أصدر الكاتب المصري أحمد مراد، في العام الحالي، روايته الجديدة التي حملت عنوان “لوكندة بير الوطاويط” وهو عنوان باللهجة العامية المصرية، يعني “فندق بئر الخفافيش” باللغة العربية الفصحى.
لم يخرج مراد من إطار الروايات الفانتازية التي اعتاد تقديمها لجمهوره في السنوات الأخيرة، إذ سبقت “بير الوطاويط” روايات أخرى حققت رواجًا واسعًا، كروايتي “أرض الإله” و”الفيل الأزرق” وغيرهما.
تدور أحداث الرواية حول “سليمان السيوفي”، مصوّر الموتى في العاصمة المصرية القاهرة في القرن الـ18، وهو أيضًا يملك خبرة تؤهله لكشف أسباب الموت لدى الضحية، ودوّن يومياته التي عُثر عليها في أثناء ترميم الفندق في عام 2019.
تستدعي إحدى الشخصيات المتنفذة “سليمان” لتصوير جثة أحد أفراد الطبقة المخملية، لتتبع ذلك عدة جرائم أخرى ارتكبت بطريقة بشعة وبخطة مدروسة ودقيقة.
منذ اللحظات الأولى يعرّف أحمد مراد عن بطل الرواية وعلى لسانه باعتباره مريضًا نفسيًا، وعلى الرغم من أن الجملة لم ترد بشكل صريح على لسانه، فإن العبارات التي يرددها وأفكاره التي يؤمن بها، لا تدفع القارئ إلا للإيمان بهذا الأمر.
يلعب مراد على خياله الخصب من خلال الشخصيات الخيالية التي تضمنتها الرواية المؤلفة من 258 صفحة، والصادرة عن دار “الشروق” للنشر، حتى لو تجاوز التاريخ، وتصور أن أشخاصًا آخرين هم من ضحوا في سبيل حرية مصر، وهو أمر يمرّ باعتبار أن الأحداث متخيَّلة أصلًا، ولا يمكن أن تجد في الحياة الحقيقية شخصيات تشبهها.
وفي أثناء الأحداث، يلتقي “السيوفي” بسجين عمره اقترب من 100 عام، يروي له كيف قتل الجنرال الفرنسي كليبر، وأن سليمان الحلبي (القاتل الحقيقي) كان موجودًا بالمصادفة لا أكثر.
الدائرة التائهة التي تدور فيها الرواية التي حاولت الخروج من عباءة روايات الجريمة المعتادة، تكمن في نقص التفاصيل، تفاصيل الأحداث التي تبدو غير مقنعة أحيانًا، وتفاصيل الشخصيات أيضًا.
حصلت الرواية على تقييم 2.4 عبر موقع “Goodreads” المختص بتقييم الكتب.
ويعد أحمد مراد من أبرز الروائيين المصريين في السنوات الماضية، وحققت رواياته نجاحات واسعة.
ولد مراد في عام 1978، وتخرج من المعهد العالي للسينما في مصر، قسم التصوير السينمائي في عام 2001.
ونشر مراد أولى رواياته في عام 2007، وحملت اسم “فيرتيجو” عن دار “ميريت”.