بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، استهدف الطيران الحربي سوق دوما، الأحد 16 آب، ما أسفر عن أكثر من 100 ضحية.
ووثقت تنسيقية مدينة دوما 60 اسمًا لضحايا مدنيين سقطوا في المجزرة، مؤكدةً أن الأهالي ما زالوا يحاولون التعرف على باقي الجثث، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “المعلومات الأولية تفيد أن غالبية القتلى من المدنيين”، موضحًا أن “الناس تجمعت بعد الضربة الأولى من أجل إجلاء الجرحى ثم توالت الضربات”.
وأظهرت تسجيلات مصورة بثها ناشطو المدينة حالة الهلع بين السكان ومحاولات انتشال الجثث ونقلها إلى المشافي الميدانية، بعد استهداف المنطقة بـ 6 صواريخ موجهة، وفق مدير مكتب الهيئة السورية للإعلام في دمشق، ياسر الدوماني.
وقال المكتب الطبي الموحد في دوما إن نقطة الإسعاف استقبلت أكثر من 200 جريح معظمهم في حالات خطرة تستوجب القيام بعمل جراحي وقبولًا في العناية المشددة، مشيرًا إلى أن الكادر الطبي استنفذ طاقاته وموارده بسبب كثرة الإصابات.
وكان 20 مدنيًا على الأقل سقطوا الأربعاء جراء استهداف سوق شعبي وسط دوما بأربع غارات جوية، وفق تنسيقية المدينة، ما اعتبره الائتلاف الوطني السوري “سياسة متعمدة” هدفها إسقاط أكبر قدرٍ من الضحايا المدنيين على وجه الخصوص، مستدلًا بتوقيت الغارت عند اكتظاظ الشوارع والأسواق.
وأضاف الائتلاف في بيان صحفي صادر عنه، الأحد 16 آب، أن الاستهداف يأتي ضمن “سلسلة مجازر دموية” في غوطة دمشق وإدلب أودت بحياة 450 مدنيًا على الأقل خلال أسبوع، أغلبهم أطفال ونساء.
وتأتي الهجمات بعد سيطرة فصائل المعارضة في الغوطة، السبت 15 آب، على مواقع تابعة لقوات الأسد شمال شرقي دمشق، ضمن عمليات أطلقتها تحت مسمى “معركة نصرة الزبداني”.
وأوضح المكتب الإعلامي لجيش الإسلام، الذي يشارك في المعركة إلى جانب الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجبهة النصرة وفيلق الرحمن، أن المقاتلين سيطروا على المعهد الفني التابع لإدارة المركبات قرب حرستا، في معركة تهدف للسيطرة على الإدارة.
وتقع إدارة المركبات على مقربة من مدينة حرستا شمال شرق دمشق، وشهدت عدة معارك خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتفاوتًا في السيطرة بين فصائل المعارضة وقوات الأسد، قبل أن تحكم الأخيرة قبضتها عليها بشكل كامل منذ نحو عام.
وتعيش الغوطة الشرقية الذكرى السنوية الثانية لمجزرة الكيماوي، التي حدثت في 21 آب 2013 وراح ضحيتها نحو 1400 مدني معظمهم من الأطفال، وسط اتهامات مباشرة للأسد بالمسؤولية عنها وتهديدٍ من الولايات المتحدة بشن هجمات ضد قواته، ما اضطره لتسليم مخزونه من الأسلحة الكيماوية بعد اتفاقٍ بين واشنطن وموسكو.