يعود الطلاب والتلاميذ في شهر أيلول من كل عام بمختلف دول العالم إلى مدارسهم وجامعاتهم، لبدء عام دراسي جديد، لكن تعدد الجهات المسيطرة والحكومات العاملة في سوريا، والجهات الداعمة لها، خلق عدة مواعيد لبدء العام الدراسي في العام الحالي، الذي يأتي وسط تحديات بعضها قديم وأخرى مستجدة.
ومن أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية في العام الحالي، ولا سيما في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، قلة عدد المدارس وضعف تجهيزاتها، وعدم وجود دعم كافٍ لتغطية رواتب المعلمين، بالإضافة إلى تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وفي حين بدأ العام الدراسي في مناطق سيطرة النظام السوري، في 13 من أيلول الحالي، وسط انتقادات بسبب تفشي “كورونا”، وهو نفس تاريخ بدء دوام المدارس في مدينة الباب بريف حلب، التي تخضع لسيطرة المعارضة، لفئات “الروضة” والصف الأول والثاني وسط إجراءات وقائية من فيروس “كورونا”، على أن تبدأ الفئات الأخرى داومها في 20 من الشهر نفسه.
بينما لا تزال التجهيزات لبدء العام الدراسي في محافظة إدلب جارية، بما في ذلك الاستعدادات الخاصة بالوقاية من فيروس “كورونا”، حسبما أوضح مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن المجمع يحاول تأمين أكبر عدد من القاعات الصفية والمقاعد لاستيعاب الطلاب وبدء العام الدراسي في 26 من أيلول الحالي.
وفي ريف حلب الشمالي، ذكر مدير المكتب الإعلامي لمديرية التربية والتعليم، أن مديرية التربية بحلب ومجلس إدارة المديرية يجهزان الخطط للعام الدراسي الجديد، ليبدأ في 26 من أيلول الحالي.
وأوضح أن هذا التجهيز يشمل بحث زيادة عدد الإصابات بفيروس “كورونا” ومن المقرر أن يبدأ العام الدراسي في 26 أيلول.
وفي ريف اللاذقية، قررت مديرية التربية والتعليم في اللاذقية بدء العام الدراسي في 19 من أيلول الحالي.
وقال معاون مدير تربية اللاذقية، لقمان أوسي، لعنب بلدي، إن الدوام الإداري يبدأ أولًا ثم يبدأ الطلاب دوامهم في 26 من أيلول الحالي، موضحًا أن المديرية نسقت مع “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء) في المنطقة من أجل تعقيم وتنظيف المدارس قبل بدء الدوام الفعلي.
وتغيب العملية التعليمية عن عشرات المخيمات في ريف إدلب، ما يدفع بمعلمين لجمع الطلاب وتدريسهم تطوعًا، إذ بدأ عدة معلمين خلال أيلول الحالي وأواخر آب الماضي، دون تنسيق مع أي جهة، بتدريس أطفال في المخيمات عبر جمعهم في خيمة واحدة.
وقال المعلم محمد مدحت العموري لعنب بلدي، إنه وعدد من المعلمين المتطوعين جمعوا عشرات الطلاب النازحين في مخيم الكسيبية، وبدؤوا منذ 1 من أيلول الحالي إعطاءهم دروسًا دون التنسيق مع أي جهة رسمية.
باسم هيثم المحيميد معلم في مخيم “تل الطوقان”، أوضح لعنب بلدي أيضًا أن المعلمين بدؤوا عامًا دراسيًا مع طلاب نازحين، كونهم بعيدين عن المناطق المنظمة التي تحوي مدارس، مشيرًا إلى صعوبات تواجههم على صعيد التجيهزات الصفية والقرطاسية.
أما في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، فيبدأ العام الدراسي في 4 من تشرين الأول المقبل، بعد أن كان مقررًا في 13 من أيلول الحالي، قبل أن يتأجل بسبب فيروس “كورونا”.
منظمات داعمة وصراع للبقاء
تدعم عدة منظمات عاملة في شمال غربي سوريا العملية التعليمية، من تجهيزات ورواتب للمعلمين، ويتعلق بدء التعليم في بعض المخيمات بالدعم الذي يغطي هذه العملية، من أبرزها جمعية “عطاء” ومنظمة “بنفسج”.
المسؤول التعليمي في جمعية “عطاء للإغاثة الانسانية”، ماجد الراغب، أوضح لعنب بلدي أن الجمعية تنسق مع الجهات المسؤولة لتغطية تعليم 12 ألف طالب عن بُعد.
فؤاد سيد عيسى عضو في منظمة “بنفسج”، قال لعنب بلدي، إن العام الدراسي الجديد يبدأ في المناطق التي تدعمها المنظمة بإدلب في 26 من أيلول الحالي، وفي 21 من الشهر نفسه في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
بينما يبدأ العام الدراسي وسط صعوبات في شمال غربي سوريا، تصارع “مديرية تربية حماة الحرة” التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة” للبقاء، بسبب نقص الدعم، إذ يقول مديرها، أحمد هكوش، لعنب بلدي، إن مناقشات إحداث مدارس لأبناء حماة في المخيمات ما زالت مستمرة، معبرًا عن خشيته من عدم استمرار المديرية بعملها، وسط الصعوبات التي تواجهها.
–