانًا فرعيًا للكتاب، لأنّني أحسستُ وأنا أكتب عن تلك الأماكن وأولئك الأشخاص بأنّني أكتب جزءًا من سيرتي، لأنّني أعتقد بأنّ سيرة المرء هي تقاطعات من سير وحكايات وتواريخ أشخاص وأماكن مرت في حياته، لذلك وصفتُ أولئك الأشخاص وتلك الأماكن في عنوان الكتاب بالأحبّة. أردتُ أن أقول لهم في هذا الكتاب: صباح الخير”.
يستطيع الكتاب الوصول إلى ذاكرة السوريين المتشابهة من خلال قصص وحكايات شخصية قابلتهم في حياتهم في سوريا على مدى سنوات، وهي حكايات لا تزال حية في ذاكرة الآلاف منهم.
ويعد كتاب “صباح الخير يا أحبة” ثاني الكتب لدلير يوسف، بعد كتابه الأول “حكايات سورية” الذي نُشر في عام 2014.
وعن الفارق بين التجربتين، قال الكاتب إن التجربة تختلف بمقدار اختلاف شخصيته، فالكتاب الأول يشبه دلير قبل ست سنوات، بينما كتابه الجديد يشبهه اليوم، موضحًا، “كتابي الثاني لا يشبه أناي القديمة، بينما كتابي الأول يحمل كثيرًا من أناي الحالية رغم أنّ كثيرًا مما فيه لم يعد يشبهني”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :