قال الرئيس اللبناني، ميشيل عون، إن “لبنان ذاهب إلى الجحيم في حال لم تشكل الحكومة”.
وجاءت تصريحات ضمن مؤتمر صحفي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الاثنين 21 من أيلول، للحديث عن تشكيل الحكومة اللبنانية والمبادرة الفرنسية.
وأشار الرئيس اللبناني بشكل غير مباشر، إلى أن تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة يعود إلى أن “كتلة التنمية للتحرير” و”كتلة الوفاء للمقاومة” (كتلتي حركة أمل وحزب الله في البرلمان)، تصرّان على الحصول على حقيبة وزارة المالية.
وأضاف عون، “لا ينص الدستور على تخصيص أي وزارة لأي طائفة من الطوائف”.
لكن عون عاد ليدافع عن الكتلتين، وقال في المؤتمر الصحفي إنه “لا يجوز استبعاد الكتل النيابية عن تسمية الوزراء، لأنها من سيمنح الثقة في النهاية”.
التصريح الأبرز لعون هو قوله صراحةً أن لبنان “ذاهب إلى الجحيم في حال لم تشكل الحكومة”، خاصةً مع التهديدات الفرنسية بمنع المساعدات عن لبنان الذي يعيش أزمةً اقتصادية وسياسية خانقة هي الأضخم منذ نهاية الحرب الأهلية مطلع تسعينات القرن العشرين.
كما هاجم عون فرنسا بشكل مبطن، وقال إن لبنان هو من يشكل الحكومة وليس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي يلعب دورًا بارزًا في العملية السياسية الحالية.
ويأتي تعثر تشكيل الحكومة الجديدة، بعد نحو شهر على انفجار مرفأ بيروت، واستمرار تراجع قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار والتي وصلت إلى سبعة آلاف ليرة لبنانية مقابل واحد دولار في السوق السوداء.
وأسفر الانفجار عن مقتل 191 شخصًا على الأقل، وإصابة خمسة آلاف، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية، فضلًا عن تشريد آلاف آخرين.
وتظاهر آلاف اللبنانيين في شوارع العاصمة، على خلفية الانفجار، وأطلقوا هتافات حادة ضد رئيس الجمهورية، ميشال عون، وصهره وزير الخارجية السابق، جبران باسيل، ورئيس الوزراء الحالي، حسان دياب.
وطالب المتظاهرون برحيل الطبقة السياسية الحاكمة، وعلّقوا المشانق في الساحات بشكل رمزي لتأكيد مطالبهم بالمحاسبة، كما حاولوا اقتحام مبنى البرلمان اللبناني قبل أن تمنعهم قوى الأمن وتطلق عليهم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون زار بيروت بعد ثلاثة أيام من الانفجار، وقال إنه سيتولى تنسيق الدعم الأوروبي للبنان، بشرط وضع حد للفساد والبدء بإصلاحات في البلاد.
وفي 9 من آب الحالي، عُقد مؤتمر “دعم بيروت والشعب اللبناني”، عبر دائرة تلفزيونية، بحضور عدد من زعماء الدول، أبرزهم الرئيس الفرنسي، الذي دعا للمؤتمر، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعدد من قادة الدول العربية.
ثم اتفقت الأطراف السياسية على تسمية سفير لبنان في ألمانيا، مصطفى أديب، نهاية شهر آب الماضي، ولم ينجح حتى اليوم في تشكيل الحكومة الجديدة.