فيلم “رسائل”.. عن لحظات الاندماج والذاكرة
لا يبتعد فيلم “رسائل” للمخرج السوري غطفان غنوم عن اسمه، إذ يتضمن الفيلم رسائل للاجئ سوري وصل إلى أوروبا.
يمتلئ الفيلم باللقطات الجمالية في أوروبا، باعتبارها الصورة الخارجية للقارة العجوز، لكن المضمون مختلف كليًا بالنسبة للسوريين الواصلين إليها.
ويلخص رسالته بالجملة التي قيلت على لسان بطلي الفيلم الأخوين ملص، “أوروبا أنا بحبك كتير وبعرف إنك ما بتحبيني، رح دورلك على حبيبك”، إذ يحمل الفيلم انتقادًا مباشرًا لأوروبا والمصاعب التي يواجهها اللاجئون هناك.
عبّر الفيلم عن رفض القارة العجوز للسوريين، والرفض هنا ليس رفضًا روتينيًا يتعلق بقبول الأوراق والحصول على الإقامة الدائمة، إنما يتعلق الأمر بالاندماج والرفض المجتمعي والعنصرية بشكل مباشر.
في الفيلم الذي تبلغ مدته 13 دقيقة تقريبًا هناك نوعان من السوريين، الأول هو الباحث عن الجمال عبر عدسة الكاميرا، يلاحق السهول والمحلات والحجر والشجر وحتى الغيوم، والثاني هو ذاك السوري الذي لم ولن ينسى ما حصل في سوريا، ولعل هذه الفكرة يلخصها غطفان عبر مشهد طويل لمعركة في أحد الأحياء السورية.
حاول الفيلم تحقيق معادلة هي الهرب من المباشرة في طرح أفكاره مع الحرص على وصولها إلى المتلقي بشكل سلس، وخلق لغة سينمائية عبر طريقة سرد غير معتادة، رغم أن الفيلم حقق معادلة السيناريو السينمائي الأساسية (بداية، وسط، نهاية)، وفي وسط هذه المعادلة حاول إيصال رسائله عبر رموزه.
ربما يكون الفيلم ليس من النوع الذي يحبه الجمهور، رغم امتلائه بالعواطف، فأسلوب سرده مختلف عن الأفلام السورية التي حاولت شرح معاناة اللاجئين، فلا موسيقى حزينة ولا مكان في مشاهده للنواح، هناك نوع من البوح العاطفي الذي يحمله كل سوري في داخله تجاه البلاد البعيدة المدمرة.
وحصل الفيلم على تنويه خاص في مهرجان “الفيلم العربي” بالسويد، في أيلول الحالي.
وعن أهمية الجائزة قال الأخوان أحمد ومحمد ملص، في إجابة عن سؤال عنب بلدي، إن الجوائز تمنح حافزًا لصانعيها، لكن الأهم أنها تعد إعلانًا للفيلم يدفع الناس لمشاهدته، لذا هناك كثير من الأفلام الجيدة جدًا لكنها تظلم مع عدم نيلها الجوائز.
وفي النهاية تتبع الجوائز لآراء لجان التحكيم، بحسب الأخوين، ولكن بلا شك فإن الحصول على الجائزة مهم لتبقى في مسيرة الممثل الفنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :