مشاريع الإنترنت المجاني حول العالم
قيل إن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل شبكة الإنترنت، لكن 60% من سكان الأرض أو ما يعادل 4,2 مليار شخص لا يملكون اتصالًا بها، فهل هم خارج تلك القرية!
تميم عبيد
تعتبر الأمم المتحدة الإنترنت حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وقطعه يعد انتهاكًا بحسب القانون الدولي، وفي دراسة أجرتها شركة ديلويت العالمية بينت أن تأمين الإنترنت في الدول النامية سيوفر 140 مليون وظيفة جديدة، وسيرفع 160 مليون شخص من تحت خط الفقر، ولذا تعمل عدة شركات على إيصال الإنترنت إلى مستخدمين إضافيين بشكل مجاني.
مشروع إنترنت دوت أورج Internet.org
إنترنت دوت أورج هو مشروع أطلقته فيسبوك لتوصيل خدمة الإنترنت مجانًا إلى مناطق العالم، وخاصة المحرومة من الخدمة من خلال ثلاث تقنيات مقترحة:
التقنية الأولى هي الأقمار الصناعية القريبة، مع توصيل تلك الأقمار معًا ونقل البيانات باستخدام تقنية الليزر، ويعاب على هذه التقنية الحاجة لأطباق تقوم بتتبعها حتى لا تضعف الإشارة.
التقنية الثانية هي الأقمار الصناعية ذات المدارات البعيدة، لكنها بقيت فكرة ولم تتطور إلى خطوات عملية.
التقنية الثالثة وهي طائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية، تطير على ارتفاع 20 كيلومترًا، وهو ارتفاع أكبر بمرتين من ارتفاع خطوط الطيران التجارية، وتدور تلك الطائرات في دوائر واسعة فوق المكان المستهدف ومهمتها توصيل الخدمة له، وهي التجربة التي بدأت بالفعل في زامبيا وتسعى فيسبوك للتوسع في هذه المبادرة لنقلها لمناطق أخرى من العالم.
مناطيد جوجل Google Loon
تسعى جوجل إلى استخدام بالونات أو مناطيد تعمل كنقاط ساخنة فوق العديد من مناطق العالم، وتحلق على ارتفاع 20 كيلومترًا أيضًا، لتقوم تلك البالونات بتوصيل خدمات الإنترنت لمناطق شاسعة من العالم، ولتنفيذ المهمة ستحتاج جوجل لأسطول ضخم من مئات البالونات حول العالم.
بدأت جوجل بالفعل في تطبيق مشروعها في البرازيل ونيوزلندا ومناطق جنوب خط الاستواء، وتسعى للتمدد والتوسع لمناطق أخرى، ويمكن للبالون الذي يعمل بالطاقة الشمسية البقاء في طبقات الجو العليا لمدة 100 يوم، ويستخدم في البث تقنية الـ LTE المتوفرة في الهواتف الذكية.
تبلغ سرعة الإنترنت عبر هذه البالونات 22 ميجابايت في الثانية لهوائيات الاستقبال و5 ميجابايت في الثانية للهواتف المحمولة، ويمكن للبالون الواحد توصيل الإنترنت لمسافة 40 كيلومترًا على الأقل.
أما عن أكبر العقبات التي تواجهها جوجل في المناطق التي تنوي نشر المناطيد فيها، فهي عقبات سياسية لا تقنية، لاسيما منطقة الشرق الأوسط التي أبدت جوجل اهتمامها بها، حيث يتطلب نشر مناطيدها الدخول في المجالات الجوية إلى دول عديدة قد لا ترغب في ذلك سواء من ناحية الأمن أو من ناحية نشر خدمة الإنترنت الذي لا تتحكم به الحكومات، وستسعى جوجل للتواصل مع الحكومات وشركات الإنترنت المحلية في تلك الدول لحل تلك العقبات.
لانتيرن Lantern
هو مشروع طموح لشبكة جديدة تشبه شبكة الإنترنت لكنها تختلف في كونها تأتي من الفضاء أو ما يعرف بالأوترنت Outernet، فمن خلال خدمات الأقمار الصناعية وعبر موجات الراديو القصيرة وعبر جهاز استقبال صغير لا يعدو طوله طول مصباح يدوي، يمكنك استقبال الإنترنت وتصفح محتويات مكتبة ضخمة من المحتوى المتنوع.
تحتاج فقط إلى متصفح الهاتف الذكي أو الحاسب ويمكنك أيضًا استقبال معلومات مثل صفحات الويب، والمقالات الإخبارية والكتب وأشرطة الفيديو والموسيقى بصرف النظر عن مكانك على سطح الأرض.
يسعى المشروع لعمل مكتبة ضخمة للعلوم والتعليم، وتحمل معارف وتاريخ الأرض لتضعها في الفضاء الخارجي، بحيث يمكنك الدخول إليها من أي مكان.
يحاول مشروع لانتيرن أيضًا توفير خدمات الإنترنت في مناطق الصراعات التي تعاني من التعتيم أو التجسس من قبل الحكومات والجهات المتصارعة، وكذلك مناطق الكوارث والمناطق المنكوبة التي يصعب اجتيازها لمعرفة الأوضاع فيها.
بدأت عملية جمع الأموال لتمويل المشروع، باعتباره مشروعًا عالميًا عبر موقع Indiegogo، كما يمكنك بناء جهاز استقبال لانتيرن بنفسك، وتوصيله بطبق استقبال لتلقي البيانات بطريقة أسرع.
في البداية ستعتمد التقنية على الأقمار الصناعية المختصة بنقل الصوت والصورة، ومع اكتمال التمويل ستبدأ في الحصول على قمر صناعي خاص بها.
سيكون لكل شخص على وجه الأرض حرية استخدام لانتيرن، وسيحصل الجميع على حرية الوصول إلى المعلومات والتحرر من الرقابة، وفق ما ذكره موقع Indiegogo .
أشارت دراسة لمعهد بروكينغز أن 50% من الأشخاص غير المتصلين بالإنترنت يعيشون تحت خط الفقر، 64% منهم يعيشون في الأرياف ونحو 28% غير متعلمين، في حين أن الغالبية العظمى من مستخدمي الإنترنت يعرفون القراءة والكتابة؛ هذه الأرقام تطرح تساؤلات عدة بشأن جدوى المبادرات الدولية لتوفير الإنترنت مجانًا حول العالم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :