سلّط طلاب سوريون في اسطنبول الضوء على قضية الطلاب المعتقلين في سجون النظام السوري، من خلال فيلم قصير بعنوان “The promise” (العهد).
وأنتج الطلاب الفيلم، الذي نُشر عبر منصات “ملتقى الطلبة السوريين في تركيا“، في 12 من أيلول الحالي، خلال فترة الحجر الصحي بسبب فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، باستخدام الكاميرات الشخصية والمعدات البسيطة.
وقال مخرج الفيلم أحمد شربجي، وهو طالب في هندسة العمارة بجامعة “اسطنبول التقنية”، لعنب بلدي، إن الفيلم يروي قصة حقيقية لزميلين اعتقلا من جامعة “حلب”، خسر أحدهما (محمد) عينه في أثناء التعذيب، بينما قُتل زميله أمام عينه الثانية.
وأوضح أحمد أن أحداث الفيلم تتوزع على خطين، الأول في أقبية النظام السوري بين غرف الاعتقال وغرف التعذيب والتحقيق، والثاني من داخل فندق يُحجر فيه المسافرون القادمون إلى مدينة “Koblenz” الألمانية.
“السنوات الطويلة من الألم لا يمكن أن توصف في فيلم لا يتجاوز ست دقائق”، بحسب مخرج الفيلم، “لذلك كان مهمًا استخدام كل التفاصيل المتاحة لتعكس قضية السوريين بالدرجة الأولى، والطلاب بشكل أخص”.
وأشار إلى أن كل من شارك في إنتاج هذا الفيلم، ابتداء من الفكرة ثم الكتابة ثم التنفيذ، هم طلّاب غير مختصين في هذا المجال، لكن تجربتهم مع النظام السوري كانت “طويلة ومريرة”، ودفعوا فيها حياتهم ومستقبلهم، حسب قوله.
ويعكس الفيلم حجم المعاناة التي عاشها الطلاب السوريون في معتقلات النظام، والآثار النفسية المنعكسة عليهم بعد خروجهم.
وشارك مستخدمو مواقع التواصل الفيلم القصير عبر صفحاتهم الشخصية، وعبروا عن أهمية استحضار قضية المعتقلين الذين ما زالوا في سجون النظام، وعدم نسيان معاناتهم.
ونُشرت العديد من الأفلام التي تسلّط الضوء على قضايا المعتقلين السوريين والمختفين قسريًا خلال سنوات الحرب، كفيلم “82 اسمًا” الذي يسلّط الضوء على قصص ناجين من سجون النظام السوري، ويروي قصة تسريب الصحفي والحقوقي السوري منصور العمري قميصًا كتب عليه أسماء معتقلين لدى المخابرات السورية، ونشر في 2018.
إضافة إلى فيلم “الحرب على هاتفي” الذي يروي قصص المعتقلين في سجون النظام السوري، ويحوي مشاهد عُرضت لأول مرة من داخل المعتقلات، ونشر في 2018.
وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها السنوي التاسع عن التعذيب في سوريا، إن ما لا يقل عن 1.2 مليون مواطن سوري تعرضوا بشكل أو بآخر لنوع من أنواع التعذيب والمذلة، ولا يزال لدى النظام العدد الأكبر من المعتقلين، الذين تحوَّل قرابة 85% منهم إلى مختفين قسريًا.
وذكرت “الشبكة” أيضًا في تقريرها أن ما لا يقل عن 14388 شخصًا قُتلوا بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى حزيران الماضي، منهم 14235 قتلهم النظام السوري.
–