تعرضت القوات التركية والروسية منذ تموز الماضي لهجمات عدة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، تبنتها مجموعتا “كتائب خط الشيشاني” و”سرية أنصار أبي بكر الصديق” اللتين لم تكونا معروفتين قبل هذا التاريخ.
وتبنت “كتائب خطاب الشيشاني” استهداف الدوريات المشتركة الروسية- التركية على طريق حلب- اللاذقية (M4) ثلاث مرات.
الأولى في 14 من تموز الماضي، إذ استهدفت سيارة مفخخة دورية مشتركة تركية- روسية على “M4″، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود روس، وكان الظهور الأول لـ”الكتائب”.
وفي 17 من آب الماضي، تبنت “كتائب خطاب الشيشاني” استهداف عربة ضمن الرتل بقذيفة “آر بي جي”، وكانت أول دورية تسير بالاتجاه المعاكس لاتجاه الدوريات (من قرية عين حور بريف إدلب الجنوبي الغربي إلى قرية الترنبة بريف إدلب الشرقي).
وكان التبني الأخير للكتائب بعد ثمانية أيام، في 25 من آب الماضي، بعد استهداف دورية مشتركة على “M4”.
وتوعدت “الكتائب” باستمرار عملياتها ضد الدوريات، بحسب ما رصدته عنب بلدي على حساب “الكتائب” في “تلجرام”.
أول استهداف مباشر لنقطة تركية
أما “سرية أنصار أبي بكر الصديق” فاستهدفت الأتراك للمرة الأولى، في 27 من آب الماضي، بتفجير دراجة نارية مفخخة بالقرب من النقطة التركية في مرج الزهور بريف جسر الشغور.
وتمكن عناصر الحاجز من تفجيرها قبل الوصول إلى القاعدة التركية، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي، ما أدى إلى إصابة أحد العناصر.
وعقب ذلك، قامت القوات التركية بتمشيط المنطقة بعد الهجوم وإطلاق الرصاص، ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة طفل في القربة نفسها.
وعلى الرغم من تعرض القوات التركية في إدلب، خلال الأشهر الماضية، لهجمات، فإنها المرة الأولى التي تستهدف نقطة عسكرية بشكل مباشر.
كما تبنت “السرية”، في 6 من أيلول الحالي، عملية إطلاق النار على جنود أتراك ببلدة معترم قرب أريحا جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتل جندي متأثرًا بجروحه وإصابة آخر.
وتنتشر في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا العديد من النقاط التركية، وذلك نتيجة اتفاق “أستانة”، وزادت القوات التركية من نقاطها بعد اتفاق “موسكو”.
كما توجد عدة فصائل عسكرية، أبرزها “هيئة تحرير الشام” المنضوية ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين”، إلى جانب “الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”.
إضافة إلى فصائل “غرفة عمليات فاثبتوا” التي أنهت “تحرير الشام” وجودها تنظيميًا، ومنعتها من إنشاء أي جسم عسكري أو فتح مقرات أو نشر حواجز في مناطق نفوذ “تحرير الشام”، وذلك بعد اتفاق بين الطرفين أنهى اقتتالهما في حزيران الماضي.
وكانت “فاثبتوا” تضم فصائل “جهادية”، هي “تنظيم حراس الدين” فرع القاعدة في سوريا، و”جبهة أنصار الدين”، و”جبهة أنصار الإسلام”، و”تنسيقية الجهاد” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة”، “أبو العبد أشداء”، و”لواء المقاتلين الأنصار” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة”، “أبو مالك التلي”.
وتخضع إدلب لاتفاق “موسكو” بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، وُقّع في 5 من آذار الماضي، ونص على إنشاء “ممر آمن” على “M4”.
وتضمّن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على الطريق، بين بلدتي ترنبة غربي سراقب (شرقي إدلب) وعين حور بريف إدلب الغربي، على أن تكون المناطق الجنوبية لطريق اللاذقية- حلب (M4) من الممر الآمن تحت إشراف الروس، وشماله تحت إشراف الأتراك.
–