يستذكر السوريون في الشمال السوري في مثل هذا اليوم، حادثتي اغتيال طالتا قياديين عسكريين ترك مقتلهم أثرًا لاحقًا على الفصائل.
وعلى الرغم من وجود فارق زمني بين الحادثة الأولى والثانية يصل إلى عامين، يبقى المشترك بينهما الاستهداف المباشر الذي طال اجتماع قادة الصف الأول سواء لـ”حركة أحرار الشام” أم “جبهة فتح الشام”.
الحادثة الأولى
في 9 من أيلول 2014، هز انفجار غامض بلدة رام حمدان بريف إدلب الشمالي، استهدف اجتماعًا كان سريًا لقياديي “حركة أحرار الشام” في مقر تابع للحركة ببلدة تل صندل.
وأدى الانفجار إلى مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين في “حركة أحرار الشام”، أبرزهم حسان عبود (أبو عبد الله الحموي) قائد ومؤسس الحركة، و”أبو طلحة الحموي” القائد العسكري، و”أبو يزن الشامي” عضو مجلس الشورى، و”أبو عبد الملك” الشرعي العام، و”أبو أيمن طعوم” “أمير إدلب”، و”أبو الزبير الحموي” “أمير حماة”.
ولم يتوضح حتى الآن سبب الانفجار، لكن حسب مقاتلين كانوا موجودين في المكان، فإن عدة انفجارات وقعت داخل مقر الاجتماع وأدت إلى حالات اختناق بين القادة.
وأُسست حركة “أحرار الشام الإسلامية” في 2013 على يد قادة عسكريين قضوا فترة من الزمن في سجون النظام السوري.
وكانت الحركة تعتبر من أكبر الفصائل العسكرية على الساحة السورية، بسبب تموضعها في مختلف الأراضي، وكانت تسعى إلى عملية اندماج للفصائل، بحسب ما قاله المتحدث باسم الحركة، أحمد قره علي، في فيلم وثائقي للتلفزيون “العربي” في 2016.
وعقب مقتل القادة تعاقب عدد من القادة على ترؤس الحركة، إذ تسلم هاشم الشيخ (أبو جابر) قيادة الحركة حتى عام 2015، ثم مهند المصري حتى 2016، ثم علي العمر (أبو عمار) حتى مطلع 2017، ثم حسن صوفان حتى 2018، قبل تولي القائد الحالي، جابر علي باشا، قيادة الحركة.
وانحسر نشاط الحركة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وانضوت في “جبهة تحرير سوريا” بعد الاندماج مع “حركة نور الدين الزنكي” خلال المواجهات العسكرية ضد “هيئة تحرير الشام”، قل أن تنضم إلى “الجبهة الوطنية للتحرير” حاليًا.
الحادثة الثانية
أما الذكرى الثانية التي حدثت في 9 من أيلول 2016، فكانت استهداف اجتماعٍ لقادة الصف الأول في جبهة “فتح الشام”، التي كانت منضوية ضمن “جيش الفتح”، بغارة يعتقد أن طيران التحالف كان مسؤولًا عنها.
وأدى الانفجار إلى مقتل “أبو هاجر الحمصي” (أبو عمر سراقب)، أحد مؤسسي غرفة عمليات “جيش الفتح” والقيادي العام فيها، و”أبو مسلم الشامي”، القيادي في الجبهة وأحد العسكرين الذين قادوا معركة فك الحصار عن حلب.
وكان “جيش الفتح” أكبر الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، ومنها “حركة أحرار الشام الإسلامية”، و”جبهة فتح الشام”، و”فيلق الشام”، و”جيش السنة”، و”تجمع أجناد الشام”.
ويعتبر “أبو عمر سراقب” من أبرز القياديين العسكريين في الشمال السوري، وأسهم في سيطرة الفصائل على محافظة إدلب في 2015.
–