عنب بلدي
انتهت هدنة الزبداني–كفريا والفوعة، السبت 15 آب، بعد انهيار المفاوضات التي جمعت مسؤولين في حركة أحرار الشام الإسلامية ومنتدبين إيرانيين وجرت في مدينة اسطنبول التركية، لتعود الاشتباكات إلى سابق عهدها في ريفي إدلب ودمشق.
شروط «تعجيزية» للإيرانيين
واستمرت المفاوضات عدة أيام تخللها تطبيق هدنة مدتها 48 ساعة بدأت الأربعاء 12 آب ومددت يومًا إضافيًا، وتضمنت إيقافًا لإطلاق النار في بلدتي كفريا والفوعة شمال إدلب ومدينة الزبداني غربي دمشق.
وكشفت قناة الجزيرة ليلة السبت عن شروط وضعتها إيران لإنهاء هجمات قوات الأسد وحزب الله اللبناني على الزبداني، وتشمل إيقاف إطلاق النار في كفريا والفوعة والزبداني ومضايا وبقين، وإخراج جرحى الجنوب إلى الشمال وجرحى الشمال إلى الجنوب.
كما تشمل البنود العمل على قوائم كاملة للمدنيين الراغبين بتسوية أوضاعهم أو المغادرة خارج بلداتهم، وإدخال المواد الطبية والعاجلة إلى المناطق المتنازع عليها، والإفراج الفوري عن 40 ألف معتقل في سجون النظام، بحسب الجزيرة.
وقال أبو اليزيد تفتناز، القيادي في حركة أحرار الشام، إن المفاوضات فشلت “بعد شروط تعجيزية ومذلة حاول مجوس إيران فرضها ولكن قلناها ونعيدها الموت ولا المذلة”، وأضاف في تغريدات عبر حسابه في تويتر، “إيران أصرت على إخراج أهالي ومقاتلي الزبداني وبقين وسرغايا ومضايا من دمشق لإدلب حصرًا لإفراغ المنطقة من أهلها وبناء مشروعها الصفوي”.
وأنهى أبو اليزيد قوله بالتأكيد على أن “المفاوضات تمت عبر الأمم المتحدة، وإيران أعلنتها صراحة نريد دمشق وريفها وسط صمت مطبق من دول العرب والعجم على مشروع إيران (تقسيم سوريا)”.
الزبداني تحت النار مجددًا
استأنفت قوات الأسد صباح السبت قصف مدينة الزبداني من قبل الحواجز العسكرية المنتشرة في محيطها، إضافة إلى قصف مدفعي تركز في عمق المدينة ومصدره المرابض العسكرية لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.
ومنذ فجر الأحد، صعدت قوات الأسد من استهدافها أحياء المدينة بقذائف المدفعية، كما ألقى الطيران المروحي 8 براميل متفجرة عليها، تزامنًا مع عودة الاشتباكات التي تركزت من محوري الكبرة وبقين في الجهة الغربية للمدينة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن قوات الأسد وحزب الله اللبناني يتقدمان باتجاه مركز المدينة، وسيطروا على عدة مبانٍ في الحي الغربي منها، لكن مصادر ميدانية من داخل المدينة أكدت لعنب بلدي أن الوضع العسكري على المحاور الثلاثة (الشرقية والغربية والشمالية) ثابت دون أي تقدم لكلا الطرفين منذ أيام.
في المقابل، استأنفت غرفة عمليات “جيش الفتح” قصفها بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين في ريف إدلب الشمالي، وقال أبو المعتصم، أحد إداريّي غرفة العمليات، إن الفصائل استهدفت البلدتين بنحو 100 قذيفة مدفعية وصاروخية أمس، واستمرت بتمهيدها المدفعي منذ صباح الأحد، موضحًا أن «التمهيد المدفعي سيليه اقتحام، ولن نتهاون مع شبيحة هاتين البلدتين بعد الآن».
محاولات جادة لتخفيف الضغط
وأطلقت فصائل المعارضة معركتين منفصلتين بهدف التخفيف عن مدينة الزبداني، أولاهما كانت في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، واستهدفت إدارة المركبات المحاذية لمدينة حرستا، والثانية كانت في ريف حمص الشمالي، وتركزت في المحور الغربي بمحاذاة سهل الحولة.
وسيطرت الفصائل المشاركة، السبت، على المعهد الفني ومبنى آخر ضمن إدارة المركبات، خلال معارك ومواجهات عنيفة تمكن مقاتلو الغوطة من خلالها بسط سيطرتهم على كتل وأبنية في محيط الإدارة جنوب مدينة حرستا، والتي تعتبر أبرز المراكز العسكرية لقوات الأسد في الغوطة الشرقية.
المعركة التي سميت «نصرة الزبداني» شارك فيها عدد من أبرز فصائل دمشق وريفها، أبرزها جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة.
كما أطلقت فصائل حمص معركة أسموها “الاعتصام بالله” وتهدف إلى فك الحصار عن سهل الحولة في الريف الشمالي الغربي، ومحاولة السيطرة على قريتي تسنين وجبورين المواليتين، اللتين تعتبران بوابة فك الحصار عن قرى الحولة.
واستطاعت الفصائل، السبت، إحكام سيطرتها على حاجز التركاوي وتدمير عدد من آليات قوات الأسد، دون تحقيق تقدم ملحوظ تستطيع من خلاله تحقيق أهداف المعركة، وسط خسائر بشرية كبيرة في صفوف طرفي النزاع.
في سياق متصل، قطعت فصائل المعارضة، الجمعة 14 آب، مياه عين الفيجة بشكل كامل عن مدينة دمشق، ردًا على الحملة المستمرة على مدينة الزبداني، الأمر الذي قابلته قوات الأسد بقصف غر مسبوق على بلدات الوادي وقطع كافة أشكال الاتصالات والكهرباء عنها، لتعيد الفصائل ضخ المياه، السبت الذي يليه، بعد اتفاق على هدنة مشروطة مع نظام الأسد.
يذكر أن هجومًا مزدوجًا من قوات الأسد وحزب الله اللبناني، بدأ في 3 تموز الماضي على مدينة الزبداني بهدف السيطرة عليها، فيما لجأت قوات المعارضة إلى هجوم مماثل على بلدتي كفريا والفوعة المواليتين شمال إدلب، للضغط على قوات الأسد في إيقاف معركتها غرب دمشق.