دين الإنسان..
في كتابه الصادر عام 1998 عن دار علاء الدين، والمؤلّف من 400 صفحة، يناقش الباحث فراس السواح ظاهرة الدين عند الإنسان، انطلاقًا من أن الدين لا يمكن أن يكون وهمًا أفرزته عاطفة الإنسان أو خرافة قال بها عقله، بل يستند التدين في حياة الناس على خبرة روحانية محسوسة تدفعهم للتمسّك بالدين.
ينقسم الكتاب إلى جزئين رئيسيين، يُناقش الأول سؤال «ما هو الدين؟» في استعراض سريع للأديان التي شهدتها البشرية منذ أقدم العصور وحتى اليوم، ليصل السواح إلى أن ماهية الدين تتشكّل عبر ثلاثة عناصر: المعُتقد (الأفكار والعقائد التي يحملها الدين)، الأسطورة (الكتب والأدبيات الرئيسية فيه)، والطقوس (التعبدات والشعائر).
ثم يناقش العنصر الأول (المعتقد) باستفاضة ليصل إلى أن جميع الأديان آمنت بفكرة واحدة ألا وهي انقسام الوجود إلى عالمين، أحدهما هو العالم المادي الطبيعي الذي نحيا به، والآخر هو عالم اللاهوت أو الغيب الذي نأتي منه ونذهب إليه، وأن هذا القاسم اشتركت فيه جميع الأديان رغم اختلافاتها الكثيرة.
في الجزء الآخر من الكتاب يناقش السواح منشأ الدافع الديني عند الإنسان، عارضًا النظريتين الأكثر رواجًا بين الباحثين، الأولى التي تعزو الدين إلى إفراز دفعته عاطفة الإنسان كالخوف من الموت أو الرغبة في الخلود، والآخرى التي ترد الدين إلى منظومة فكرية وضعها الإنسان لتفسير العالم الذي يحيط به.
يناقش السواح هاتين النظريتين ويفندهما، ليصل في نهاية البحث إلى أن التجربة الروحانيّة الحسيّة هي التي تفرض نفسها على الإنسان من خارجه ولا تصدر عنه ابتداءً، فهي ظاهرة خارجية تقتحم حياة المرء وليست إبداعًا داخليًا منه.
نجح فراس السواح في تقديم بحثه بتجرّد تام من خلفيته الدينية والعقائدية بحيث لا يمكن للقارئ أن يشعر بتحيز أو انطلاق من مواقف أيديولوجية مسبقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :